النهار
الخميس 6 نوفمبر 2025 05:33 صـ 15 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
ولع فيها بالبنزين.. إحالة أوراق تاجر قتل زوجته حرقًا في قنا للمفتي النار اشتعلت بالمخلفات.. السيطرة على حريق داخل نادي المهندسين في قنا خلال زيارة مفاجئة ليلًا.. إحالة عدد من العاملين بمستشفى نجع حمادي بقنا للتحقيق وفاة رئيس قرية متأثرًا بإصابته في حادث سير في قنا الوكيل يفتتح منتدى التجارة والاستثمار المصرى الخليجى الاثنين القادم تعاون بين الاكاديمية العربية ومؤسسة CMA CGM 10 منح دراسية لطلاب الأكاديمية العربية المتفوقين نائب رئيس جمعية مستثمري مرسى علم: بورصة لندن تتوقع نمو سياحي مصري كبير خلال عام ٢٠٢٦ الشبكة العربية للمنظمات الأهلية تختتم فعاليات النسخة الرابعة من المنتدي العربي للأرض والمناخ القاهرة تحتضن «الجراند بول» لأول مرة في التاريخ: احتفال ملكي عالمي بقصر عابدين بمشاركة نجوم هوليوود وصفاء أبو السعود نقيب الأطباء: قانون المسؤولية الطبية الجديد يُطبّق على القضايا الحالية ويُلغي الحبس في الأخطاء غير الجسيمة الإمارات تترأس الجانب العربي في الاجتماع مع اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي الإمارات تدعم جهود فرض هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار الفوري في السودان

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: جيهان السادات.. حكاية وطن

الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
الكاتب الصحفي أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

لا شك أن السيدة جيهان السادات أرملة الشهيد محمد أنور السادات، تمثل حكاية وطن بالمفهوم الشامل لهذه الكلمة، لأنها كانت تمثل القوة الناعمة الحقيقية لزوجها فى مرحلة من أدق المراحل التى عاشتها مصر قبل حرب أكتوبر 1973 والتى أطلق عليها البعض عام الضباب.

فلقد تبلورت شخصية السيدة جيهان السادات ونضجت وتشعبت علاقاتها الإنسانية ونشاطاتها فى هذه الفترة؛ حتى أُطلق عليها سيدة مصر الأولى، ولقد كانت كذلك قولًا وفعلًا، من خلال اهتمامها بقضايا المرأة والأحوال الشخصية، وتبنيها نشاطات الجمعيات الأهلية من كل الاتجاهات، وخاصة النشاط الثقافى الذى ساهمت فيه مساهمة عملية؛ حتى أوصلت المفكرين والمثقفين والإعلاميين لمائدة الحوار داخل منزل الرئيس.

بل وصل الأمر إلى أنها غاصت فى أعماق مشاكل المواطن المصرى بشكل عام.. حتى إنها – وهو ما لا يعرفه الكثيرون- ترأست المجلس الشعبى المحلى لمحافظة المنوفية، واهتمت من خلاله بأدق التفاصيل لقضايا الوطن والمواطن، فكانت المنوفية نقطة انطلاق لاتفاقيات تآخٍ مع محافظات مصر.

ولعبت جيهان السادات من خلال موقعها دور النائب الشعبى من خلال المجالس المحلية التى كانت ملتصقة بقضايا وهموم المواطن والوطن، وتبنت فكرة أن تنضم المرأة للكيانات الشعبية السياسية المتعلقة بمشاكل الجماهير، وكذلك أن تصبح المرأة عضوًا فى البرلمان لتدافع عن قضاياها وهمومها فى وقت كانت المشاركة السياسية للمرأة ضعيفة ومحل سجال.

لقد استطاعت جيهان السادات أن تطبق الصورة الذهنية عن سيدة مصر الأولى بنجاح منقطع النظير، وكانت خير انعكاس للرئيس السادات فى الخارج قبل الداخل، حتى إننى أظنها كانت تمثل له (نوبل الحياة)، خصوصًا فى رعاية أسرتها فى أصعب وأدق اللحظات.

وكُتِب على سيدة مصر الأولى أن تعيش تفاصيل استشهاد زوجها، ولكنها تمالكت نفسها واستطاعت أن تعبر بأزمة هذه الجريمة المروعة بكل معنى الكلمة، وتحافظ على اسم السادات رغم الشائعات والأقاويل التى روجتها وبثتها الجماعات الظلامية.

ولا يمكن لسيدة إلا جيهان السادات، أن تتحمل مشهد حضور قاتلى زوجها فى احتفالات 6 أكتوبر باستاد القاهرة فى ظل حكم رئيس ظلامى مثل محمد مرسى، الذى رحب أثناء الاحتفال بقاتلى السادات.. هذا موقف من الناحية النفسية والإنسانية صعب أن يمر مرور الكرام، خصوصًا مع تشويه صورة زوجها الشهيد، إلا أننى أظنها كانت تعلم أن هذا أمر لن يطول، ولقد أمد الله فى عمرها حتى رأت ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو التى استعادت مصر من خاطفيها.

لقد تفرغت جيهان السادات بعد وفاة زوجها لتربية أبنائها جمال وأخواته الذين أحسنت تنشئتهم وغرست فيهم الأخلاق والقيم والانتماء والوطنية، فلم نسمع عنهم شيئًا شائنًا على الإطلاق، بل انخرطوا فى الحياة كجزء لا يتجزأ من جينات هذا الشعب العظيم.. رغم أن جيهان السادات منذ سنوات قليلة كان زعماء العالم ينبهرون بثقافتها وتعليمها ونشاطاتها والتى عبر عنها هيلموت شميت، المستشار الألمانى الأسبق، بقوله إنها تستحق فعلًا أن تكون زوجة للرئيس محمد أنور السادات.

لهذا لم تكن هناك مفاجأة كبيرة حين قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أظهر قيمة الوفاء لذكرى الرئيس السادات ولرجال القوات المسلحة على كل المستويات، بتكريم السيدة جيهان السادات لتكون أول سيدة مصرية تقام لها جنازة عسكرية، وهى سابقة تاريخية.. وهو تكريم من شعب مصر ورئيسها لإحدى السيدات العظيمات فى تاريخ هذا البلد العظيم.. وهو تكريم أيضًا للمرأة المصرية بعيدًا عن أى بروتوكولات زائفة.. فالمشهد يتجاوز بكثير تكريم زوجة رئيس راحل، بل هو تكريم لنموذج لا يتكرر كثيرًا فى زمن اللا تكريم واللا معقول.

كانت وستبقى جيهان السادات..

حكاية وطن.