اليهود يحكمون العالم بالوكالة.. مقولة مهاتير هزت أركان الصمت
كتاب بمثابة وثيقة تاريخية لإزدواجية المعايير الغربية.. لـ الكاتب الصحفي السيد هاني

كتاب بمثابة وثيقة تاريخية لإزدواجية المعايير الغربية.. لـ الكاتب الصحفي السيد هاني
قام الصحفي المصري السيد هاني بمعدة مقابلات مع رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، والتي لها أهمية كبيرة من حيث عرض التجربة الماليزية في النهضة وأحتكاكها مع النظام العالمي بشكل غريب، فنهوض ماليزيا صاحبها صعوبات يستعرضها الكاتب الصحفي محاولاً سردها بأبسط طريقة مع الإحالة لوقائق ومستندات تؤكد ما حدث، وكأنها وثيقة تاريخية تصف لنا ما حدث بالفعل، وهو ما نراه للأسف حالياً في العصر الحالي.
محتوى الكتاب:
بدء السيد هاني بأستعراض حياة ونشأة ومعاناه مهاتير في سبيل توفير عائلته له لسبل حياة جيدة وتعليم لائق على الرغم من الظروف التي كانت تمر بها دولته، واستكمل السرد بكيفة وصوله لسدة الحكم وكيف تركه في سبيل تحقيق المصلحة لبلده في سبيل تحقيق تداول سلمي السلطة بشكل حقيقي وافساح المجال للأخرين للأستفادة بهم. موضحاً بأن اهل ماليزيا طيبون ولا يلجأون للعنف او الصراعات بأي شكل من الأشكال
المؤامرة والتصدي
يتحدث الكاتب عن المؤامرة التي وقعت على النمور الأسيوية كنتيجة للتقدم الأقتصادي السريع الذي عمل بوتيرة ارعبت الغرب اوروبا وامريكا مما حداها إلى ان تلجأء في نهاية الأمر إلى احكام مؤامرة تعوق صعودها وبالأخص ماليزيا.
أستعرض الكاتب لقاءه مع مهاتير وكيف ان نموذج السلطة لديه مختلف، وحاوره عن دور الأمه العربية والبلدان الاسلامية في محاولة العمل سويا لتحقيق الاستقلال الاقتصادي وعدم التبعية للغرب، وايضاً عدم وجود دور نشر عربية واسلامية لتغطية اسيا بشكل عام وماليزيا بشكل خاص للعمل على التقارب لتصحيح مفاهيم مشتركة.
مهاتير: على الدول العربية عدم الأخذ بنصائح الغرب وبخاصة صندوق النقد الدولي
حيث أكد الكاتب على رفض مهاتير التطبيع مع اسرائيل متجاهلاً رسائلهم، فلا سبيل لتحقيق السلام في الشرق الاوسط إلا بالأعتراف بالدولة الفلسطينية
تناول الفصل السادس في الكتاب كلمة مهاتير محمد في الامم المتحدة، نقلها الكاتب الصحفي بحذافيرها، وملخصها؛
كلنا مسلمون مضطهدون ويتم إذلالنا، يجب العمل على التقارب العربي الاسلامي، فنحن امة ١.٣مليار مسلم، البداية تبدأ من الحكومات، بدأ المسلمون في النكوص عندما تركوا الناحية الفكرية والإبداع والابتكار لجوء للتبعية للغرب. الاسلام لا يعني ان نكون مقهورين مهزومين مضطهدين. والاعتبار بأن الخروج من ذلك هو خروج عن إرادة الله كارثة!. نحن نحكم ٥٠ دولة من بين ١٨٠، نحن قوة عظمى. نحن مأمورين بالدفاع عن الامة. عدم امتلاكنا لسلاح لتجاهلنا دراسة العلوم والرياضة والتطوير. الاسلام ليس فقط للقرن السابع الميلادي بل لكل العصور. نحتاج للعودة للتعاليم الأسلامية من جديد. لا يمكن لأمة المليار ان تهزم بواسطة بضعة ملايين من اليهود. نعلم ان غير المسلمين ليسوا جميعهم ضدنا، بل ان بعض اليهود غير مقتنعين بما يفعله الاسرائليون. لا نستطيع ان نحاربهم بالقوة العضلية فقط، يجب ان نستخدم عقولنا. اليهود يحكمون العالم بالوكالة.
جاء الفصل السابع عن ردود الأفعال على خطاب مهاتير في جلسة الامم المتحدة والتي تم اتهامه بسببها بمعاداه اليهود ومعاداه السامية. جاءت الهجمة شرسة من اغلب الصحف الغربية في تجاهل تام عن سياق الخطاب، وايضاً في تجاهل من وسائل الاعلام العربية والاسلامية الامر الذي احزن مهاتير. بعض الاصوات جاءت للهجوم على الاسلام والمسلمين نفسهم بدلاً من مهاتير، وتحويل الموضوع لحرب دينية دون اي اتهامات للمحرضين هؤلاء من داخل المجتمعات الغربية، بأعتبار هذه التصريحات حرية شخصية، اما تصريحات مهاتير فهي معادية للسامية ولليهود! مما يوضح الأزدواجية الغربية.
الفصل الثامن الحوار الثاني مع مهاتير
يستعرض الكاتب لقاءه الثاني بمهاتير في الاسكندرية، جاء الحوار لمناقشة الصراع حول تصريحاته في مجلس الامن، وكيفيه كذب الرواية الامريكية بأن بوش قد انب مهاتير على خطابه وهو ما ينكره مهاتير، مهاتير يقول انه ليس غاضباً بل حزين ويشعر بخيبة الامل من الحكام العرب والمسلمين لأنهم لم يدعموه.
مهاتير: إن لم يتم التعاون معاً على اساس الحكومات فليكن على مستوى الشعوب.
الشرير والقوة الثانية!
قال مهاتير ان جورج سورس هو السبب في ازمة نور اسيا، وانه هو من اثبت ان الأقتصاد لا يخضع للقيم والأخلاقيات، وأستشهد الكاتب بكتاب البروتكولات. استعرض الكاتب نشأة سورس من النشأة بمطعم لغسل الاطباق وصولاً لوول ستريت والمضاربة على الأسهم والعملات والوصول للعالمية.
يرى الكاتب ان القوة الثانية في ايدي اليهود هي الاعلام والصحافة، فينبغي متابعتها بشكل مستمر وفرض قيود على من يتبنى رواية لا تلق بالترحيب منهم، بل وفرض قيود على النشر، ونشر رجالهم في مختلف الصحف والمنصات الاعلامية الديمقراطية والحزبية وغيرها، في محاولة لجعل الناس تعتقد ان حرية الكلام لا تزال قائمة، مؤكدين على ان تكون منبع الفكرة من عندهم، بفضل وكلائهم المزروعين.
ويقتبس الكاتب من جورج اوريل: "إن الروايات عندما تردد نفس الشيء بشكل متواتر، فإن الكذب يمر في التاريخ ويصبح حقيقة"
الأخطبوط صاحب أكبر مؤسسة أعلامية في العالم!
يستعرض الكاتب احد اهم بناه الاميراطورية الاعلامية في العالم من خلال شخصين هما مردوخ وماكسويل، ماكسويل والذي ولد في التشيك لأب وام يهوديان عاش طفوله صعبه حتى الحرب العالمية الثانية، واسمه ماكسويل ليس هو الاسم الحقيقي، فقد قام بتغييره اكثر من مره لأسباب تتعلق بهويته الأصليه ودفع الشبهه عنه، وايضاً حتى لا يتم التعرف على اصله اذا وقع اسيراً في يد الألمان.
نهايته كانت على يد الموساد، فعلى الرغم من اعتباره الابن البار لأسرائيل لتبنيه في وسائله الاعلامية الرواية الاسرائيلية الا ان الغدر صفه اساسية عند الصهاينة. لعب ماكسويل دور كبير من خلال علاقاته بالموساد والاستخبارات البريطانية وحتى الولايات المتحدة من خلال التسويق لبرنامج حاسوبي لتلك الدول وبعض الدول الاسيوية كالصين والعربية، واستطاع تجنيد احد اعضاء الكونجرس الامريكي من خلال علاقاته بمساعدة الموساد، فضلاً عن دوره في جمع التبرعات لإسرائيل والمساعدة في الهجرة اليهودية لأرض فلسطين من روسيا وغيرها.
تم اغتياله من قبل الموساد نظير عدم احتياجهم له في ظل ازمة حرب الخليج واختلاط الاوراق في الشرق الاوسط، فضلاً عن تغيير قيادة الموساد الامر الذي اربكه في نهاية حياته، والديون التي تكاثرت عليه حتى وصل الامر لتهديدهم بدفع ٧٠٠ مليون دولار عبر التليفون، ولكنه تم اغتياله والقاءه في المحيط ولم يجدول جثته الا بعد ١١ يوم من البحث
تقول ابنته بأنه قتل واخرون يرجحون بأنه انتحر!
تم شحن جثته ودفنه في القدس بحضور الرئيس الاسرائيلي ورئيس الوزراء وبعض الاطفال المهجرين من روسيا لفلسطين.
اما عن مردوخ.. صاحب اكبر امبراطورية اعلامية في العالم، والذي يتدخل في سياستها التنفيذية لتحقيق مصالح شخصية ولخدمة اسرائيل، عن طريق تلميع المقربين ومهاجمة المعارضين.. ولعل اكبر الامثلة تكمن في تبني رواية اسلحة الدمار الشامل لأحتلال العراق.
اليهود في الولايات المتحدة.. النكتة والنبوءة
في هذا الفصل يتناول الكاتب مدى تأثير اليهود في صناعة القرار في الولايات المتحدة، كمثال عدم دعمهم لبوش الأب عندما حاول ارجاء المساعدات لإسرائيل ١٢٠ يوم لإجبارها على التفاوض لحل القضية الفلسطينية، وايضاً يتناول تدخل الولايات المتحدة في العراق على الرغم من عدم تدخلها لإحتلال اسرائيل اراضي ٤ دول عربية! في مفارقة عجيبة في ظل صمت دولي.
ويوضح الكاتب ان اللوبي اليهوي يعمل في الداخل الأمريكي لحماية اسرائيل والحرب عنها بالنيابة كما حدث في حرب العراق وسقوط صدام حسين
ان إرجاء المساعدات لإسرائيل ليست سوى انتحار سياسي لجورج بوش الاب، فعلى الرغم من استمالة بوش لليهود في الولايات المتحدة عبر اقناع الجمعية العامة للأمم المتحدة بالغاء القرار الصادر عام ٧٥ الدي يعتبر الصهيونية حركة عنصرية وايضاً السماح بهجرة ٤ الف يهودي من سوريا. كل هذا لم يشفع له واسقطه اللوبي الصهيوني اليهودي الذي لا يتعدى تعداده ٣ ٪ من جملة سكان الولايات المتحدة.
فبالسرد التاريخي لليهود في العالم مروراً بطردهم ونفيهم وحرقهم نتيجة ممارساتهم الغريبة في المجتمعات التي تعيش بها، والتي أدت للفظهم أختاروا أخيرا الهجرة بأعداد كبيرة للولايات المتحدة الامريكية، لما فيها من ارض خصبة تُمكنهم من العمل بحرية، فقد كان الرئيس الأمريكي جورج واشنطن اول رئيس يخاطبهم بكلمتي "الأخوة المواطنون"!
وفي محاولة من أولئك اليهود لتكوين صوت خاص بهم في المجتمع الامريكي حاولوا إنشاء اخويات ومنظكات خاصة بهم، ونجحوا في إبراز الصوت اليهودي في داخل المجتمع الأمريكي. وتكاثرت تلك المنظمات القانونية والمجتمعية حتى أصبح اليهود هم أصحاب القرار في الولايات المتحدة، فالوصول لهذه الدرجة من التبعية والأختطاف تم بواسطة عدد من المنظمات اليهودية التي ظلت تعمل في الداخل الامريكي منذ القرن التاسع عشر.
"اليهود قوم أينما يحلون يهبط المستوى الأخلاقي والشرف التجاري.. فإذا لم تبعدهم الولايات المتحدة عن دستورها فسنراهم في أقل من مائة عام يقتحمون هذه البلاد كي يسيطروا عليها ويدمروها، ويغيروا نظام الحكم الذي سالت دماءنا من أجله" – بنيامين فرانكلين
وضح الكاتب من خلال السياق التاريخي والبناء الهيراركي للمنظمات اليهودية توضيح قدرة اليهود على استخدام مأساة الحرب العالمية الثانية وهتلر في الضغط بشكل ما على الولايات المتحدة لقبول هجرة اليهود إليها، وهو ما رفضه روزفلت، فقد لفظت كل البلاد كروسيا والولايات المتحدة استضافة اليهود، لأنهم شعب قذر بكافة الاشكال وسيسيء للأمم التي تستضيفها، حتى حل وعد بلفور.
بعد تولي ترومان رئاسة الولايات المتحدة انتهج إلى حد ما نهج سلفه، ولكنه مع ذلك اتبع وعد بلفور في محاولة تهجير اليهود من الولايات المتحدة، الجدير بالذكر ان ترومان قد قامت في عهده أسوء مأساتان مرت على البشرية، اولها القنبلة النووية التي القيت على هيروشيما ونجازاكي وايضاً صدور وعد بلفور بتوطين اليهود بفلسطين!
على الرغم من ذلك توضح مذكرات ترومان بأنه كاره للعرق اليهودي، لما يسبب من امراض بداخل الدولة والمجتمع، فضلاً عن ان وجوده لوقت طويل قد يمنحه وضع سياسي، وبما ان اليهود ظلوا مضطهدين لفترة زمنية كبيرة فان وصولهم لسدة الحكومة سيجعلهم جشعين متعصبين وحشيين، حتى هتلر وستالين لن يقارنوا بوحشيتهم. فجأت سياسته محاولة للتخلص من اليهود بالولايات المتحدة بأي شكل كان.
الكاتب يستعرض إشكالية تأثير الصهاينة على الرأي العام العالمي في خدمة أهداف جماعة بعينها على حساب بقية البشر، مستشهداً بوقائع تاريخية وأدلة ووثائق، مما يجعله كتاب يؤرخ أكثر من كونه كتاب يسرد، ولكن مع ذلك لم يخلو أسلوب الكاتب من محاولة ربط الأحداث بطريقة سلسلة، أقرب ما تكون لفلسفة التاريخ لفهم مسارات التاريخ الإنساني، وفي حالتنا هنا؛ مسارات تاريخ جماعة تحاول سرقة والنسب إليها أي حضارة أو تقدم إنساني، في سبيل تفوق مزعوم.