أردوغان يحذّر إسرائيل ويعلن خطة تركية لمراقبة الهدنة وإعمار غزة

في تصريح يحمل أبعادًا سياسية تتجاوز حدود الميدان، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، أن بلاده ستلعب دورًا مباشرًا في مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا في الوقت ذاته استعداد أنقرة للمساهمة في إعادة إعمار القطاع بعد أشهر من الدمار الذي خلّفته الحرب.
وقال أردوغان في تصريحات صحفية بأنقرة:“بعد التوقيع على الاتفاق، يجب على إسرائيل وقف هجماتها فورًا، والانسحاب إلى الخطوط التي تم الاتفاق عليها”.
وأضاف الرئيس التركي أن على إسرائيل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون أي عراقيل، مشيرًا إلى أن تركيا ستتابع مدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق بالتنسيق مع الأمم المتحدة وشركاء إقليميين.
وأوضح أردوغان أن تركيا ستشارك في آلية دولية لمراقبة وقف إطلاق النار، في إشارة إلى المباحثات الجارية حول تشكيل قوة مراقبة متعددة الأطراف تضم دولًا عربية وإسلامية. كما أكد أن بلاده ستبدأ خططًا هندسية وإنسانية لإعادة إعمار غزة فور استقرار الوضع الميداني، لافتًا إلى أن الشركات التركية تمتلك خبرات سابقة في مشاريع إعادة الإعمار في مناطق النزاع.
ويأتي الموقف التركي في وقت تشهد فيه مدينة شرم الشيخ جولات مكثفة من المفاوضات بين وفود إسرائيلية وفلسطينية، بوساطة مصرية ودعم من الولايات المتحدة وقطر. ويُنظر إلى التنسيق التركي مع القاهرة في هذا الملف على أنه تطور نوعي في العلاقات الثنائية، خاصة بعد فترة من الفتور السياسي بين البلدين.
ويرى مراقبون أن أنقرة تسعى لتثبيت موقعها كطرف فاعل في معادلة ما بعد الحرب، عبر الجمع بين العمل الدبلوماسي والجهود الإنسانية، بما يمنحها وزنًا إضافيًا في أي ترتيبات سياسية قادمة تخص غزة.
وفي المقابل، تشير تقارير إسرائيلية إلى تحفظ بعض الدوائر في تل أبيب على الدور التركي المقترح، خشية أن يمنح حماس غطاءً سياسيًا في مرحلة ما بعد الحرب. ومع ذلك، تحظى مشاركة تركيا بدعم أميركي مشروط، في إطار السعي إلى توزيع أدوار إقليمية تضمن استقرار الاتفاق المرتقب.