النهار
الإثنين 29 ديسمبر 2025 04:24 مـ 9 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
هيمن عبد الله يهنئ علاء أبو الخير برئاسة غرفة الصناعات المعدنية ويتوقع طفرة بالقطاع وزيادة الصادرات الأعلى للثقافة يناقش بناء وعي الطفل والأسرة.. ثقافة الحماية نحو طفولة آمنة السجن 3 سنوات للتيك توكر «مداهم» بتهمة تعاطي وحيازة المواد المخدرة دار الكتب والوثائق القومية ترفع جاهزية كوادرها قبل «القاهرة الدولي للكتاب» بندوة متخصصة في البروتوكول والمراسم بعد وفاتها.. تعرف على موعد ومكان جنازة وعزاء والدة هاني رمزي أشرف العزازي: دعم ذوي الهمم مسؤولية ثقافية أصيلة.. والمجلس الأعلى للثقافة يحتضن إبداعهم عبر «مشروع حلم» تعرف على لوائح أمم أفريقيا حال تساوي المنتخبات بعد جولة الحسم وزارة الثقافة تحصد ثمار عام استثنائي.. 165 ألف فعالية و37 موقعًا جديدًا ترسّخ قوة مصر الناعمة في 2025 اتهامهم بالتزوير.. الحكم على رمضان صبحي و3 آخرين فى واقعة معهد أبو النمرس غداً غرق شخصين في انقلاب ميكروباص بترعة المريوطية.. وشاهد عيان: سائق أتوبيس ضحّى بنفسه لإنقاذ الضحايا شاهد.. كواليس تصوير ”بيبو” لـ كزبرة في أولى بطولاته المطلقة وزارة الثقافة تعلن حصاد 2025.. 165 ألف نشاط و37 موقعًا ثقافيًا جديدًا ودعم غير مسبوق للقراءة والتحول الرقمي

صحافة المواطن

ثلاثة يدعون الله، فلا يُستجاب لهم

د. صابر حارص
د. صابر حارص

بينما أقرأ في فضل الدعاء لأعرف ديني في رمضان اصطدمت بحديث ثلاثة يدعون الله، فلا يُستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجلٍ مال فلم يشهد عليه، ورجل أعطى سفيهاً ماله.

فأما عن عدم قبول دعاء الزوج الذي يُبقي على امرأة سيئة فلأنه يُعذب نفسه بمعاشرتها وربما ينعكس ذلك على أولاده وعمله وتعامله مع الناس، وأما الثاني فلم يمتثل قوله تعالى (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ) وكثيراً ما تحدث خلافات تصل إلى حد القطيعة والعراك وقطع الأرحام نتيجة لغياب سند او توثيق الدين أو القرض، وأما الثالث فقد ضيّع ماله ولم يمتثل قوله تعالى: (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) ووقع في التبذير والإسراف..

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا المعنى وصحة الحديث، بينما لم يتقبله البعض الآخر؛ فقد قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن زوجتي لا ترد يد لامس، ومعناها تسلم على الرجال وتتساهل في تعاملهم وتمزح معهم كما يحدث بكثرة الآن وربما اعتاده الناس، فنصحه الرسول بأن يطلقها، فقال له الرجل: أخاف أن تتبعها نفسي ومعناها أن الرجل يحبها ولا يستطيع فراقها، فعدل الرسول عن قوله ونصحه بأن يمسك عليها ويتمسك بها..

لاحظ هنا تغير الفتوى من الرسول صلى الله عليه وسلم في الحال وبناء على الحال، فلا تصدر الفتوى بناء على قناعة النبي أو الفقيه، ولا تُفتي الناس بقناعتك أنت، ولا تُقدم لهم مشورةً بناء على ما تراهُ صحيحاً أنت، بل تكون الفتوى وتقديم المشورة والنصيحة بدراسة كل حالة بمفردها، فالرجل الذي يصبر على امرأة متساهلة في تعاملها مع الرجال لا يعني ذلك أن المرأة تأتي الفاحشة، ولا يعني أنها خالية من المزايا الأخرى، وربما يثق فيها الرجل وقد يكون له منها أولاد يخاف عليهم من تفكك الأسرة، وربما كان فقيراً لا يستطيع أن يعف نفسه ويتزوج من أخرى، وربما كانت شخصيته ضعيفة لا يستطيع أن يتخذ قرار الطلاق...

وهكذا يبقى للإسلام الذي يجهله العلمانيون ويتاجر به بعض الكتاب والصحفيون خالداً ليوم القيامة، صالحاً ليس لكل زمان ومكان فحسب، وإنما صالحاً ومُعالجاً لكل حالة شخصية على حده تستدعي أن نعيد إسلامنا من جديد...

د. صابر حارص