«الموسيقى والسينما في حضرة نجيب محفوظ… قراءة فنية متعددة الأجيال بدار الكتب»
في إطار اهتمام وزارة الثقافة بتعزيز الحراك الثقافي والفكري، وبمناسبة الاحتفاء بالأديب العالمي نجيب محفوظ بوصفه شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026، نظّمت دار الكتب والوثائق القومية، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة طلعت رئيس الهيئة، ندوة ثقافية بعنوان «الموسيقى في سينما نجيب محفوظ»، وذلك بقاعة الموسيقى بدار الكتب.
شارك في الندوة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين، هم: الأستاذ الدكتور مختار يونس أستاذ الإخراج بالمعهد العالي للسينما وأستاذ السيناريو بالمعهد العالي لفنون الطفل، والأستاذة الدكتورة نيفين عبد النبي أستاذ الموسيقى العربية بكلية التربية الموسيقية، والدكتور إيهاب صبري أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، وأدارت الندوة الأستاذة رشا أحمد مدير قاعة الموسيقى بدار الكتب والوثائق القومية.
بدأت الفعاليات بعزف السلام الجمهوري، أعقبه كلمات المتحدثين، حيث استعرض الأستاذ الدكتور مختار يونس دور الموسيقى في البناء الدرامي لأفلام نجيب محفوظ، موضحًا كيف شكّلت الموسيقى عنصرًا أساسيًا في تعميق المعنى الدرامي وبناء الحالة الشعورية للمشاهد، من خلال نماذج سينمائية بارزة مثل «الطريق»، و«اللص والكلاب»، و«بين القصرين».
من جانبها، تناولت الأستاذة الدكتورة نيفين عبد النبي السمات الموسيقية في عدد من أفلام نجيب محفوظ، من بينها «بين القصرين»، و«الطريق المسدود»، و«التوت والنبوت»، و«الحب فوق هضبة الهرم»، و«أهل القمة»، و«أميرة حبي أنا»، مشيرة إلى خصوصية التناول الموسيقي في كل عمل، ودوره في التعبير عن الأبعاد الاجتماعية والنفسية للشخصيات. وقدّمت خلال مداخلتها مختارات موسيقية من هذه الأفلام بمصاحبة العود، عزف الدكتور شادي نصيف، في لحظة فنية نالت إعجاب الحضور.
واختتمت المداخلات النقدية بكلمة للدكتور إيهاب صبري، الذي قدّم قراءة تحليلية للموسيقى التصويرية في فيلم «بداية ونهاية»، مسلطًا الضوء على دورها في تعميق الصراع الدرامي وتجسيد المأساة الإنسانية التي حملها العمل.
وشهدت الندوة مشاركة لافتة للأطفال الموهوبين، حيث عُرضت مجموعة من الفيديوهات الإبداعية التي تناولت عالم نجيب محفوظ وأثره الثقافي. وقدّمت الطفلة نورين ياسر قراءة تحليلية لدور الأغاني في الأعمال المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ، مؤكدة أن الأغاني جاءت منسجمة مع السياق الدرامي، ومستوحاة من التراث الشعبي المصري، ومشيرة إلى وعي محفوظ الموسيقي ودقته في توظيف الأغنية لخدمة الشخصيات والرؤية الفنية.
كما عبّر الطفل ياسين ياسر عن رؤيته للأديب الكبير، مؤكدًا أن نجيب محفوظ نجح في تقديم صورة صادقة للإنسان المصري، وجعل من الأدب مرآة للروح وجسرًا يصل بين الماضي والحاضر، تاركًا أثرًا خالدًا في الوجدان الثقافي.
وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية التي تنظمها دار الكتب والوثائق القومية، تأكيدًا على أهمية الربط بين الفنون المختلفة، وإشراك الأجيال الجديدة في المشهد الثقافي، وإعادة قراءة تراث نجيب محفوظ بوصفه إبداعًا حيًا ومتجددًا عبر الزمن.


.jpg)

.png)















.jpg)



