النهار
الثلاثاء 19 أغسطس 2025 10:12 مـ 24 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سحب أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر لعدم إثبات الجدية في التنفيذ توطين صناعة الألواح الشمسية وإنتاج السليكون .. تفاصيل اجتماع وزير الكهرباء بالبترول “تكامل العلوم الشرعية ” ندو ة بأوقاف الدقهلية ”خلاف على مكالمة ينتهي بالدماء”.. طالب يهاجم صديقه بسلاح أبيض بشبرا الخيمة نائب محافظ سوهاج يستقبل رئيس جهاز مدينة سوهاج الجديدة لقاء جماهيري موسع في القليوبية: ”شكاوى المواطنين تتحول إلى حلول عاجلة” بقرار من مجلس القضاء الأعلى.. المستشار طلال رضوان رئيسًا لاستئناف جنايات الإسكندرية عمرو الليثي: الإعلام العربي يواجه تحديات الذكاء الاصطناعي إطلاق بوستر فيلم جوازة فى جنازة قبل عرضه 10 سبتمبر المقبل قمة الإبداع الإعلامي تشهد توقيع 8 اتفاقيات لتعزيز الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي الوكيل يبحث مع اللجنة العامة للمواد الغذائية مشروع تحويل 40,000 منفذ تموينى إلى سلسلة تجارية زينة تستكمل تصوير ورد وشوكولاتة فى القاهرة بعد انتهاء مشاهد لبنان

عربي ودولي

هل ينجح تودد قادة أوروبا للرئيس الأمريكي في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بما يحقق رغبتهم؟

ترامب
ترامب

أثارت صورة اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع عدد من القادة الأوروبيين، لبحث ملف الحرب الروسية الأوكرانية، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن البعض شبهها بـ «درس خصوصي»، إذ يجلس «ترامب» على مكتب وأمامه القادة الأوروبيين.

قدّم رافائيل بير، كاتب عمود في صحيفة الجارديان، تحيليلاً للمشهد الحالي، بدأه بأن القادة الأوروبيين يتصرفون كمتضرعين لترامب القدير، مُستنداً لوصف BF Skinner عالم النفس للطيور التي تتبنى نوعا من الخرافات، والذي يقوم على سردية مفاداها أن الحمام الجائع الذي يعطى الطعام على فترات متكررة ولكن غير منتظمة سيطّور طقوس غريبة كالتشنجات اللاإرادية والرقصات وهزات الرأس غير المنتظمة على أمل استدعاء لقمة أخرى كما لو كانت هناك علاقة سببية بين سلوكها وتقديم الطعام.

وقال «رافائيل»، إنه سيكون من غير اللطيف مقارنة هذه المعاناة المليئة بسلوك الزعماء الأوروبيين الذين يحاولون فهم التوزيع غير المنتظم لخدمات دونالد ترامب، موضحاً أن مناوراتهم الدبلوماسية أكثر عقلانية ويحصلون على نتائج ولكن هناك أيضا عنصر خرافة، إذ يقوم السياسيون الزائرون بإيماءات فخمة ويضربون وضعيات غير عادية ويزرعون اتصالات البيت الأبيض ويبحثون عن تسلسل الخطوات التي ستفتح إمدادا ثابتا من الصداقة الأمريكية: «العلاقة السببية ليست ناقصة، لكنها غير موثوقة».

في فبراير، استودد كير ستارمر إلى ترامب بدعوة لزيارة بريطانيا كضيف على جلالة الملك، تمت مكافأة رئيس الوزراء بالتساهل النسبي في ظل نظام التعريفة الجمركية العقابي للبيت الأبيض.

في مارس أثار الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، إعجاب نظيره الأمريكي ببراعة فنية في ملعب الجولف بين اللقطات وزرع المحادثة بتحذيرات بعدم الوثوق بفلاديمير بوتين تبع ذلك تراجع ملحوظ في صبر ترامب مع الرئيس الروسي.

يستبعد ترامب إرسال قوات برية أمريكية إلى أوكرانيا ويحذر بوتين من الوضع الصعب إذا لم يتحرك نحو السلام، بحسب الكاتب بصحيفة الجارديان.

في قمة في يونيو، قدم قادة الناتو زيادات في ميزانيات الدفاع الوطني الخاصة بهم كإشادة تكريما لفن الحكم المتفوق للرئيس الأمريكي وقام الأمين العام للتحالف مارك روته بخضوع خطابي مشيدا بـ «الأب ترامب»، وشكره على جعل أوروبا تدفع المزيد للدفاع عن نفسها: «يبدو أن تملق الرقص يعمل. تحدث ترامب عن الناتو بدفء غير معهود. تحولت لهجته تجاه روسيا إلى أكثر برودة».

لم يدم ورد بوتين بحملته الخاصة من الإطراء، حيث خرج ترامب من القمة الثنائية الأسبوع الماضي في ألاسكا بخارطة طريق للسلام في أوكرانيا اتبعت توجيهات الكرملين الملتوية عدم وقف إطلاق النار الوشيك والتنازل عن الأراضي غير المحتلة لروسيا، وهكذا بدأت الرقص الطقسي من جديد، إذ تسابق قطيع من الحمام الأوروبي إلى واشنطن وهم يهتفون ويرفعون دعما للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على أمل توليد جزء جديد من التضامن عبر الأطلسي.

كان من الممكن أن تكون النتيجة أسوأ بكثير، بحسب الصحيفة، فلم يكن هناك تكرار للإذلال الطقسي سيئ السمعة الذي ألحقه ترامب بزيلينسكي للكاميرات في فبراير بدلاً من التنمر كان هناك ود وفيما يتعلق بجوهر التسوية السلمية، هناك حديث عن ضمانات أمنية لأوكرانيا تشبه المادة 5 من بند المساعدة المتبادلة في الميثاق التأسيسي لحلف شمال الأطلسي على أنها لا تكرر هذه الضمانات. ما يعنيه ذلك حقا.

المرحلة التالية هي اجتماع مباشر مقترح بين زيلينسكي وبوتين، تليها قمة ثلاثية مع ترامب، إذ يقال إن الرئيس الروسي منفتح على فكرة إجراء محادثات مباشرة مع عدوه الأوكراني ، لكن لا يوجد حماس لمثل هذا اللقاء في الكرملين، ولتبرير الغزو الشامل، وصف بوتين زيلينسكي بأنه الرئيس المحتقر للمجلس العسكري النازي الجديد الذي يعاني من المخدرات والذي يمنع أوكرانيا من إعادة اندماج أوكرانيا في الوطن السلافي الأكبر. عندما ثبت أنه من الصعب الحفاظ على هذا الخيال، تحوّل التركيز إلى تقديم الزعيم الأوكراني كبيدق في حملة غربية طويلة الأمد لتقليل وإذلال روسيا.

على المدى القصير، لا يوجد بديل واضح سوى الاستمرار في الطريقة الحالية، باستخدام قوة الأرقام والتكرار لإقناع ترامب بأن طريقه إلى العظمة يمر عن طريق استقلال أوكرانيا الدائم مع ضمانات أمنية قوية، بحسب الصحيفة، فمن الممكن بالتأكيد أن تدفع الرقص الدبلوماسي للأوروبيين موقف الرئيس في اتجاه أكثر إنصافا على الطريق إلى اتفاق سلام. لكنهم لن يحدثوا أي مراجعة لنظرته عن عالم مقسم بين لاعبين أقوياء، لا تنطبق عليهم قواعد، والدول التابعة لها.