النهار
الخميس 4 ديسمبر 2025 04:05 مـ 13 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ كفرالشيخ يشهد توقيع بروتوكول تعاون مشترك مع وزارة الخارجية لإتاحة خدمات التصديقات داخل المحافظة اتفاقية بترولية جديدة تعزز الاستثمارات المحلية في خليج السويس بقيمة تفوق 30 مليون دولار بعد تصدره قوائم استماع المنصات الشهيرة... الهضبة يحتفظ بصدارة تريند اكس وزير الصحة: 5% من إجمالي الوفيات على مستوى العالم نتيجة الانسداد الرئوي المزمن مفيش أحلي من أني أقضي عيد ميلادي مع أخواتي.. أحمد العوضي يعلن عن مفاجأة لجمهوره «المصرية اللبنانية» تدعو إلي حوار مجتمعي حول قيمة المرأة في بناء الإنسان والمجتمع إطلاق منصة “Web GIS” لدعم برامج صون الثدييات البحرية قدراتنا بلا حدود.. البحر الأحمر تحتفي بأطفالها من ذوي الهمم طلاب هندسة دمنهور يشاركون في فعاليات معرض “EDEX 2025” لاستكشاف الأنظمة العسكرية الحديثة البورصة المصرية تنظم فعالية ”قرع الجرس” احتفالا بإطلاق المجموعة المتكاملة لشركة ايجيترانس ونوسكو محمد فريد :مشروعات البنية التحتية فتحت آفاقًا أوسع لنمو الاستثمارات بقطاع النقل في البورصة ڤودافون مصر توقع بروتوكول تعاون مع «عطاء»ومؤسسة «CEOSS» لتعزيزدمج ذوي الإعاقة

مقالات

صناعة الإرهاب تبدأ بالغلو(2)

د. صابر حارص
د. صابر حارص


بقلم : د. صابر حارص

محاولة التفكير والبحث عن تفسير لما حدث في مسجد الروضة بالعريش، وتقليب الموضوع من كافة وجوهه يجسد خطورة الغلو في الدين، الغلو الذي أدى إلى مقتل ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب وتمرد جيش العراق عليه وظهور اكبر فتنة في تاريخ الإسلام أدت إلى مقتل الحسن والحسين أحفاد رسول الله وظهور الخوارج والشيعة والصراع مع اهل السنة حتى يومنا هذا.
الغلو الذي تهاونا به واعتقدنا انه مجرد جماعة ارهابية يمكن القضاء عليها أمنيا، ظهر هذا الغلو حديثا في السبعينات على يد التكفير والهجرة، والتوقف والتبين، وجماعة الجهاد، ثم احيانا لدى الجماعة الإسلامية.
الغلو فكر مؤسس خطأ من القرآن والسنة، عاد مرة أخرى ليظهر لدى الدولة الاسلامية في الشام والعراق (داعش) وأنصار بيت المقدس بسيناء، في كل مرة يظهر فيها الغلو يكون الواقع السياسي غطاء ثمينا وسميكا له.
فداعش ظهرت عقب الإبادة الجماعية التي يمارسها الشيعة على اهل السنة في العراق، وعقب اجتياح القوات الأمريكية لبغداد، وأيا ما كان الأمر فإنه يبدو للوهلة الأولى ان هذا دفاع ومواجهة للظلم والعدوان ، غير أن الحقيقة المرة هي ابتلاع جماعات الغلو طعم السم الذي قدمته مخابرات الموساد والسي اي إيه، لتتحول المنطقة إلى حالة من الفوضى والدمار التي اجهزت على اهل السنة واضعفت دولهم.
الغلو الذي اوقف التنمية والنمو في الدولة المصرية وأضاع عليها فرصة الانطلاق وتأسيس الحكم الرشيد، الغلو الذي جعل من التفجير والإرهاب جهادا في سبيل الله وإقامة مجتمع الإسلام العادل، الغلو الذي وصل باصحابه إلى تفجير بيت من بيوت الله وإبادة305 دفعة واحدة، الغلو الذي حول دينيين إلى كلاب مسعورة تنهش وتفترس الطفل والشيخ والطبيب والإمام.
الغلو في مجتمع ما هو أعظم هدية يستغلها الأعداء لنشر الفوضى وترويع الآمنين وتعطيل الطاقات وتفجير دور العبادة وحصد الأنفس وهدم المصانع وتخريب الممتلكات.
معالجة الفكر التكفيري وأنماط التعصب والغلو وسد الطريق عليه بثقافة الاعتدال والوسطية والتسامح هو الفريضة الغائبة لدى النخبة والاعلام في مصر، معالجة الفكر التكفيري وأنماط التعصب والغلو وسد الطريق عليه بمحاسبة المتطاولين على الأزهر والدين ورموزه وقيمه هو الفريضة الغائبة في الاعلام المصري.
دعك من داعش فما حدث يؤكد انها تلفظ أنفاسها قبل طلوع روحها على يد ابطالنا من الجيش والشرطة، وتأمل بقاء ثقافة التعصب والغلو في الجامعات والبيوت و منصات التواصل الاجتماعي، هذه الثقافة هي الأخطر على مستقبل الوطن والاوطان.
الغلو والتطرف هو اعتقادك بأنك على صواب وان الآخرين على خطأ، أو اعتقادك انك الأكثر صوابا، أما الإرهاب فهو انتقالك لتطبيق هذا الصواب بالقوة أو بالسلاح.