خالد عبدالعزيز: مصر ماضية في دعم جهود توحيد الخطاب الإعلامي العربي وتعزيز رسالته المشتركة
شارك المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في فعاليات الاجتماع العادي رقم 55 لمجلس وزراء الإعلام العرب، بحضور أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والسفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، ووزراء الإعلام ورؤساء الوفود من مختلف الدول العربية. ورحب عبدالعزيز بالحضور على أرض مصر، ناقلًا إليهم تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومؤكدًا اعتزاز القاهرة باستضافة هذا المحفل العربي رفيع المستوى.
وقال عبدالعزيز إن مشاركتهم تأتي في لحظة دقيقة يمر بها العالم، تتضاعف فيها التحديات، وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة الصف العربي وتعزيز مسارات العمل المشترك، ولاسيما في المجال الإعلامي، عبر توسيع جسور التعاون بما يخدم مصالح الشعوب العربية في مواجهة ما يحيط بها من مخاطر. وأكد أن توجيهات الرئيس السيسي واضحة وصريحة بشأن ضرورة تعميق التعاون الإعلامي العربي وبناء شراكات فعالة تحقق التكامل، وتدعم الصورة الحقيقية للمجتمعات العربية في مواجهة الشائعات وحملات التضليل ومحاولات التشويه.
وأشار إلى أن مصر تؤمن بأن الإعلام العربي يحمل رسالة مشتركة، وأن تعزيز التنسيق بين المؤسسات الإعلامية العربية لم يعد خيارًا بل ضرورة تفرضها التطورات السريعة في البيئة الاتصالية. وأعرب عن تطلع مصر إلى أن تسهم هذه الدورة في وضع آليات عملية لتبادل الخبرات، وتطوير المحتوى، ودعم المبادرات التي ترسخ الهوية العربية وتحمي الوعي الجمعي للأمة.
وأوضح عبدالعزيز أن من بين التحديات البارزة التي تواجه الإعلام العربي اليوم التطور المتسارع في الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي، لما لذلك من تأثير مباشر على تشكيل الوعي وصناعة الرأي العام، ولما يتيحه من انتشار سريع وغير مسبوق للرسائل والمضامين. وأكد ضرورة تطوير أدوات الإعلام العربي للتعامل مع هذا الواقع الرقمي الجديد، من خلال تعزيز منظومات التحقق من المعلومات، ومواجهة المحتوى الزائف، والاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة بما يضمن توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الحقيقة لا في نشر الفوضى.
وشدد على أهمية تضافر الجهود العربية لوضع أطر تنظيمية مشتركة تعزز الأمن المعلوماتي، وتدعم حضور الإعلام العربي على المنصات الرقمية، وترسخ قيم الوعي، والقدرة على التمييز بين المحتوى المهني الرصين والدعاية المغرضة. وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب خطابًا إعلاميًا عربيًا قادرًا على مخاطبة الداخل والخارج، يعتمد على المصداقية والسرعة، ويتواكب مع التطور الهائل في أدوات الاتصال ومنصات النشر.
وفي سياق حديثه عن تطوير المنظومة الإعلامية، أشار عبدالعزيز إلى أهمية الاستثمار في القدرات البشرية وتحديث البنية التكنولوجية، والتوسع في التدريب والتأهيل، بوصفها ركائز أساسية لبناء إعلام عربي قوي وفاعل يلبي طموحات الشعوب.
وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية، مشددًا على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام العربي في دعم نضال الشعب الفلسطيني وفضح الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها، ونقل الحقيقة إلى العالم بعيدًا عن التزييف وطمس الحقوق. وأوضح أن مصر، قيادةً وحكومةً، أدت دورًا تاريخيًا في وقف الحرب على غزة، وبذلت جهودًا دبلوماسية وإنسانية مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار وتخفيف معاناة المدنيين، عبر فتح الممرات الإنسانية وإدخال المساعدات والتنسيق المستمر مع الأطراف الدولية.
ولفت إلى أن انعقاد “مؤتمر شرم الشيخ للسلام” جسّد الدور المصري في حشد الدعم الدولي وتوحيد المواقف الرامية لحماية الشعب الفلسطيني، والعمل على تهيئة الظروف لاستئناف عملية سلام عادل وشامل ينهي الاحتلال ويصون الحقوق المشروعة. وشدد على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام، وأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية حق تاريخي وقانوني ثابت لا يجوز التفريط فيه، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف محاولات فرض واقع جديد على الأرض يُقوّض فرص التسوية.
وأشار عبدالعزيز إلى أن مصر ما زالت تبذل جهودًا إنسانية كبرى لضمان تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وإدخال الإمدادات الطبية والغذائية والوقود، وتنسيق عمليات الإغاثة مع المنظمات الدولية. وقد تحملت الدولة المصرية أعباءً إنسانية ولوجستية جسيمة، من منطلق إيمان راسخ بأن إنقاذ حياة المدنيين واجب أخلاقي لا يحتمل التأجيل.
وتابع أن مصر تواصل القيام بدورها في إعادة إعمار غزة، إيمانًا بأن ترميم ما دمرته الحرب هو السبيل لإعادة الحياة إلى الشعب الفلسطيني، مع تأكيد الدعم المصري الثابت للحقوق الفلسطينية ودعوة الإعلام العربي لتشكيل رأي عام دولي مساند لها، والتصدي لمحاولات تشويه الرواية الفلسطينية.
وفي ختام كلمته، أكد المهندس خالد عبدالعزيز أن مصر ستظل داعمة لكل مبادرة تسهم في توحيد الرسالة الإعلامية العربية، وتعزيز دور الإعلام في مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح والاعتدال، مشددًا على أن العمل العربي المشترك هو الطريق لبناء محتوى مؤثر يعزز الأمن الفكري ويحافظ على استقرار المنطقة، ويسهم في بناء مستقبل أفضل لشعوبها.


.jpg)

.png)














.jpg)


.jpg)
.jpg)
