النهار
الخميس 18 ديسمبر 2025 01:38 مـ 27 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
كرمها السيسي عام 2019.. مصرع الدكتورة إيمان خضر أستاذ الأمراض العصبية بجامعة أسيوط في حادث انقلاب سيارة ملاكي حملات إزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالدقهلية مجلس الوزراء وبنك الشفاء يطلقان إحدى أكبر القوافل الطبية بمركزى شبراخيت وحوش عيسى فى البحيرة شركة Sprints ضمن التحالف الفائز لقيادة مستقبل النقل الذكي المستدام في مصر المستشفيات التعليمية تناقش أحدث المستجدات فى طب وجراحة العيون بالمؤتمر السنوى للمعهد التذكاري للأبحاث الرمدية بعد حادثتي أيسل وزينة.. هل يكبل القانون المعتدين علي الأطفال؟ باريس تستضيف قمة ثلاثية حول لبنان: دعم الجيش ومصير سلاح حزب الله في صلب النقاش القنوات المفتوحة الناقلة لمباراة الأردن والمغرب في نهائي كأس العرب 2025 إسرائيل تعلن ضرب معسكرات ومواقع عسكرية لحزب الله في عمق لبنان صحة أسيوط تحسم 100% من شكاوى المواطنين في 2025 بتوجيهات رئيس جامعة المنوفية.. طلاب وباحثو الجامعة في مهمة قومية لدعم الاستقرار الأسري دعما لجهود الدولة محمد صلاح خارج القائمة النهائية لجائزة جلوب سوكر

مقالات

د. نجلاء حرب تكتب: أمريكا.. والذين هبطوا من السماء

هل يمكن أن تحمل الفترة  القادمة تغيرات جذرية في النظام الاقتصادي العالمي؟؟.. سؤال تردد في ذهني عقب قرار صندوق النقد الدولي بإضافة اليوان الصيني لسلة عملات حقوق السحب الخاصة الأربعة التي تضم الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني.
ولقد جاء هذا القرار بعد جهود صينية مضنية على الصعيد الدولي ومماطلة قوية واجهتها ضغوط أقوي من جانب الصين لتأكيد كيانها كنظام اقتصادي قوي جدير بالاندماج في النظام المالي العالمي  بعد تربع الصين على رأس قائمة  التجارة العالمية  وتخطيها الولايات المتحدة الأمريكية بحجم صادرات تخطى 2.2 تريليون دولار خلال عام 2015  وفقاً لأخر التقارير الإقتصادية لمعهد التجارة العالمية واستحواذها على نسبة 13.8% من إجمالي صادرات العالم بما يشكل أكبر نسبة تستحوذ عليها دولة واحدة من إجمالي الصادرات العالمية منذ عام 1968 باعتراف مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)  فضلاً عن سعيها الدءوب لزيادة هذه الحصة من خلال إتباع سياسات داخلية تستهدف تنمية قطاعات التصدير وخاصة قطاع الآلات، فضلا عن تداخلها في النظام الاقتصادي العالمي بالعديد من شراكات الاستثمار في مجالات متعددة.
هؤلاء الذين هبطوا من السماء حملوا التحدي الأعظم للنظام الإقتصادي الأمريكي وهددوا عرشه في نظام إقتصادي عالمي بناه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية من خلال اتفاقية بريتون وودز ووضع فيه الدولار على عرش العملات العالمية. 
هذا القرار الخطير،الذي يؤدي إلى انخفاض الطلب على الدولار والاعتماد على اليوان الصيني بدلا منه مع أكبر اقتصاد مصدر في العالم، هذا القرار الخطير بالتأكيد جاء تحت ضغط قوى على النظام الأمريكي المتحكم الأعظم في قرارات صندوق النقد ولعل ما يؤكد ذلك كلمة أوباما خلال توقيعه لاتفاقية التجارة الحرة مع  دول المحيط الهادي بأن أمريكا لن تسمح لدولة مثل الصين أن تكتب قواعد النظام الاقتصادي العالمي بل ينبغي لها أن نكتب هذه القواعد،  ثم موقف ترامب المعادي للنظام الصيني والذي يسفر عن عدم فهم واضح أو تجاهل متعمد للنظام الاقتصادي العالمي وقواعد منظمة التجارة العالمية التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها عندما دعا لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 45% وهي أكبر مستورد من الصين بقيمة 423 مليار دولار. هل بدا النظام الأمريكي مترنحا أمام النظام العالمي الذي وضع قواعده؟؟
إن هذا القرار سوف يؤدي بالضرورة إلى تغيير النظام المالي العالمي وما يؤكد ذلك أتفاق السعودية والصين على إزاحة الدولار من تعاملاتهما التجارية في خطوة قوية من السعودية لتحدي النظام الأمريكي تبعها المفاوضات الحالية للسعودية مع مؤسسات مالية دولية للتخلص من سنداتها في أمريكا بعد قانون جاستا( قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب)، وكذلك المفاوضات القائمة بين مصر والصين على آليات مبادلة الجنيه المصري باليوان الصيني تمهيدا لإزاحة الدولار الذي كان وسيط المعاملات.
ولعل هذا لم يكن التحدي الاقتصادي الأول من الصين لأمريكا فقد سبقه تأسيس الصين للبنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية كمنافس قوي وبديل للبنك الدولي (الأمريكي) رغم محاولات أمريكا منع تأسيسه.
السؤال الذي يدور الآن في ذهني هل سترضخ الولايات المتحدة الأمريكية لحقائق النظام العالمي الجديد وتقف في موضعها الذي فُرض عليها؟، أم ستستمر في تحدي هذه الحقائق واستمرار تدخلها الواضح بدور المنظم المسيطر الإقتصادي العالمي الأوحد بما يأخذها إلى الهاوية لا محالة؟، أما ستعيد ترتيب أوراقها وملفاتها في إطار نظام  اقتصادي مدين ومترهل لمواجهة الذين هبطوا من السماء بسياساتها المعتادة لإثارة الفوضى الخلاقة والتحدي السافر لأخلاقيات وقواعد النظام العالمي؟