الجمعة 17 مايو 2024 03:36 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

إلى موسكو.. هل كشفت مجموعة فاغنر قوة بوتين في إدارة روسيا؟

عندما تعهد يفجيني بريجوجين قائد مجموعة فاغنر بغضب أنه والآلاف من مقاتلي فرقته سيسيرون إلى روسيا لاستهداف ما يراه القيادة العسكرية الفاسدة في البلاد، وصف الكرملين هذا الفعل بأنه تمرد وهدد بسجنه لمدة 20 عامًا.

لكن بعد 24 ساعة، عندما كانت قوات فاغنر على بعد 200 كيلومتر فقط من العاصمة، حدث تغيير مفاجئ، حيث ظهر بريجوجين وسط حشد صغير من انصاره في روستوف أون دون، وهي مدينة قريبة من الحدود الأوكرانية.

يقول الكرملين إنه كان متوجهاً إلى بيلاروسيا، ويقول المسؤولون إن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو توسط في اتفاق لتهدئة الوضع وتجنب إراقة الدماء.

وفي حين أن الكثير لا يزال غير واضح بشأن الاتفاق والفترة المضطربة التي أدت إليه، يعتقد المراقبون السياسيون أن محاولة التمرد جعلت الرئيس فلاديمير بوتين أكثر عرضة للخطر.

قال سيرجي رادشينكو الأستاذ في كلية جونز هوبكنز المتقدمة للدراسات الدولية: "لا أرى كيف سينجو بوتين من هذا، لأن بوتين سيضعف بشدة إذا اضطر إلى عقد صفقة مع رجل يتحداه علانية".

أوضح أنه عندما بدا أن فاغنر سيدخل العاصمة، رأى ثلاثة سيناريوهات محتملة، وهي الإطاحة ببوتين، أو وفاة بريجوجين، أوحرب أهلية عنيفة.

ويشكك رادشينكو في الاتفاق الواضح لخفض التصعيد، حيث يقول إن التاريخ أظهر أنه لا يمكن الوثوق ببوتين وقائد مجموعة فاغنر ولوكاشينكو.

يصر الكرملين على أن بوتين لم يغادر موسكو قط على الرغم من وجود تقارير تفيد بأن طائرات حكومية غادرت العاصمة.
وبعد مرور أكثر من 12 ساعة على إعلان بريجوجين قائد مجموعة فاغنر تمرده، ألقى بوتين خطاباً على التلفزيون الرسمي تحدث فيه عن الخيانة، وقال إن "الاضطرابات الداخلية تشكل تهديداً مميتاً" للدولة الروسية.

تم اتخاذ إجراءات مكافحة الإرهاب في مدينة موسكو، وتم نصب حواجز على الطرق بالإضافة إلى مواقع يحرسها ضباط شرطة مسلحون بالرشاشات.

قال المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، إن روسيا لن تحاكم مقاتلي فاغنر الذين تقدموا نحو العاصمة.

فيما أكد سيرجي ماركوف عالم السياسة المقيم في موسكو والذي سبق له تقديم المشورة لبوتين، أن هناك بتسوية نوعية، بين الطرفين.

وتوقع ماركوف أن يقوم بوتين بإقالة وزير الدفاع سيرجي شويجو والجنرال فاليري جيراسيموف من أجل استرضاء بريجوجين، الذي كان قريبًا جدًا من الرئيس الروسي.

إنذار الانقلابات
في الأشهر الأخيرة، أطلق قائد فاغنر العنان لخطابات غاضبة على نحو متزايد ضد كبار القادة العسكريين في روسيا، الذين اتهمهم بعدم الكفاءة والكذب على بوتين بشأن حقائق ساحة المعركة في أوكرانيا.

في 5 مايو، وفي مقطع فيديو نشرته خدمته الصحفية، وقف قائد فاغنر أمام صف من الجثث الدموية وهو يصرخ بألفاظ بذيئة حول كيفية قيام وزارة الدفاع الروسية بحرمان مقاتليه من الذخيرة، وكانوا يموتون بأعداد كبيرة بينما قاتلوا للسيطرة على باخموت.

وصرخ بريجوجين: "سيذهب المسؤولون إلى الجحيم".

بعد أسبوعين، أعلنت فاغنر سيطرتها على باخموت، لكن بريجوجين كشف عبر الإنترنت أن مجموعة فاغنر فقدت 20 ألف مقاتل، نصفهم من المدانين الذين تم تجنيدهم من السجون الروسية.

عندما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه يتعين على المقاتلين المرتزقة في أوكرانيا توقيع عقود مع الجيش بحلول الأول من يوليو، رفض بريجوجين ذلك.

قبل ساعات من إطلاق ما أسماه "المسيرة من أجل العدالة"، قال قائد فاغنر إن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو كذب بشأن مبرر غزو أوكرانيا.

قال في مقطع فيديو نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "لماذا كانت الحرب؟ الحرب كانت ضرورية لكي يحصل شويغو على نجم بطل".

أضاف قائد فاغنر: "تحاول وزارة الدفاع خداع الجمهور وخداع الرئيس وسرد قصة مفادها أنه كان هناك عدوان مجنون من جانب أوكرانيا، وأن أوكرانيا - إلى جانب كتلة الناتو بأكملها - كانت تخطط لمهاجمتنا".

وفي حين تجنب بريجوجين في الغالب أي انتقاد مباشر لبوتين، فإن شن تمرد ضد كبار ضباط الجيش يعد هجومًا على نظامه، من هنا إلى أين مصير روسيا؟