النهار
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 02:52 مـ 23 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تغطية اكتتاب المرحلة الأولى لزيادة رأسمال النيل للأدوية 98.7% 21 سبتمبر.. فتح باب الأكتتاب في المرحلة الثانية لزيادة رأسمال شركة القلعة عم يتحول إلى ذئب بشري.. إعدام منتظر بعد الاعتداء على طفلة أسرته بالقليوبية محافظ كفرالشيخ يفتتح المعرض الدائم لتوفير المستلزمات المدرسية للطلاب الأولى بالرعاية مجاناً مدير تعليم الجيزة يتفقد مدارس 6 أكتوبر وحدائق أكتوبر...ويؤكد: تسليم الكتب من اليوم الأول والانضباط شعار العام الدراسي الجديد “الأعلى للإعلام”: دراسة سيناريوهات التعامل مع لعبة ”روبلوكس”.. وأهمية تطوير البنية التحتية التكنولوجية للمؤسسات الإعلامية بالتعاون مع وزارة الأوقاف.. المنوفية تتسلم 2 طن لحوم لتوزيعها علي الأسر الأولى بالرعاية باستثمارات 120 مليون جنيه..«إيجوث» تتولى تطوير فندق« جيت بيتش »وتشغيله بنظام حق الانتفاع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يطلق أعمال الاجتماع الوزاري السابع عشر لوزراء التجارة الأفارقة بالقاهرة بمشاركة واسعة من دول القارة أوقاف الدقهلية تعقد الدورة التدريبية حول قضية الغارمات رئيس جامعة المنصورة يزور جامعة «هاغا-هيليا» بدولة فنلندا لتعزيز سبل التعاون نهاية دامية لعصابات الموت.. الداخلية تجهض صفقة بـ64 مليون جنيه وتصفي 3 مجرمين خطر

مقالات

جنازير فى الحرم الجامعى

شعبان خليفة
شعبان خليفة

 

فى الثمانينيات والتسعينات و بينما كانت البلاد تعج بالفساد ، رشاوى بالملايين مثل صفقة طائرات البوينج المضروبة  فى عهد وزير الطيران المدنى الاسبق  أحمد نوح والتى تجاوزت الخمسين مليون دولار ، ومثل صفقات رشاد عثمان الذى اغرق البلاد بالفراخ الفاسدة ....ناهيك عن قيام الدولة  بالبدأ فى بيع ما اقامته من مصانع تَحَمل معاناة انشاءها الشعب من أجل البلد ومن أجل فرص عمل جديدة .فى هذا الوقت ، بينما البلاد هكذا حائرة ليس واضحاً إلى أين تمضى ؟

 كانت الجامعات تعج بالجنازير التى يحملها طلاب الجماعة الإسلامية فى الحرم الجامعى بعد أن يقومون بفكها من " دراجات لهم  لتأديب الزملاء المارقين الذين يقفون مع الزميلات فى الحرم الجامعى لتبادل المحاضرات أو الاحاديث العادية بين زملاء وزميلات فى الجامعة ، فضلاً عن المنع التام لأى نشاط فنى أو ثقافى  لا ترضى عنه هذه الجماعات..كان الأمر لافتاً ، ومثيراً للاهتمام ومصدراً لنقاشات طويلة ومطوله ...

ذات مرة و فى أحد هذه النقاشات كان السؤال المطروح هو لماذا تسكن الدولة على هذا الوضع ، وهل الأمن عاجزاً عن ردع هذه الجماعات فى الجامعات؟

كانت الإجابة السهلة والساذجة هى أن هذه الجماعات صارت اقوى من الدولة ، بينما حقيقة الأمر أن السلطة كانت مبسوطة ليس فقط لأن هذه الجماعات قهرت اليسار وقضت على العيال الشيوعين فى الجامعة ، لكن الأجابة الاقرب للفهم هى أن هذه الملهاة كانت مناسبة ليمرح الفساد ويختفى الحديث الجاد عن واقع ومستقبل الوطن فهو اكثر سؤال مزعج للسلطة ، السلطة التى لا تريد لا فلسفة ولا  ازعاج ولا حتى أن يسألها أحد ماذا تفعل ؟ مهما مارست من " عك" سياسى واقتصادى واجتماعى .

ذات مرة ناقشت أحد افراد هذه الجماعات وسألت هل مجرد وقوف زميل وزميله فى الحرم الجامعى يستدعى ترويعهما بالجنازير ؟

أجاب : لا يخلو رجل بأمراة ولو كان يعلمها القرآن

قلت : وهو لو كان يخلو كان ممكن تشاهدوه وتهددوه هذا وقوف علنى.. الغالب فيه تبادل المحاضرات وآخره حوار كيفك ؟

الحمد لله

بدأ محدثى مندهشاً فحسب تعبيره كان يظننى على خير ورأى أنه لا فائدة من الحديث معى ، فى هذه الفترة لم يكن فقط صدر هذه الجماعات وحده الضيق بل أن  صدر السلطة كان اضيق

أحياناً اتساءل كيف عاش الوطن بهذا الصدر الضيق ؟

لكن حين كنت اقرأ على الجدران وابواب الحمامات أجد الإجابة  فقد كان البوح فيها على أخرة سب وقذف و فضفضة تتجاوز الحدود ..ناهيك عن منفذ أخر هو الشكوى لمقامات الأولياء ..شعب يخترع متنفسات على طريقته حتى لا يموت من ضيقة الصدر