النهار
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 02:12 مـ 25 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نجيب ساويرس: أوراسكوم تعتزم المنافسة على إدارة مطار الغردقة ”مصر للمعلوماتية”: نثمن دعوة امين عام المجلس الأعلى للجامعات لتطوير اللوائح الداخلية لكليات الفنون ساويرس: 50 مليار جنيه قيمة مشاريعي السنوية.. وأديرها بكفاءة عالية نجيب ساويرس: على الحكومة التخارج من القطاعات الاقتصادية لصالح القطاع الخاص نجيب ساويرس: تحسن كبير في جاذبية مصر للاستثمار مع تصاعد دور القطاع الخاص وزير التعليم العالي يترأس اجتماع المجلس الأعلى لشئون المعاهد العالية الخاصة بمجمع المعاهد العليا ببني سويف محمد فريد: التطورات الإيجابية في سوق رأس المال لم تكن وليدة الصدفة «العاصمة» تستكمل استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الأول...«قنديل»: الجامعة تولي اهتمامًا خاصًا بالطلاب ذوي الهمم «أمهات مصر»: حماية الأطفال من التحرش تبدأ من الوعي داخل البيت وتمتد لرقابة صارمة داخل المدارس محمد شيمي: تحول النصر للسيارات للربحية بعد عقود من الخسائر وزير قطاع الأعمال: نمو إيرادات الشركات والصادرات مليار دولار والقيمة السوقية ترتفع 36% محافظ البنك المركزي المصري ونائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية يشهدان توقيع تجديد بروتوكول التعاون مع صندوق مواجهة الطوارئ الطبية

مقالات

ماهر مقلد يكتب: السودان حرب منسية

ماهر مقلد
ماهر مقلد

اندلاع الحرب الأهلية فى السودان قبل عامين انعكاس طبيعى للواقع المؤلم الذى يمر به القطر العربى الأكبر مساحة.. حرب مدمرة تدخل عامها الثالث بعد شهر من الآن دون أفق للحل أو التسوية، بل التصعيد يستمر.

جاء إعلان قوات الدعم السريع مع بعض الفصائل أنها ستشكل حكومة موازية وهو قرار مرفوض دوليًّا وعربية وأعلنت مصر، فى بيان رسمى، رفضه على اعتبار أنه مخطط لتقسيم الدولة.

الخسائر التى يتعرض لها السودان كارثية وأعداد الفارين من جحيم الحرب إلى الخارج بالملايين وهم أسعد حظًا ألف مرة من الضحايا الذين سقطوا جراء المعارك بين قتلى ومصابين.

العالم فى حيرة من أمره بسبب ما يجرى فى السودان ويبدو أن التدخل الدولى الفاعل متروك لتوقيت بعينه والدول العربية بكل أسف غير قادرة على التعامل بإيجابية مع هذه الكارثة ووقف النيران ونجدة الشعب السودانى فى ظل حالة الانقسام الحاصلة هناك وعدم قبول الأطراف الحل خصوصًا قوات الدعم السريع التى تحارب الجيش الوطنى السودانى.

الحرب الأهلية فى السودان هى صراع مسلح بين الحكومة السودانية والقوات المسلحة السودانية من جهة، والميليشيات والجماعات المسلحة من جهة أخرى بسبب الصراع على السلطة: هناك صراع على السلطة مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية.

الأمم المتحدة تقوم بجهود لإنهاء الحرب بما فى ذلك إرسال قوات حفظ السلام.

التقديرات الدولية تشير إلى أن الحرب الأهلية فى السودان مشكلة معقدة جدا ومن الصعب التوصل إلى حل لها فى ظل عدم مرونة أطراف الصراع الذى بات أكبر من المأساة، دون أن تكون هناك عبر من تجارب الدول التى مرت بنفس الحالة.

ما يثير الأسى فى النفس أن السودان لا يستفيد من أخطاء الماضى، كما لا تمكنه الحرب من استثمار قدراته والصراع على السلطة آفة سودانية تتكرر، والضحية فى نهاية الأمر هو السودان وشعبه والانتقاص من رصيد الأمة العربية.

الأخبار المتواترة تتحدث عن تقدم للجيش السودانى واستعادة نقاط مهمة من قوات الدعم السريع، مما يعنى أن هذه الحرب لن تحسم على طاولة المفاوضات وإنما الحسم فيها سيكون للقوة، الدعم السريع بعد فرصة كبيرة فى المسار السياسى تضاف إلى الرصيد فى إشعال نيران الحرب، دون أن ينظر إلى الحسابات الوطنية وتجنيب البلاد مخاطر الدمار والحرب.

صعوبة قصة الحرب أن العالم يتابع الحرب فى غزة وفى أوكرانيا بشغف كبير فضلا عن أن هناك اهتماما أمريكيا بأوكرانيا ربما بعد تسوية هذه الحرب يكون الدور على السودان، لكن إلى أن يأتى هذا ما الذى سيتبقى فى السودان من خير؟ كما أن الحسابات الدولية عندما تتحرك تضع مصالحها قبل السودان وغير السودان.

لعنة الله على الحرب وعلى من يسعى لإشعالها وتدمير بلد بحثًا عن المكاسب الشخصية، ولا نملك سوى الدعاء فى هذا الشهر الكريم بأن يهدى المولى عز وجل قادة السودان الطريق المستقيم وأن يهجروا الخصومات والنزاعات ويجلسوا تحت علم السودان ومستقبله.

فى التاريخ الأمم تحيا بالإخلاص وإنكار الذات.