حسام الخولي في حوار لـ النهار: انتخابات البرلمان المقبلة ستكون ساخنة.. وفضلنا المشاركة لا المغالبة دعمًا للتعددية السياسية

لا صوت يعلو في الشارع السياسي هذه الأيام فوق صوت انتخابات مجلس النواب المقبلة، فالأحزاب تعيد ترتيب صفوفها، والمرشحون المحتملون يتوافدون على مقار الكشف الطبي، والدوائر الانتخابية تشهد حراكًا استعدادًا لموسم سياسي ساخن يتوقع أن يكون الأكثر تنافسية منذ سنوات.
وفي ظل هذا الزخم، يبرز حزب مستقبل وطن باعتباره الحزب صاحب الثقل الأكبر في البرلمان الحالي، وأحد أبرز القوى المنظمة على الساحة، ما يجعل الأنظار تتجه إلى خطته في خوض المعركة الجديدة، وكيفية تعامله مع المنافسة المنتظرة في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بتوسيع المشاركة السياسية.
حول هذه القضايا، ورؤية الحزب للمشهد الانتخابي، وتفاصيل قراره بخوض السباق تحت شعار المشاركة لا المغالبة، أجرت جريدة النهار، هذا الحوار مع المهندس حسام الخولي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، والذي تحدّث بصراحة عن استعدادات الحزب ورؤيته للمستقبل السياسي في مصر.
بداية، كيف ترى شكل المنافسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
الانتخابات القادمة ستكون مختلفة تمامًا عن أي انتخابات سابقة، لأنها ستشهد منافسة قوية وزخمًا سياسيًا واضحًا في الشارع المصري، حجم المرشحين الراغبين في الترشح كبير جدًا، وهو مؤشر إيجابي يعكس حالة حراك سياسي حقيقية داخل المجتمع، ويؤكد أن الحياة الحزبية بدأت تستعيد عافيتها.
ما السبب وراء اختيار الحزب شعار المشاركة لا المغالبة؟
نحن في مستقبل وطن لدينا من الكوادر والإمكانات ما يمكننا من المنافسة على جميع المقاعد، لكننا فضلنا هذه المرة أن نكون شركاء في دعم الحياة السياسية لا مغالبين فيها، نحن نريد أن نؤكد أن البرلمان القادم يجب أن يعبّر عن كل التيارات والاتجاهات، وليس عن حزب واحد، لأن التنوع السياسي قوة للدولة وليس ضعفًا.
هل ترى أن الحزب ما زال يحتفظ بقوته في الشارع رغم مرور 5 سنوات على الأغلبية السابقة؟
بالتأكيد، الحزب منذ حصوله على أغلبية في البرلمان السابق، عمل بشكل متواصل خلال السنوات الخمس الماضية، خصوصًا الثلاث الأخيرة، على تعزيز وجوده في الشارع، حيث أصبح لدينا تواجد فعلي في كل قرية من قرى مصر، بفضل العمل الاجتماعي والتنظيمي الذي قمنا به لخدمة المواطنين في مختلف المجالات.
ما أهمية الدور الاجتماعي للأحزاب من وجهة نظركم؟
العمل الاجتماعي جزء أصيل من دور الأحزاب في دولة مثل مصر، لأنه يقرب الحزب من المواطن ويجعله أكثر ارتباطًا باحتياجات الناس. نحن لا نمارس السياسة بمعزل عن المجتمع، بل نعتبر الخدمة العامة أحد أدواتنا الأساسية للتواصل مع الشارع.
هناك من يتساءل عن موقف المرشحين الذين لم يتم الدفع بهم في هذه الانتخابات.. ماذا تقول لهم؟
المرشح الذي لم يتم اختياره هذه المرة لا يعني نهاية دوره السياسي إطلاقًا. الحزب منظومة كبيرة، وكل عضو له دور، سواء في الملفات السياسية أو التنظيمية أو التنفيذية. هناك التزام حزبي واضح بعدم الدفع بأكثر من مرشح في نفس الدائرة، حفاظًا على وحدة الصف وتجنب أي تنافس داخلي.
في رأيك، ما الرسالة التي يريد مستقبل وطن توجيهها من خلال مشاركته بهذه الصورة؟
الرسالة الأساسية أننا نؤمن بدولة مؤسسات وحياة سياسية متوازنة، لا نريد أن نحصد كل المقاعد، بل نشارك في منافسة حقيقية تفرز برلمانًا قويًا يمثل كل فئات المجتمع، الهدف ليس المكسب الحزبي، بل المكسب الوطني المتمثل في تعزيز الثقة بالعملية الانتخابية.
هل تتوقع أن تشهد الانتخابات المقبلة مفاجآت؟
بالتأكيد ستكون هناك مفاجآت، لأن المزاج العام تغيّر، وهناك وعي سياسي متزايد لدى المواطنين، كما أن تعدد المرشحين سيجعل المنافسة أكثر سخونة، المهم أن تكون المنافسة شريفة وقائمة على البرامج والرؤى، لا على الشعارات أو المصالح الضيقة.
أخيرًا، كيف يستعد الحزب لهذه المنافسة؟
نستعد بخطة تنظيمية قوية تشمل تدريب المرشحين، وإعداد برامج واقعية تستند إلى احتياجات المواطنين في كل دائرة. هدفنا أن نقدم نموذجًا مختلفًا للحزب السياسي القادر على المنافسة الديمقراطية والمشاركة في بناء مستقبل مصر.