بعد واقعة زفاف الشرقية.. هل يحق لمصاب متلازمة داون الزواج والإنجاب؟

أثار فيديو متداول لزفاف شاب مصاب بمتلازمة داون، حالة من التفاعل والجدل الواسع بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعي حول الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذا الزواج والآثار المترتبة عليها.
وثّق مقطع الفيديو المتداول على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لحظات مؤثرة تجمع بين فتاة (العروس) تجلس في كوشة الزفاف وبجوارها عريسها الشاب المصاب بمتلازمة داون، أثناء حفل زفافهما الذي أقيم بحضور شعبي في محافظة الشرقية، وظهرت على العروس ملامح الحزن والبكاء، ما أثار تفاعلا واسعا وجدلا بين مؤيدين ومعارضين للواقعة.
سرعان ما تصدر المشهد منصات التواصل الاجتماعي، إذا عبر كثيرون عن تعاطفهم مع العروس، وطرحت تعليقات المستخدمين تساؤلات حول مدى توافر الأهلية العقلية في مثل هذه الزيجات، وأثارت نقاشات حول قدرة الأشخاص المصابين بمتلازمة داون على اتخاذ قرارات الزواج وتحمل مسؤولياته، وأشار بعض النشطاء إلى أهمية توفير دعم نفسي واجتماعي لهؤلاء الأزواج لضمان استمرارية العلاقة بشكل صحي.
وفي هذا السياق قال الدكتور جمال فرويز في تصريحات لـ« النهار»، إن مفتاح نجاح أي تجربة زواج لشخص مصاب بمتلازمة داون هو وعي الأسرة وتوفير الدعم النفسي والطبي والاجتماعي له، إلى جانب فهم المجتمع وقبوله لهذه الفئة باعتبارهم أشخاصًا لهم الحق في الحب، والتجربة، والاختيار، تمامًا مثل غيرهم .
وأوضح فرويز أن الشخص المصاب بمتلازمه داون، لديه مشاكل عضوية وصحية متعددة آخري سواء في القلب أو الجهاز الهضمي والغدة الدرقيه والابصار والسمع وضعف المناعة وغيرها.
وأضاف استشاري الطب النفسي أن المصاب بمتلازمة داون يعاني ايضا من قصور في القدرات العقلية نتج عن عيب في انقسام الكروموسومات، ولذلك فأن حالة متلازمة داون تتطلب عنايه ومتابعة باستمرار من الأسرة لتعديل سلوكه باستمرار ومساعدته علي القيام بالواجبات الاساسيه في حياته.
وتعقيبا عن واقعة زفاف الشاب المصاب بمتلازمة الداون في الشرقية قال استشاري الطب النفسي: لو العروس متفهمة ذلك وتستطيع أن تاخذ بالها منه ومتقبلاه فلا مانع.
وأشار الدكتور فرويز،إلى أن الوراثة الجينية واردة في الأطفال لذا فأن احتمالية انتقال الإعاقة الذهنية للطفل الذي ينجم عن هذا الزواج مرتفعة بدرجة كبيرة، لذا ينصح حال حدوث حمل بإجراء فحوصات وتحاليل ومتابعة مستمرة مع طبيب متخصص للاطمئنان على عدم انتقال الإعاقة الذهنية للمولود.
ومن ناحية أخري قالت دار الإفتاء، إن من حق المعاق عقليًّا -المسؤول عن نوعه- أن يتزوج ما دامت أركان الزواج متوافرة، فإن كانت الشريعة قد أباحت زواج المجنون وأباحت الزواج من المجنونة، فالمعاق إعاقةً عقليةً بسيطةً زواجه جائزٌ من باب أوْلَى، لا حرج فيه، ما دام محاطًا بالحرص على مصلحته محفوفًا برعاية منافعه.
زواج غير العاقل في الفقه
وأفادت دار الإفتاء، بأن كتب الفقه تَعقِد مسائل وفصولًا تتحدث فيها -في كل المذاهب- على زواج المجنون، وولاية الإجبار عليه كالولاية على الصغير، ويختلفون في جعلها خاصة بالوالد والجد فقط أو تعديتها لبقية الأولياء، أو حتى للحاكم -أي القاضي-، كل هذا لما فيه من مصلحة هذا الإنسان المركب فيه الشهوة والعاطفة، والمحتاج إلى سكنٍ ونفقةٍ ورعايةٍ وعنايةٍ، شأنه شأن بقية بني جنسه، مع زيادته عليهم باحتياج في بعض النواحي التي مرجعها حالته الخاصة.