كيف مارس الرئيس الأمريكي ضغوطاً على القضاء الإسرائيلي للإعفاء عن نتنياهو؟

كشف الدكتور محمد عبود، أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس، عن الضغوط والتدخلات التي ينفذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في القضاء الإسرائيلي، موضحاً أنه أثناء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ظهر السفير الأمريكي مايك هاكابي وهو يحمل دمية «باجز باني» ساخرًا من التهم الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
وفق «عبود»، فإن نفس الصورة سبق أن التقطها يائير «ابن نتنياهو» قبل أسابيع، وروّجتها القناة 14 اليمينية، في حملة هدفها تسفيه القضية وتحويلها إلى نكتة «سخيفة»، مؤكداً أنه خلف هذه المسرحية الهزلية تُجرى لعبة كبرى وهي أن الولايات المتحدة، بقيادة ترامب وفريقه، تمارس ضغوطًا على القضاء الإسـرائيلي لإنهاء محاكمة نتنياهو.
وأكد أستاذ اللغة العبرية في تحليل له، أن تغريدات «ترامب» تصفها بـ«محاكمة سياسية» وتطالب بوقفها، بينما يجري مبعوثوه لقاءات مغلقة في إسرائيل للتشديد على مطلب «تصفير» الملف، مشدداً على أن ما يحدث ليس صدفة ولكنه جزء من خطة مدروسة لإنقاذ نتنياهو سياسياً.
وأوضح الدكتور محمد عبود، أن الخطة تركز على شقين الأول هو الضغط المباشر من خلال رسائل أمريكية سرية وعلنية تطالب بإنهاء المحاكمة، والشق الثاني هو تسفيه التهم أمام الرأي العام، والتقاط تفصيلة هامشية في القضية عن حصول ابن نتنياهو على لعبة يحبها ضمن الرشاوى المتعددة، وتضخيم هذه التفصيلة، وتصوير الأمر كأنه «دمية باجز باني» بدلاً من الحديث عن رشاوى ضخمة، وأموال نقدية، ومجوهرات ثمينة لزوجته سارة، وصفقات سلاح مشبوهة، وعلب سيجار فاخر بقيمة 450 ألف دولار، وإقامات فندقية فاخرة على حساب مليارديرات.
ونوه إلى وجود تسريبات تُسرى عن محاولات لانتزاع صفقة شاملة تشمل اتفاق هدنة طويل الأمد، وتبادل أسرى، وأيضاً ضمان أمريكي - إسرائيلي بإغلاق ملف محاكمة نجل نتنياهو وإبقائه زعيمًا لليكود والمرشح المقبل لرئاسة الحكومة، مؤكداً أن إنهاء محاكمة نتنياهو «كلمة السر» في كل ما يجرى وهذا ما يفسر التواطؤ العلني أحيانًا والفج من قبل بعض دوائر الإدارة الأمريكية في تمييع التهم، والتغطية عليها، وحتى السخرية منها كما حدث اليوم في أروقة المحكمة.