النهار
الأحد 20 يوليو 2025 12:09 مـ 24 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الصحة: اعتماد 7 منشآت رعاية أولية من «GAHAR» ليصل العدد الإجمالي لـ61 منشأة معتمدة صحة الدقهلية: انطلاق اليوم العلمي الأول للرعاية المركزة فلسطين نحو المجهول.. حرب صامتة في الضفة الغربية وتهجير يبدأ في قطاع غزة وكيل وزارة الصحة بالقليوبية يطمئن على حالة ممرضة تعرضت لحادث سير.. ويجرى جولة بمستشفى قها حبس ربة منزل لقتلها زوجها طعناً بسبب خلافات زوجية ببنها 20 يوليو.. «ألسن عين شمس» تعلن فتح باب القبول ببرامج الدراسات العليا لفصل الخريف «تجارة عين شمس» تُطلق أول برنامج بكالوريوس لتكنولوجيا البنوك بالتعاون مع البنك المركزي ”540 جنية” تتسبب في جريمة مروعة وإنهاء حياة بائعة خضار ووضعها داخل جوال وإلقائها بترعة بالقليوبية خلافات زوجية تكتب نهاية الزوج بطعنة في الرقبة ببنها وسيط كولومبوس الأمريكي لـ”النهار”: أنهينا الاتفاق مع الأهلي لضم وسام أبو علي بعد نجاح فيلم ”الشاطر”.. دهبة أبو الدهب يعرب عن سعادته بالتعاون مع أمير كرارة وأحمد الجندي العودة للجذور.. من الكمايتة حتى الساسانية أو الكسراوية!

أهم الأخبار

فلسطين نحو المجهول.. حرب صامتة في الضفة الغربية وتهجير يبدأ في قطاع غزة

سكان قطاع غزة
سكان قطاع غزة

لحظات فارقة تمُر بها القضية الفلسطينية هي الأصعب منذ نكبة عام 1948، إذ تتزايد المُخططات الإسرائيلية تجاه قضية العرب الأولى وإنهاء حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المُستقلة، مُخططات ، يضعها اليمين المتطرف في إسرائيل الذي يتزعمه رجل الحرب بنيامين نتنياهو.

الضفة الغربية

ففي الضفة الغربية المحتلة، يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرب صامتة منذ نحو عامين ونصف العام، من أجل تنفيذ مُخططه الذي لطالما حلم به، وهو ضم الضفة الغربية، إذ يسعى نتنياهو لتدمير ما تبقى من حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة عبر ضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.

مُخطط نتنياهو لضم الضفة بدأ حينما أطلق يد المستوطنين على -"أصحاب الأرض الحقيقيين"-، فعاثوا في أرض الضفة فسادا، فهدموا منازل الفلسطينيين، وقتلوا أصحابها دون محاسبة، وذلك من أجل الاستيلاء على ما لا يستحقونه.. مثل أجدادهم المحتلين... هكذا يعاد التاريخ مرة أخرى.

178 مستوطنة في الضفة الغربية

ومنذ تشكيل حكومة نتنياهو مطلع عام ألفين وثلاثة وعشرين، تم الإعلان عن ما لا يقل عن خمسين مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة على أربع دفعات، وقد ارتفع عدد المستوطنات في الضفة حتى وصل اليوم إلى نحو مئة وثمان وسبعين مستوطنة وذلك بدعم واضح وصريح، من رجل الحرب بنيامين نتنياهو.

وإلى جانب إنشاء عشرات المستوطنات الجديدة، حطم البناء في التجمعات السكنية القائمة بالضفة الغربية الأرقام القياسية خلال عامين ونصف العام، إذ وصل عدد الوحدات السكنية في المستوطنات التي اجتازت إحدى مراحل التخطيط في عام ألفين وخمسة وعشرين إلى رقم قياسي جديد بلغ نحو عشرين ألف وحدة سكنية.

أرقام قياسية في هدم المنازل الفلسطينية

الأمر لم يقف عند هذا فحسب، بل إن الحكومة الإسرائيلية حطمت خلال العامين الماضيين أيضا أرقاما قياسية في هدم المباني الفلسطينية، ففي عامي ألفين وثلاثة وعشرين وألفين وأربعة وعشرين، هدمت إسرائيل ألفا ومئتين وثلاثة وثمانين مبنى فلسطينيًا في الضفة الغربية، في انتهاك واضح للقانون الدولي.

قطاع غزة

وتحت غطاء إنساني مزيف، تباشر دولة الاحتلال أيضا خطتها الجديدة الخاصة بقطاع غزة، والتي تقضي بنقل مئات الآلاف من سكان القطاع نحو الجنوب ،خطة، تأتي في إطار مُخطط منهجي للتهجير القسري لسكان القطاع المكلوم.

الخطة تقضي بنقل نحو ستمائة ألف فلسطيني بعد إخضاعهم لفحوصات أمنية، إلى ما يُسمى "المنطقة الإنسانية" في مدينة رفح الفلسطينية، تلك المدينة التي تفتقر إلى الحد الأدنى من مُقومات الحياة، نتيجة ما تعرضت له من دمائر هائل.. مثلها .. مثل باقي مناطق قطاع غزة.

ووفق الخطة الإسرائيلية، فإن "المنطقة الإنسانية" التي ستنشئها إسرائيل فوق أنقاض رفح الفلسطينية، ستخضع لسيطرة أمنية مشددة وقيود صارمة على الحركة، بما في ذلك منع الخروج منها دون تصريح، الأمر الذي يعني فعليًا إنشاء معسكر اعتقال جماعي مغلق يُحتجز فيه السكان قسرا وخارج أي إطار قانوني مشروع.

خطوة لتهجير سكان القطاع

وبالنظر إلى خطة دولة الاحتلال، فإنها تقضي إلى تجميع أغلب سكان القطاع في الجنوب، ما يؤكّد أن تجميعهم في الجنوب لا يُمثل غاية إنسانية، بل يُشكل مرحلة انتقالية ضمن خطة ممنهجة لتفريغ غزة من سكانها الأصليين، من خلال هندسة ديموغرافية قسرية تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني.

تناقض إسرائيلي بهدف التضليل

ولأن إسرائيل تعتمد سياسة الإلهاء الدولي لتنفيذ مخططاتها ضد غزة، فنرى التناقض بين تصريح وزير الدفاع الذي أعلن فيه خطة رسمية لنقل سكان غزة نحو الجنوب، في الوقت الذي أوضح فيه رئيس أركان جيش الاحتلال أن نقل السكان ليس هدفًا عسكريًا، ما يبرز تناقضا منهجيا بهدف تضليل الرأي العام والمجتمع الدولي.

خطة تنتهك أحكام القانون الدولي والإنساني

وتشكل خطة كاتس انتهاكا صارخا وخطيرا لأحكام القانون الدولي الإنساني، كما تجسد خطوة متعمدة لإفراغ غزة من سكانها الأصليين وفرض واقع ديموغرافي جديد بالقوة، خدمة لمشروع نتنياهو الذي يستهدف محو الوجود الفلسطيني من القطاع، في امتداد مباشر لسياسات الاقتلاع والتطهير العرقي التي تنتهجها إسرائيل منذ نكبة عام 1948.

ظروف معيشية قاتلة وتدمير ممنهج

كما يعد تجميع أغلب سكان غزة في منطقة مُدمّرة مُغلقة تفتقر إلى أبسط شروط الحياة، وخاضعة لقيود صارمة على الحركة، عملًا منظّمًا من أعمال الإبادة الجماعية دون مواربة، يقوم على فرض ظروف معيشية قاتلة تهدف إلى التدمير التدريجي للسكان الفلسطينيين في القطاع، عبر سياسات التجويع، والإذلال، والاحتجاز الجماعي، والإخضاع القسري.

يوما بعد يوم تتكشف المُخططات الإسرائيلية بشأن القضية الفلسطينية ومصير الشعب الفلسطيني كما لو أنهم قطع شطرنج يتم تحريكهم في ظل ضعف دولي للتعامل مع هذه المخططات ،ولكن، التاريخ يخبرنا بأن من ينتصر في المعارك.. هم أصحاب القضية .. هم أصحاب الأرض.