الجمعة 19 أبريل 2024 12:50 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: حكاية العنصرية بين شيكابالا وعيسى

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

رغم أننى أعشق النادى الأهلى ومن مشجعيه، وأحترم نادى الزمالك ومشجعيه، فإن ما قاله شيكابالا فى حواره مع الإعلامى عمرو أديب يجعلنا نفكر ونراقب ونحلل ما قاله، لأنه جديد على الرياضة المصرية والملاعب المصرية.

فشيكابالا الإنسان تحدث عن قضية خطيرة جدًّا وهى قضية العنصرية فى ملاعبنا، حيث إنه يتعرض للتنمر، وأن الأمر وصل إلى زوجته وابنه من بعض جماهير النادى الأهلى، وهذا شىء جديد على ملاعبنا ومجتمعنا.

فما كشف عنه هذا اللاعب الصعيدى الخلوق، أحد أبناء أسوان الطيبين الذين يشبهون طمى النيل فى خيرهم وكرمهم، من أنه يتعرض للتنمر فى كل مكان، هو أمر مثير للاستنكار، وجديد على أخلاقنا، ومصدره أقلية متعصبة ومتطرفة يجب أن نتصدى لها.

وقال شيكابالا إن المدربين الأجانب يتعاملون معه كإنسان أولًا وأخيرًا بغض النظر عن اللون، وهو أمر بديهى، وكنا نظنه القاعدة فى ملاعبنا المصرية لا الاستثناء، كما أكد أيضًا أنه عندما قال لأحمد مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة، إنك أهلاوى، فإن ذلك سببه أن مظاهر تتويج نادى الزمالك بالدورى كانت مخزية ومشينة وتؤكد أن هناك نوعًا من التربص بنادى الزمالك الذى استطاع الحصول على الدورى بالرغم من تغيير 4 إدارات ورحيل مرتضى منصور والأزمات المالية، وكان أداء الزمالك أفضل من الأهلى فى الدورى، وهذا أمر لا يعيب النادى الأهلى الذى حقق بطولات عديدة وتعكسها الأرقام على كل المستويات المحلية والإفريقية، بل كان أول نادٍ فى المنطقة يصل لكأس العالم للأندية ويحقق البرونزية.

ولكنه أشار إلى جزئية فى منتهى الخطورة أنه لا يوجد عدل فى الدورى العام، وهذه قضية مهمة جدًّا، لأنها أدت لتراجع مستوى الدورى المصرى مقارنة بالدوريات العربية الشقيقة وحتى بعض الدوريات الإفريقية، مما ينعكس سلبًا على أداء المنتخب المصرى.

والشىء العجيب أن اللجنة التى تدير اتحاد الكرة برئاسة أحمد مجاهد، جاءت بعد حل مجلس الإدارة السابق بعد خروج مصر من التصفيات الإفريقية بالقاهرة، وكان من ضمن أعضاء ذلك المجلس أحمد مجاهد! فلا إصلاح لمنظومة كرة القدم فى مصر والرياضة المصرية عمومًا إلا باستبعاد الوجوه التى احتكرت مناصبها لفترات طويلة وعليها علامات استفهام، ويجب أن يتم نسف هذه المنظومة تمامًا وتغيير طريقة اختيار الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية حتى يكون هناك اتحاد كرة حقيقى يستطيع تأسيس منظومة قادرة على منافسة المنظومات الرياضية العربية والإفريقية.

ولا نجاح للمنظومة الرياضية عمومًا والكروية خصوصًا إلا من خلال إدارة يكون سلاحها المصلحة العامة أولًا وأخيرًا بعيدًا عن المحاباة لبعض الأندية على حساب أندية أخرى، ولكن ما يجرى فى اتحاد الكرة وطريقة اختياره هو ردة للخلف؛ لأنه يتم تدوير نفس الأسماء على نفس المناصب.

فعندما تحدث هذا اللاعب الأسمر العظيم شيكابالا لأول مرة بهذه الطريقة للإعلام وبكى على الهواء، هز مشاعر وقلوب جماهير الأهلى قبل الزمالك؛ لأنه أولًا وأخيرًا إنسان.. ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون عقوبته جاهزة من رئيس لجنة المسابقات وهو الخصم والقاضى فى نفس الوقت، وهذه بكل المقاييس مهزلة أن يتم وقف كابتن نادى الزمالك لمدة 8 شهور بلا أى جناية، واللوائح والقوانين تعطيه الحق فى أنه لا عقوبة بلا تحقيق أو اتهام.

فلذلك نطالب بإعادة تغيير وتفعيل منظومة اتحاد الكرة كمنظومة وليس كأفراد، حتى تعود الأندية المصرية إلى ريادتها فى المنطقة العربية والقارة الإفريقية.

وعلى جانب آخر وفى نفس السياق، كانت المفاجأة الأخرى أن مجلس إدارة النادى الأهلى قام باتهام الزميل إبراهيم عيسى، المذيع على قناة القاهرة والناس، بالتحريض والعنصرية ضد النادى، لأنه وصف شعار النادى الأهلى بالنازية، وكأننا نعيش مع شيكابالا آخر، فى ظل ظروف وزمن تواجه فيه الدولة المصرية التطرف والعنصرية وازدراء الآخرين.

فما الذى يجرى فى الساحة الإعلامية يجعل الجميع متربصًا بالجميع بهذا الشكل؟

فلذلك؛ لا بد أن يكون هناك تدخل من الدولة، وخاصة الدكتور النشط والكفء أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، ومن المجلس الأعلى للإعلام برئاسة الزميل الفاضل كرم جبر، لعقد ندوات ولقاءات على كل المستويات الصحفية والإعلامية لفض هذه الإشكاليات الخطيرة.. ففى هذا النموذج، مثلًا، لا أظن أن الزميل إبراهيم عيسى يتهم النادى الأهلى بالنازية، ولكنه يرى أن الشعار فيه تعالٍ، وحتى إن كان عيسى أخطأ فى التعبير، فإن الهجوم عليه بهذه الطريقة ليس حلًّا.

الموضوع عاجل وسريع وينتشر مثل كرة اللهب التى تنتقل بسرعة شديدة بين المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية وتلتقطها الكتائب الإخوانية فى الداخل والخارج للترويج لفكرة انتشار العنصرية فى مصر، وتتناقل التصريحات والتصريحات المقابلة من خلال منصاتها الإعلامية المأجورة لتشوه صورة المشهد الداخلى فى مصر، رغم أن هناك أمورًا أهم وأخطر تجرى فى العالم يتم تجاهلها، وآخرها مثلًا ما يفعله آبى أحمد فى إقليم تيجراى وجرائمه التى يتجاهلها هؤلاء وغيرهم.. فهم يحاولون اختراق حائط الصد الذى أقامه الشعب المصرى الذى استطاع كشف ألاعيبهم وأكاذيبهم وشائعاتهم.

الموضوع هام وعاجل، وأقترح أن يتم عقد اللقاءات على وجه السرعة واحتواء الأزمة لاستعادة الثقة، وحتى لا نكون رد فعل لفعل نعرف من وراءه، لنؤكد لهؤلاء وغيرهم أن مصلحة واستقرار المواطن والمواطن جزء لا يتجزأ من مفهوم الدولة القوية بأبنائها.

استقيموا يرحمكم الله.