النهار
الجمعة 21 نوفمبر 2025 06:43 صـ 30 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
جامعة طنطا تدخل لأول مرة قائمة أفضل 350 جامعة عالميًا في تصنيف التايمز للعلوم البينية رئيس جامعة طنطا يشارك ف استقبال رئيس كوريا الجنوبية بجامعة القاهرة خلال أولى زياراته الرسمية لمصر مقتل مسجل خطر وضبط آخرين خلال مداهمة أمنية في بندر قنا أبو الغيط يرحب باتفاق مجلسي النواب والدولة الليبيين على البرنامج التنموي الموحد اتحاد المستثمرات العرب يشارك فى مؤتمر و معرض أوغندا ” لؤلؤة أفريقيا ” للسياحة .. كشريك استراتيجي لدعم... اليابان تفتح باب التسلح النووي.. ماذا يدور في الكواليس؟ تداعيات قرار الترويكا الأوروبية بمطالبة إيران تقديم تقارير دقيقة بشأن برنامجها النووي بالصور.. افتتاح مقر مودرن سبورت دبي ذوو الإعاقة السمعية يستغيثون.. معاناتنا لا تُقاس بالسماعات والمعينات لا تُلغي الإعاقة الوفد الثاني من المُلحقين الدبلوماسيين بوزارة الخارجية يزور استديو أحمد زويل بماسبيرو إسرائيل إلى الزوال.. متى تختفي دولة الاحتلال؟ فضيحة فساد كبرى تهز أوكرانيا.. زيلينسكي يواجه ضغوطًا لإقالة مسؤولين كبار بعد اختلاس 100 مليون دولار من قطاع الطاقة

مقالات

كلبة بنت كلب وتلد القطط!

مصطفى الأغا
مصطفى الأغا

خبرٌ عراقي أثار انتباهي ونشرته وكالات الأنباء العربية والعالمية، وهو ليس عن انفجارات أو خطف أو اشتباكات، ولا عن محاولات الإعمار بعد الدمار، بل عن «كلبة» أكرمكم الله ولدت أربعة كلاب وثلاث قطط «يعني 7 ببطن واحد».. 
الحالة حدثت في محافظة الديوانية وسط العراق وأذهلت العلماء قبل البسطاء، لكونها واحدة من أغرب حالات الولادة في التاريخ، وهو ما أكده د.علي حبيب اختصاصي الأمراض التناسلية بكلية الطب بجامعة القادسية. 
ولأن الحالة غريبة عجيبة، لهذا تخضع الكلبة «بنت الكلب» حاليا لفحوص الـ «دي إن إيه» حتى يعرفوا كيف ولماذا حصل ما حصل؟ ومن المتسبب وكيف يمكن لكلبة أن تلد قططا؟ فيما يُشكك بعض الأطباء بالحادثة من أساسها، ويقولون إن الكلبة احتضنت القطط حديثي الولادة ولم تلدهم.
وليس مهما إن أنجبت الكلبة قططا أو احتضنتهم أو تبنتهم أو جمعتهم بأبنائها، بل الأهم هو العداء التاريخي المستفحل بين الكلاب والقطط، لدرجة أن مطر بريطانيا الشهير سمّوه «كاتس أند دوغز»، أي مطر غزير مثل الكلاب التي تركض وراء القطط، وبمجرد قراءتي للخبر وارتباط مكان الحدث ببلد عربي تساءلت فورا ومن دون تفكير وتمحيص وتنقيب عن الكلمات حول الحنان المفاجئ للحيوانات على بعضها، بينما نحن البشر حتى الآن نقتل بعضنا ونكاد نكون من المخلوقات القليلة التي تقتل بني جنسها، ولا نكاد في هذه المنطقة نستيقظ من هول صدمة أو كارثة أو حرب أو «منعطف تاريخي وكوع أسود»، حتى ندخل في منعطف آخر وظرف حاسم ودقيق وحساس ومفصلي آخر، حتى باتت لدي حساسية من هذه الكلمات لكثرة ما سمعتها منذ وعيت على الدنيا وحتى الآن. 
عندما أسافر لأوروبا أو أميركا أجد أن هموم البشر هناك مختلفة تماما عن همومنا، فهم لا يبحثون عن «فيزا» للهرب من «بعض» دولهم التي سحقتهم، ولا يخشون الخوض في السياسة التي توصل للسجون، ولا يوجد لديهم سجناء «رأي»، وليست لديهم كهرباء يشتاقون لرؤيتها، ولا يقفون طوابير للخبز «رغم أنهم من اخترعوا طوابير الدور، ولكن الطوابير التي لا تُذل صاحبها»، وليس لديهم شخصنة وتخوين وحتى تكفير لأصحاب الرأي الآخر، لأنهم جربوا وخبروا كل هذه الأمور قبل أن يتحولوا للعالم المتقدم، تاركين لنا صفة عزيزة على قلوبنا هي الدول النامية أو العالم «المتخلف» بعد أن كنا قبلهم، ولكن المشكلة أن كلمة «كنا» لا تخترع طائرة ومحطة توليد كهرباء، ولا طبا يموت فيه الناس من الإهمال أكثر من الأمراض. 
نعم للغرب عيوبه وهمومه ومساوئه، ولكن ليست لديهم منعطفات تاريخية لها أول.. وليس لها آخر.