مجزرة على شاطئ بوندي.. هجوم مسلح يستهدف تجمعًا يهوديًا في سيدني ويخلّف 10 قتلى
شهدت مدينة سيدني الأسترالية، مساء الأحد، هجومًا مسلحًا دامياً استهدف تجمعًا يهوديًا خلال فعالية مرتبطة بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي الشهير، وأسفر عن سقوط 10 قتلى، بينهم أطفال، إضافة إلى عشرات المصابين، في حادث وصفته السلطات الأسترالية بـ"الإرهابي".
وبحسب الشرطة، توقفت مركبة قرب شاطئ بوندي في تمام الساعة 6:40 مساءً، قبل أن يترجل منها مسلحان ويفتحا النار بشكل عشوائي وسط منطقة مكتظة بالمدنيين والسياح، حيث كان أكثر من ألف شخص يشاركون في الفعالية.
مهاجم قتيل وآخر محتجز
وأكدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز تحييد أحد منفذي الهجوم في موقع الحادث، فيما نُقل المنفذ الثاني إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث يخضع للحراسة الأمنية.
كما تم نقل نحو 25 مصابًا، بينهم شرطيان، إلى مستشفيات مختلفة في سيدني، مع فرض طوق أمني واسع وإغلاق المنطقة بالكامل.
وأفاد شهود عيان بسماع أكثر من 30 طلقة نارية، فيما أظهرت مقاطع مصورة أحد المسلحين وهو يطلق النار من موقع مرتفع مستخدمًا سلاحًا طويلًا.
عبوة ناسفة وعلم أسود
وفي تطور لافت، أعلنت الشرطة الأسترالية العثور على عبوة ناسفة بدائية الصنع في محيط موقع الهجوم، فيما تحدث شهود عن وضع المهاجمين علمًا أسود يحمل رمزًا غامضًا على مركبتهم قبل تنفيذ العملية.
«أحمد».. البطل الذي أوقف المجزرة

وفي مشهد لاقى إشادة واسعة، تمكن رجل مسلم يُدعى أحمد الأحمد (43 عامًا) من شل حركة أحد المسلحين وانتزاع سلاحه، رغم تعرضه لإصابتين بطلق ناري.
وأكد أقارب أحمد أنه أب لطفلين ولا يمتلك أي خبرة عسكرية، وكان يمر بالمكان صدفة قبل أن يتدخل لمنع استمرار الهجوم.
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي تصرفه بأنه "بطولي واستثنائي"، مؤكدًا أن شجاعته أنقذت أرواح عدد لا يُحصى من المدنيين.
وفي هذا السياق قال المسؤول في الجالية الإسلامية في أستراليا، جمال ريفي :"جاءنا خبر قبل لحظات أن الشخص الذي منع منفذ إطلاق النار من إكمال هجومه هو شخص مسلم اسمه أحمد".
وأوضح ريفي أن هذا الشخص خطف الأنظار بعدما ظهر في مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، وهو ينقض على أحد منفذي إطلاق النار وينتزع منه البندقية بخفة، مانعًا إياه من مواصلة الهجوم. وتحول الرجل إلى بطل، بعدما أصبح مساهمًا رئيسيًا في الإطاحة بأحد المهاجمين.
السلطات: هجوم إرهابي
وقال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لانيون، إن التحقيقات الأولية تؤكد أن الهجوم "عمل إرهابي استهدف الجالية اليهودية بشكل مباشر"، مشددًا على أن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى.
من جهته، أكد رئيس وزراء الولاية كريس مينز أن توقيت الهجوم، تزامنًا مع أول أيام عيد حانوكا، يعكس نية واضحة لاستهداف تجمع ديني.
ردود فعل دولية
على الصعيد الدولي، شنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا حادًا على الحكومة الأسترالية، معتبرًا أن "معاداة السامية سرطان ينتشر عندما يصمت القادة"، مشيرًا إلى أنه حذّر كانبرا سابقًا من سياسات قال إنها تغذي الكراهية ضد اليهود.
كما عبّر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن استيائه الشديد، محمّلًا تصاعد الخطاب المعادي للسامية في أستراليا مسؤولية ما جرى.
في المقابل، أثار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جدلًا واسعًا بعد نشره تهنئة للجالية اليهودية بعيد حانوكا عقب الهجوم مباشرة، دون الإشارة إلى المجزرة، ما دفعه لانتقادات حادة واتهامات بعدم مراعاة حساسية الحدث.
سياق متوتر
ويأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد حوادث واعتداءات وُصفت بالمعادية للسامية في أستراليا، شملت كنسًا وممتلكات يهودية، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023.
ويُعد شاطئ بوندي أحد أشهر الوجهات السياحية في العالم، ما ضاعف من صدمة الحادث وأبعاده الأمنية والسياسية.


.jpg)

.png)















.jpg)



