الثلاثاء 21 مايو 2024 04:50 مـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
«تعليم سنورس بالفيوم» يحصد المركز الأول في المسابقة الدينية الثقافية الجمعة المقبلة.. ريهام عبد الحكيم ونجوم الأوبرا في سهرة طرب على المسرح الكبير خلال عودتهم من العمل.. إصابة 8 عمال إثر سيارة ربع نقل في قنا محافظ الفيوم يترأس اجتماع اللجنة الاستشارية للسلامة والصحة المهنية المؤبد لبائع خضار وميكانيكى لاتجارهما في الهيروين بالخانكة وزير السياحة والآثار يواصل اجتماعاته الدورية لمناقشة سبل تطوير منتج السياحة النيلية في مصر - وزير السياحة والآثار ومحافظ جنوب سيناء يقومان بجولة تفقدية لأحد المنتجعات السياحية الكبرى بمدينة شرم الشيخ والتى تم افتتاح المرحلة الأولى... مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية يشيد باهتمام الرئيس السيسى ودعمه للثقافة ”الهجان” يتابع أعمال التطوير ورفع تراكمات القمامة بالطريق الزراعي ومفارق الزقازيق ويتفقد مشروع ممشى النيل لتوزيع اللحوم بجميع قرى كفرالشيخ.. الأورمان تطرح صك الأضحية بـ 540 جنيها قسطا شهريا رئيس جامعة المنصورة يتفقد أعمال امتحانات الفصل الدراسي الثاني الإعدام لقاتلي الطفل يوسف بالدقهلية

مقالات

عماد الدين أديب يكتب: الذين ابتلعهم البحر!

عماد الدين أديب- أرشيفية
عماد الدين أديب- أرشيفية

أيها البحر كم ابتلعت من أصحاب الأحلام الضائعة والأوهام الراسخة؟

فى بلادنا ينظر البعض إلى البحر كمخرج للخلاص من صعوبة الحياة واستحالة التعايش وفشل الأحلام وتكسر الأمل على صخرة واقع من الفساد والبيروقراطية والجنون والهستيريا.

آخر ضحايا حلم العبور عبر بوابة البحر إلى إيطاليا هم 450 شخصاً من المصريين والأفارقة الذين استقلوا مركباً إلى إيطاليا.

أطاحت الأمواج بالمركب والركاب، وهلك من هلك، وبعد 7 ساعات من الاستغاثة والصراع مع الموت نجا 164 شخصاً وأقام أهلهم على شاطئ رشيد مشهداً من العذاب الذى يفطر القلوب حزناً وشفقة.

كل راكب على مركب رشيد دفع تحويشة العمر ما بين 4 و5 آلاف دولار كى يخرج من الوطن ليشترى له حلماً فى إيطاليا.

أصبح المواطن يدفع ليهرب من الوطن وأزماته!

لم يعد لدى البعض أى قدرة على الصبر على تحقيق الحلم داخل الوطن.

وكأن البعض وصل إلى اليأس من الأمل فى الوطن، والأمل فى إيطاليا!

كلهم على استعداد لأى عمل مهما كان صغيراً وغير ذى قيمة، كلهم على استعداد للعمل كعامل تفريغ فى ميناء، أو عامل نظافة فى مطعم، أو بائع بيتزا أو فنى لحام فى ورشة أو كناس فى قرية أو مدينة صغيرة.

أى عمل، المهم فى بيئة ومناخ بعيد عن الوطن!

إن ذلك كله يستدعى مصارحة النفس، ومصارحة الحكومة، ومصارحة البرلمان بالسؤال العظيم: هل أصبحت مصر دولة طاردة لأبنائها؟.

لماذا يدفع الإنسان تحويشة العمر، ويعرض حياته وحياة أسرته لمخاطر البحر وتقلباته ويضع نفسه تحت تصرف سلطات دولة أخرى وهو يتذلل لها طالباً اللجوء؟ لماذا هذا كله؟.

يبدو أن ألم الهجرة غير الشرعية واحتمالات الموت بحراً أقل ألماً وخطراً من الحياة تحت مظلة الوطن!

شىء مؤلم يستحق الدراسة العميقة.


نقلا عن الزميلة الوطن