أسعار النفط تستقر وسط تصاعد الهجمات الأوكرانية وترقب العقوبات الأميركية على الخام الروسي

استقرت أسعار النفط العالمية في ختام تعاملات الأسبوع، بعد تذبذب واضح سببه تصاعد التوترات الجيوسياسية من جهة، وغياب خطوات ملموسة من واشنطن بفرض عقوبات جديدة على الخام الروسي من جهة أخرى.
وسجّل سعر خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.5% ليستقر دون مستوى 63 دولاراً للبرميل، بعدما كان قد صعد خلال الجلسة بنسبة وصلت إلى 2.6%. ويأتي هذا في وقت تزايدت فيه هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية على منشآت الطاقة الروسية، ما أثار مخاوف بشأن اضطراب تدفقات الخام في الأسواق العالمية.
وبحسب مصادر مطلعة، تسببت الضربات الأوكرانية في توقف مؤقت لعمليات ميناء بريمورسك، وهو الميناء الرئيسي لشحن النفط الروسي في بحر البلطيق، كما استهدفت ثلاث محطات ضخ تنقل الخام إلى مركز أوست لوغا، الذي يُعد بدوره أحد أهم مراكز التصدير الروسية.
في مذكرة بحثية لبنك رابوبنك، توقع المحللان جو دي لورا وفلورنس شميت أن تكثف أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة الروسية مع استمرار استبعاد التوصل إلى وقف إطلاق النار. وأشارا إلى أن هذه التطورات ستدعم أسعار النفط عبر تقليص الإمدادات، متوقعين أن يصل سعر خام غرب تكساس إلى 63 دولاراً للبرميل بحلول أواخر 2025.
على الجانب الآخر، تتحرك الولايات المتحدة لدفع حلفائها في مجموعة السبع إلى فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على كل من الصين والهند بسبب مشترياتهما من النفط الروسي. وأكدت كندا، التي تترأس المجموعة، أنها عقدت اجتماعاً لوزراء المالية لمناقشة إجراءات إضافية تستهدف تقليص قدرة موسكو على تمويل عملياتها العسكرية.
ورغم الضغوط الجيوسياسية، قلص تقرير حديث لـ وكالة الطاقة الدولية مكاسب الأسعار، حيث توقعت الوكالة فائضاً قياسياً في الإمدادات النفطية خلال العام المقبل. كما أن قرار تحالف أوبك+ بالاستمرار في إعادة ضخ كميات إضافية من الخام اعتباراً من أكتوبر، لكن بوتيرة أبطأ من الزيادات السابقة، ساهم في تهدئة الأسواق.
ومنذ أوائل أغسطس الماضي، تتحرك أسعار النفط في نطاق يتراوح بين 62 و67 دولاراً للبرميل، مع بقاء التوازن قائماً بين مخاطر الإمدادات نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، والتوقعات بزيادة المعروض العالمي من الخام.
ويؤكد خبراء الطاقة أن المشهد الحالي يضع الأسواق في حالة ترقب دائم، إذ باتت أسعار النفط أكثر حساسية لأي تطورات تتعلق بالعقوبات الأميركية أو بالهجمات على البنية التحتية الروسية.