تراجع الوفد والتجمع.. وتغييرات مرتقبة في مستقبل وطن وحماة الوطن

في الوقت الذي تواصل فيه الأحزاب السياسية مشاوراتها النهائية لحسم أسماء مرشحيها في القائمة الوطنية لخوض انتخابات مجلس النواب 2025، بدأت ملامح إعادة رسم خريطة القوى داخل الساحة الحزبية تتضح، مع بروز أزمات داخل أحزاب تاريخية وتغييرات مفاجئة في صفوف أحزاب الأغلبية.

المشهد الانتخابي، وفق ما أكدته مصادر سياسية مطلعة لجريدة النهار، سيشهد إعادة ترتيب واسع للأوراق داخل الأحزاب، بعد أن أفرزت مشاورات الأيام الأخيرة عن قرارات استبعاد وتبديل، أثارت موجة من الغضب والانقسامات الداخلية في عدد من الكيانات السياسية الكبرى.

وفي ظل هذا الحراك السياسي، يبرز حزب مستقبل وطن باعتباره الحزب صاحب الثقل الأكبر في البرلمان الحالي، وأحد أبرز القوى المنظمة على الساحة، ما يجعل الأنظار تتجه إلى خطته في خوض المعركة الجديدة، وكيفية تعامله مع المنافسة المنتظرة في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بتوسيع المشاركة السياسية.

وفي هذا السياق، قال المهندس حسام الخولي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، في تصريحات خاصة لـ النهار، إن الانتخابات القادمة ستكون «مختلفة تمامًا عن أي انتخابات سابقة»، مؤكدًا أنها «ستشهد منافسة قوية وزخمًا سياسيًا واضحًا في الشارع المصري».
وأوضح أن الحزب اختار خوض السباق تحت شعار «المشاركة لا المغالبة» دعمًا للتعددية السياسية، مؤكدًا أن الهدف هو «تقديم نموذج لحزب يشارك في دعم الحياة السياسية لا أن يهيمن عليها»، مشددًا على أن البرلمان المقبل «يجب أن يعبّر عن كل التيارات والاتجاهات لأن التنوع السياسي قوة للدولة وليس ضعفًا».

الانتخابات البرلمانية تعيد خلط الأوراق داخل الأحزاب

وأشار الخولي إلى أن الحزب «يملك كوادر قادرة على المنافسة في جميع الدوائر»، لكنه فضّل هذه المرة أن تكون المنافسة «شريفة ومتوازنة»، مشيرًا إلى أن «العمل الاجتماعي للحزب خلال السنوات الأخيرة عزّز من وجوده في الشارع، وأصبح لدينا تواجد فعلي في كل قرية من قرى مصر بفضل العمل التنظيمي والخدمي».

وأكد نائب رئيس الحزب أن «مستقبل وطن يستعد بخطة تنظيمية قوية تشمل تدريب المرشحين وإعداد برامج واقعية تستند إلى احتياجات المواطنين في كل دائرة»، مشددًا على أن «الهدف ليس المكسب الحزبي، بل المكسب الوطني المتمثل في تعزيز الثقة بالعملية الانتخابية».

الوفد.. تمثيل محدود وغضب داخل الهيئة العليا

كشفت مصادر لـ النهار أن حزب الوفد أجرى تعديلات موسعة على قائمة مرشحيه ضمن التحالف الوطني، شملت استبدال عدد من الأسماء لصالح مرشحين يتمتعون بحضور جماهيري وخبرة برلمانية، في محاولة لتعزيز فرص المنافسة في الانتخابات المقبلة.
وأوضحت المصادر أن الحزب سيشارك بـ6 مرشحين فقط في القائمة الوطنية، بينهم اثنان من خارج الحزب هما نهال عهدي وولاء الصبان، إلى جانب أنور بهادر، ياسر الهضيبي، أيمن محسب، ونشوى الشريف.

لكن القرارات الأخيرة فجّرت حالة غضب داخل الهيئة العليا، حيث دعا عدد من أعضائها الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب إلى تقديم استقالته فورًا، مطالبين بتشكيل لجنة للإشراف على انتخابات رئاسية جديدة تعيد التوازن داخل الحزب العريق.

التجمع.. اعتراضات على التمثيل وتعديلات اللائحة

في المقابل، عقد المكتب السياسي لحزب التجمع اجتماعًا طارئًا السبت الماضي، اعتراضًا على حصول الحزب على 3 مقاعد فقط في القائمة الوطنية، معتبرين أن التمثيل لا يليق بتاريخ الحزب ودوره السياسي.
وقالت مصادر داخل الحزب إن الاجتماع شهد خلافات حول اختيارات رئيس الحزب، بعد إعادة ترشيح مارسيل سمير وضحى عاصي للمرة الثانية، فيما أعلن أعضاء آخرون رفضهم تعديل المادة (8) من لائحة الحزب التي تتيح لرئيسه الترشح لدورة ثالثة متتالية، مؤكدة أن الحزب يستعد لدعم مرشحيه على المقاعد الفردية في عدد من الدوائر بالتنسيق مع القوى المشاركة في التحالف.

حماة الوطن.. استبعاد قيادات بارزة وتدوير للكوادر

من جهته، بدأ حزب حماة الوطن في إخطار عدد من قياداته وأعضائه الذين تم استبعادهم من القائمة الوطنية عبر خطابات رسمية، تضمنت الشكر على جهودهم خلال فترة الإعداد والمشاورات، مع التأكيد أن القرارات جاءت بعد «دراسة دقيقة لكافة الاعتبارات التنظيمية والسياسية».

وبحسب المصادر، فإن قائمة الاستبعادات شملت رؤساء ووكلاء لجان في المجلس الحالي وعددًا من قيادات الحزب في المحافظات، في إطار سياسة تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام كوادر جديدة خلال الدورة التشريعية المقبلة.

وأكدت المصادر، أن الأحزاب المشاركة في القائمة الوطنية من أجل مصر، قد أنهت مشاوراتها النهائية بشأن توزيع المقاعد المخصصة لكل حزب داخل التحالف، حيث استحوذ حزب مستقبل وطن على النصيب الأكبر بـ124 مقعدًا، يليه حزب حماة الوطن بـ50 مقعدًا، ثم حزب الجبهة الوطنية بـ28 مقعدًا، بينما حصل حزب الشعب الجمهوري على 10 مقاعد، والحزب المصري الديمقراطي على 9 مقاعد، في حين نال حزب الوفد 6 مقاعد فقط، وجاء حزب التجمع في نهاية القائمة بـ3 مقاعد.