الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:20 صـ 7 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

إعلاميات أم مذيعات.؟

حمدى البطران
حمدى البطران


بقلم : حمدى البطران

 

الحقيقة كل ليس المذيعات إعلاميات . والعكس صحيح , قبل أن أسترسل في توضيح الفرق بين الإعلامية والمذيعة . اقول أن بعض اعلامياتنا تفتقدن المهنية والحياد والإقتناع بما تعرضه وتقوله . 
 كلمه مذيعه مشتقة من مصدر اذاعه , بمعني نشر الخبر وتوصيله للمستمع او المشاهد  بطريقه محدد ومعينة , منقوله من اصل مكتوب , او توصيل الخبر للناس . 
أما الإعلامية فهي مصدر كلمة معلومة , وتعني خبرات وتفاصيل ومعلومات عن الخبر او الموضوع , الاعلامية مهمتها صعبة وقاسية وتحتاج لإعداد مسبق لما ستقوله عن الموضوع الذي تتصدي له . 
فهي تقوم بجمع المعلومات الخاصه بالموضوع المقصود هنا بالمعلومات سواء كانت كتب او نشرات او افلام وثائقية , او صحف . 
ثم تقوم بمعالجه المعلومات التي جمعتها , وتتاكد من حقيقة مصادرها , فيجب عليها تحليل كل ما وصلها , وتتاكد من مصادرها , اي انها توثق لكل ما وردها ,  وتتاكد من قناعتها الشخصية بكل ما وصلها , وعلي ذلك فهي تستعين بفيق كامل من الصحفيين والمختصين في الموضوعات التي تتناولها , ويكون لديها شخصيات لها ثقلها العلمي والفني لتدعيم ما تريد ان تصل اليه . 
اقول هذا بمناسبة , كثرة عدد العلاميات عندنا , واعتمادهن بعضهم علي جراءة ما تقدمه من طرح , حتي لولو كانت تلك الجراءة غير ملوبة , أو أن المجتمع لا يتقبل كشف تلك الموضوعات في الوقت الحاضر , او اعتممادهن علي جمالهن وقدرتهن عل يالمحاورة الضريف أو مضايقته , أو حتي استفزازة . 
غير أن السمة الغالبة فيهن هي كثرة الحديث , وتتحدت نيابة عن الضيف , وربما تحاول توجييههة من طرف خفي لوجهة نظرها . 
ولعلنا لا ننسي نموذج آمال فهمي في برنامجها الشهير علي الناصية وامال العمدة وأبلة فضيلة, في الإذاعة , وسامية الأتربي وفريدة الزمر وسلمي الشماع وسلوي حجازي ونجوي ابراهيم ومني الشاذلي رغم تحفظنا علي طريقة معالجتها لأحداث الثورة . 
اما في الوقت الحاضر , فقد تغلبت علي أعلامياتنا الرغبة في الحديث نيابة عن الضيف ,ولعل البرنامج الشهير علي الفضائية المصرية الأولي صباح الخير يا مصر , اقرب مثال لذلك , وتتشابه معهن بعض الأعلاميات في بعض البرامج السياسية والحوارية . وربما تبنت المذيعة وجهة نظر لها مردود سلبي , خلاف التحريض علي سياسات الدولة .
واحيانا تتقمص الأعلامية صفة الصحفي الجرئ ,وتندفع في مغامرات في قاع المجتمع  لتقدم غير المألوف والشاذ . 
ومع ذلك فقد صادفتنا نماذج راقية لإعلاميات مثقفات وواعيات , لديهن دراية كاملة بالموضوع الذي سيتكلمن فيه , وتعد له وتجهز بالقراءة والإطلاع , وعندما يصل الضيف , تكون قد كونت فكرة كاملة وشاملة عنه , فتقدمه ضيفها بطريقة محترمة ولائقة , وتحاورة بندية في مؤلفاته وتخصصه وتتذكر له مواقف سابقة, تدعم او تدحض الفكرة التي تتناولها . ومن تلك النوعية من الإعلاميات أسعاد يونس في برنامجها الشهير صاحبة السعادة , والدكتور هويدا فتحي في برنامجها اوراق علي الهواء , والأعلامية المتميزة فاطمة السردي في قناة النيل الثقافية ,في برنامجها الثقافي السابق الطريق الي نوبل  وبرنامجها الحالي حدوته مصرية ,والتي تتمكن فيه من اخراج ما في جعبة الضيف , وتجعله يتحدث بطلاقة دون ان تقاطعه , او تجعل من افسه بوقا لعرض افكاره , وتناقشه في كل ما كتبه , مناقشة الخبير , وفي نفس الوقت تحتفظ بمساحة بينها وبين ضيفها , تشعره بأهميته ومكانته . فيثق في نفسه , ويتحدث بأخلاص  ,