لم تعد مجرد مناطق لحماية التنوع البيولوجي.. كيف تحقق المحميات الطبيعية عوائد اقتصادية؟
لم تعد المحميات الطبيعية مجرد مناطق مخصصة لحماية التنوع البيولوجي، بل أصبحت أحد الأدوات الاقتصادية الواعدة التي تسهم في دعم الدخل القومي وتوفير فرص عمل، خاصة في الدول التي تمتلك ثراءً بيئيًا وتنوعًا طبيعيًا مثل مصر.
وتعتمد المحميات على السياحة البيئية كأحد أبرز مصادر العائد، من خلال جذب الزائرين المحليين والأجانب لممارسة أنشطة مثل السفاري، الغوص، مراقبة الطيور، والتخييم المنظم، مقابل رسوم دخول وخدمات إرشادية، ما يوفر دخلاً مباشرًا للدولة.
كما تسهم المحميات في تنشيط المجتمعات المحلية المحيطة بها، عبر توفير فرص عمل كمرشدين بيئيين، وعمالة في الخدمات السياحية، وتسويق المنتجات الحرفية والتراثية، وهو ما ينعكس إيجابيًا على مستوى المعيشة ويحد من الهجرة الداخلية.
وتحقق بعض المحميات عوائد غير مباشرة من خلال الاستثمار في البحث العلمي والتعاون مع الجامعات والمراكز الدولية، إضافة إلى استضافة برامج تدريبية ومشروعات ممولة في مجالات الحفاظ على البيئة والتغير المناخي.
وتبرز الشراكات مع القطاع الخاص كأحد آليات تعظيم العائد الاقتصادي، عبر إدارة أنشطة سياحية مستدامة داخل المحميات وفق ضوابط بيئية صارمة، بما يحقق التوازن بين الحماية والاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية.
وأكد خبراء البيئة أن تعظيم العوائد الاقتصادية للمحميات يتطلب تطوير البنية التحتية، والترويج السياحي الجيد، ورفع الوعي البيئي لدى الزائرين، لضمان استدامة الموارد الطبيعية وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية دون الإضرار بالنظم البيئية.
ويعكس هذا التوجه تحول المحميات الطبيعية من عبء مالي على الدولة إلى أصول اقتصادية مستدامة تدعم التنمية وتحافظ على الثروات الطبيعية للأجيال المقبلة.


.jpg)

.png)














.jpeg)

.jpg)



