النهار
الأحد 21 ديسمبر 2025 06:43 صـ 1 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أركاس لوجيستيك مصر.. انطلاقة جديدة من قلب الإسكندرية نحو آفاق عالمية ٢٨ شاشة عرض وتليفزيون بمراكز شباب عروس البحر لمشاهده مباريات كأس الأمم الأفريقية مؤسسة زاهي حواس للآثار تنظم ندوة تحليلية حول فرعون الخروج بين المصادر المصرية والكتب السماوية القوات المسلحة تنظم دورة تدريبية للكوادر من الدول الأفريقية بيت الشعر العربي يحتفي باليوم العالمي للغة العربية في صالون أحمد عبد المعطي حجازي ملتقى خريجي وطلاب التصوير 2025 بالمعهد العالي للسينما.. يوم من الإبداع والتواصل بين الأجيال في أجواء مبهجة وإقبال جماهيري.. الثقافة تطلق الدورة الخامسة عشرة للمهرجان القومي للتحطيب بالأقصر من المتاحف إلى المزادات.. خيوط نفوذ جيفري إبستين في عالم الفن تحت المجهر أحمد إسماعيل يكشف أسرار العلاقة بين الممثل وصانع الفيلم في ماستر كلاس بالقاهرة للفيلم القصير غدا حفل توقيع كتاب (وجوه شعبية مصرية) أحدث إصدارات المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عائشة بن أحمد: الصدفة قادتني للتمثيل… ومصر محطة صعبة لكنها تصنع النجومية موعد وصول أحمد الفيشاوي مصر لاسقبال عزاء والدته

مقالات

أحمد الصراف يكتب: الأرمن وأنا والمذبحة

أحمد الصراف- مصدر الصورة "القبس الكويتية"
أحمد الصراف- مصدر الصورة "القبس الكويتية"

أعترف، وأنا أكتب هذا المقال، بأنني منحاز ومغلوب عاطفياً على أمري، فأنا أحب الأرمن، وهي محبة بدأت مع منتصف ستينات القرن الماضي، من خلال زمالتي في بنك الخليج مع سركيس جيدجيان، وصداقتي مع المعلم أكوب مصلح مكيفات السيارات، اللذين كانا يشاركانني، بكل كرم ومحبة، ما كانا يحصلان عليه من «راشن كري ميكنزي»، دون مقابل.

ومع الوقت، ترسخت تلك العلاقة، من خلال شخصيات أرمنية جميلة أخرى، على مدى نصف القرن الماضي، ولم يأتني من اي منهم إلا كل جميل، فنياً وحرفياً، فهم، بشكل عام، مبدعون وفنانون ومهرة ومخلصون في عملهم، وربما كان ذلك ضمن الاسباب التي ألبت الكثيرين عليهم، وبخاصة من جماعتنا.
تمر هذه الأيام الذكرى المئوية على المذابح التي تعرض لها أرمن الإمبراطورية العثمانية المريضة. وبالرغم من أن المذابح بدأت مع نهاية القرن 19، على يد السلطان عبدالحميد الثاني، فإنها بلغت ذروتها مع بداية القرن العشرين. وتراوحت تقديرات من وقعوا صرعى تلك المذابح بين المليون والمليون ونصف المليون، وغالبيتهم العظمى من الأبرياء العزل.

كما صاحب وتبع عمليات القتل الجماعية تلك، سلب كل الممتلكات الشخصية والعقارية للضحايا، الذين رحلت أسرهم في قوافل بشرية رهيبة في الجبال والصحارى، ليتعرضوا في الطريق لأقسى أنواع المعاملة من اغتصاب وسلب وسبي، وكان الموت الرهيب مصير غالبيتهم، والمحظوظون من تمكنوا من الوصول إلى بوادي الشام. وبالرغم من تعرّض مجموعات مسيحية أخرى، كالسريان والكلدان والأشوريين واليونانيين من سكان الإمبراطورية المريضة لنفس المصير الأسود، فإن مأساة الأرمن كانت الأشد والأكثر دموية ووحشية، والسبب أن تطلعاتهم القومية كانت أقوى من غيرهم، وبخاصة بعد نجاح غيرهم في الانفصال عن الإمبراطورية العثمانية وتكوين دولتهم المستقلة. كما كان لوقوفهم مع الغزاة الروس للأراضي العثمانية ثمنه، ولكنه كان ثمناً غالياً ورهيباً، وغير مبرر، لا إنسانياً ولا عقلياً. وقد تأخر العالم كثيراً في توصيف ما تعرّض له عام 1915 من إبادة جماعية، خوفاً من غضب الأتراك، الذين يشعرون حتى اليوم بحساسية شديدة من ذكر تلك المذابح التي تعتبر الأكبر بعد الهولوكوست. وقد دان بابا الفاتيكان تلك المذابح أخيراً ووصفها بالإبادة الجماعية. كما اعترفت دول كثيرة بتلك الإبادة. وقد أبرزت الصحف الأميركية في حينها أخبار تلك المذابح على صدر صفحاتها، وتعتبر مرجعاً للكثير من أحداثها. وقد حاولت بريطانيا، التي احتلت قواتها تركيا عام 1919، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، تقديم كبار المسؤولين عن تلك المذابح للعدالة، إلا أنها لم تقبض على غير متهم واحد فقط، وتمكن البقية من الفرار.
نقلا عن صحيفة الوطن الكويتية