النهار
السبت 12 يوليو 2025 04:55 صـ 16 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الوطنية للإنتخابات يقرر استبعاد نائب رئيس حزب النور من السباق الانتخابي المحلل السياسي الروسي اصف ملحم يجيب للنهار : هل اقتربت ساعة فتح جبهة جديدة بين بولندا وروسيا ؟ المحلل السياسي الدكتور جمال زهران يحلل للنهار : محللة اسرائيلية توقعت انهيار اسرائيل خلال عامين والاسرائيليين سيفرون كالفئران خبير العلاقات الدولية الفلسطيني اشرف عكة يحلل للنهار .. سيناريو غزة بعد الستين يوما للهدنة في ظل التحولات الاقليمية هل يعيد ترامب رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد بين سوريا ولبنان واسرائيل بسايكس بيكو جديد ؟ لماذا تؤكد الصين علي حتمية انتصار روسيا في اوكرانيا ولماذا تصر روسيا علي عزل اوكرانيا عن العالم من بوابة اوديسا ؟ خبراء : نجل نيتنياهو يواجه عقوبة السجن بعد حصوله علي جواز دبلوماسي بدون حق وصفها بالكلبة وطردها من البيت الابيض..ناتاشا بيرتراند الصحفية الامريكية بالسي ان ان والتي هزت عرش ترامب مرتين ”القاتل شيطان وحشى بثوب إنسان”.. مرافعة قوية للنيابة العامة بإزهاق حياة شخص برئ علي يد مجرم بين الأمل والتطوير.. إنقاذ مريضة بمستشفى 30 يونيو وتوسعات كبرى في العناية والتشخيص بمستشفى الزهور صعقة الموت.. تفاصيل مصرع كهربائي بشبرا الخيمة إصابة طفلين في اندلاع حريق شقة سكنية ببنها.. والحماية المدنية تسيطر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: إلى عرفات الله

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

تعرض بيت الله الحرام على مدار التاريخ لمؤامرات عديدة وكثيرة من فيل أبرهة الأشرم وفاحشة إساف ونائلة ومؤامرة القرامطة وصولًا لحادثة 1987 حين خططت إيران لتخريب الحج عبر حجاج تم اختيارهم لأداء هذه المهمة وتصدى لهم الأمن السعودى، كما شاهدنا مهازل كعبة إيران فى النجف الأشرف الأعوام الماضية، ولكن للبيت رب يحميه ورجال يدافعون عنه.

فليس هناك شك فى أن بيت الله الحرام يحفظه الله وأنه أطهر وأزكى وأقدس بقعة على وجه الأرض، فالكعبة المشرفة هى قِبلة المسلمين، ومهبط الوحى، وصدق الله القائل ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾، وأعداء الأمة يعرفون مكانة الحرم الشريف فى قلوب المؤمنين؛ فخططوا ودبّروا له المكائد والمؤامرات منذ قديم الزمان إلى يومنا، لكن خططهم فشلت وزاد تمسك المسلمين فى بقاع الأرض بهذه الأماكن المقدسة، وسخَّرت لها المملكة العربية السعودية كل سبل التطوير والتحديث بما يسهل على الناس أداء شعائرهم، وأذكر كيف كان القلب يهفو إلى عرفات الله ونحن نردد:

«إلى عرفات الله يا خير زائر

عليك سلام الله فى عرفات

إذا زرت بعد البيت قبر محمد

وقبلت مثوى الأعظم العطرات

وفاضت من الدمع العيون مهابة

لأحمد بين الستر والحجرات

وأشرق نور تحت كل سنية

وضاء أريج تحت كل حصاة

فقل لرسول الله يا خير مرسل

أبثك ما تدرى من الحسرات

شعوبك فى شرق البلاد وغربها

كأصحاب كهف فى عميق سبات

بأيمانهم نوران ذكر وسنة

فما بالهم فى حالك الظلمات؟!».

وكنت كلما وقفت بعرفات زاد يقينى بأن هذه الأمة قادرة على التصدى لكل المحن لو استفادت من دروس الحج وما يتجلى فيه من وحدة الأمة التى صرنا فى أشد الحاجة إليها فى زمن الأوبئة والحروب والمخططات والمؤامرات؛ فهل تفيق الأمة من غفلتها وتستجيب لربها بالاتحاد والوحدة فى عالم مضطرب وحائر.. عالم يتعرض فيه الدين لأبشع الاستغلال من جماعات التطرف الدينى والتطرف الأخلاقى؟!

وعند زيارتك للمدينة المنورة تشعر بالطمأنينة النفسية فى رحاب الرسول وداخل روضته الشريفة، وتجد بجانبه أبا بكر الصديق والفاروق عمر.. وما أحوجنا إلى عمر فى هذا الوقت!.

وعند رسول الله قد نزل الركب

وقولوا له يا أحمد يا محمــــــــــد

محب من الزوار عـــوقه الذنب

وما أكثر الذنوب التى نحياها فى زمن اللامعقول الذى تداخلت فيه كل الأشياء المشروعة وغير المشروعة!.

ولا نملك إلا الدعوات والآهات والدموع تنهمر بأن يحفظ الله المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأن يكون الأزهر الشريف ملاذًا للمسلمين فى هذا التوقيت الذى تداخلت فيه المصالح مع العقائد مع السياسة.. ولكن عند رسول الله تهون الدنيا وتعود إلى صوابها وأصلها فى القرب من الحبيب محمد، صلى الله عليه وسلم، فهو الملاذ الآمن من كل الأزمات والأمراض والكوارث، لأنه حائط الصد الروحى فى مواجهة الزمن العجيب.

وأدعو الله أن أكون من ضمن حجاج بيت الله العام القادم وأن أدخل الروضة الشريفة كما دخلتها فى 2016.. فهل العمر والأيام والأحداث ستسمح بذلك؟ هذه أمنية فى العشر الأوائل من ذى الحجة.

ورغم الظروف الصعبة التى يمر بها العالم لا يستطيع أحد أن ينكر ما تقوم به المملكة العربية السعودية عبر قيادتها ممثلة فى الملك سلمان بن عبد العزيز وولى العهد محمد بن سلمان فى توفير الرعاية الكاملة، وتلبية احتياجات الحجاج فى جميع مراحل أداء الفريضة فى الأراضى المقدسة، بما يضمن راحتهم وسعادتهم، فالأولوية لضيوف الرحمن، حيث تضعهم المملكة فى مقدمة أولوياتها، وتسعى إلى تسخير كل الإمكانات فى سبيل الارتقاء بخدمة الحجيج.

يبقى أن تستفيق الأمة وتتعلم من نبيها كيف تنهض وتواجه الأخطار التى تحيط بها، وبقدر ما تهفو القلوب للكعبة تهفو لزيارة الحبيب عليه الصلاة والسلام.

وأقول (كلُّ القُلوبِ إلىَ الحبيبِ تَمِيْلُ وَمعَى بِهـَذَا شـَـاهدٌ وَدَلِيِــــلُ أَمَّا الــدَّلِيِلُ, إذَا ذَكرتُ محمدًا تَرَى دُمُوعَ العَارِفِينَ تسيلُ هَذَا مَقَالِى فِيكَ يَا شَرَفَ الْوَرَى وَمَدحِى فِيكَ يَا رسُولَ اللهِ قَلِيلُ، هَذَا رَسُــولُ اللهِ هذا المُصْطَفَى هَذَا لِـــرَبِ العـــَـالمينَ رَسُــولُ).

كلُّ عام ومصر والأمة الإسلامية كلها بخير وأمان

وحفظ الله السعودية ومقدساتها.

فالتطبيع مع الله هو الحل.