من المتاحف إلى المزادات.. خيوط نفوذ جيفري إبستين في عالم الفن تحت المجهر
مع توالي نشر الوثائق والصور المرتبطة بالمجرم الجنسي المدان جيفري إبستين، تتكشف بصورة متزايدة شبكة علاقاته الواسعة داخل عالم الفن، والتي ضمّت شخصيات بارزة من متاحف كبرى، وجامعي أعمال فنية، وفنانين، ودور مزادات عالمية، في مشهد يسلّط الضوء على تداخل المال والنفوذ بالفن المعاصر.

وأظهرت المعلومات المتداولة أن إبستين، الذي عُثر عليه ميتًا في زنزانته بسجن بروكلين قبل خمس سنوات، كان على صلة وثيقة بليون بلاك، الرئيس السابق لمتحف الفن الحديث بنيويورك (MoMA)، والذي لا يزال يخضع لتحقيقات لجنة المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن أكثر من 150 مليون دولار دفعها لإبستين مقابل خدمات وُصفت بأنها استشارات ضريبية متعلقة بالأعمال الفنية بين عامي 2012 و2017.

وكشفت تقارير صحفية، من بينها تحقيقات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، أن بلاك باع في عام 2016 منحوتة لألبرتو جياكوميتي مقابل 25 مليون دولار لصندوق استئماني يسيطر عليه إبستين، قبل أن تستخدم شركة تابعة له عائدات البيع لشراء عمل لبول سيزان مقابل 30 مليون دولار، مستفيدًا من ثغرات قانونية في نظام الضرائب الأمريكي، وهي معاملات خضعت لاحقًا لأوامر استدعاء من جزر العذراء الأمريكية.
كما أُثير الجدل حول قصيدة نُسبت إلى ليون بلاك، وردت في كتاب تهنئة أعدّته غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين السابقة، بمناسبة عيد ميلاده الخمسين، وتضمنت إشارات إلى “استراتيجيات ضريبية فريدة”. وفي رد رسمي، أكدت محامية بلاك أن جميع تعاملاته مع إبستين كانت قانونية وخاضعة لمراجعات مهنية مستقلة.

ولم تقتصر شبكة العلاقات على المتاحف وجامعي الأعمال، إذ ورد اسم تاجرة الأعمال الفنية ليا كليمان ضمن قائمة اتصالات إبستين السرية، بينما كشفت وثائق نُشرت مؤخرًا عن مراسلات إلكترونية بين إبستين والفنان الأمريكي أندريس سيرانو، ناقشا خلالها انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 وتصريحات دونالد ترامب المثيرة للجدل.

كما برز اسم ليزلي ويكسنر، قطب تجارة التجزئة ومؤسس مركز ويكسنر للفنون، بوصفه أحد أبرز الشخصيات التي ساهمت في تضخم ثروة إبستين، وفقًا لتحقيقات صحفية، وسط تساؤلات مستمرة حول طبيعة المكاسب المتبادلة من تلك العلاقة.

وامتدت خيوط القضية إلى سوق المزادات العالمية، حيث تلقت دارا «سوذبيز» و«كريستيز» أوامر استدعاء رسمية لتقديم وثائق تتعلق بمشتريات إبستين الفنية، في إطار تحقيقات موسعة حول أصوله المالية.
وتكشف هذه المعطيات، مع توقع نشر وثائق جديدة، عن حجم النفوذ الذي تمتع به إبستين داخل عالم الفن، وتعيد طرح أسئلة جوهرية حول أخلاقيات السوق الفنية، وحدود العلاقة بين المال والسلطة والمؤسسات الثقافية الكبرى.
المزيد| نتيجة التحقيق الرسمي الأخير حول ”جيفري إبستين” لا توجد قائمة للأسماء!


.jpg)

.png)













.jpeg)

.jpg)



