ربيع عبدالحميد يكتب:ترتيب القرآن

كان الصحابة والسلف الصالح يستعدون لشهر رمضان الكريم قبل حلوله بستة شهور وكان أول ما يكون تطبيق حديث رسولنا الكريم (من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) فكانوا أكثر تلاوة وقراءة للقرآن فى شهر رمضان فاذا حفظوا آية لا ينتقلون بعدها حتى يطبقوا معانيها على الواقع المعيش، فكانت قلوبا تحفظ لا شفاها تتمتم وعيونا تنظر دون تدبر فسادوا الدنيا واتبعوا الدين الذى حير اعداءهم وبنوا حضارة ازالت معها حضارات الآخرين ومازالت وستدوم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
(شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فلا عجب أن ينزل الله القرآن على رسولنا الكريم عن طريق رسول الوحى جبريل وكانت أول 5 ايات أنزلها الله على رسولنا الكريم هى الخمسة آيات الأولى من سورة الفلق (اقرأ باسم ربك الذى خلق* خلق الانسان من علق* أقرأ وربك الأكرم* الذى علم بالقلم* علم الانسان ما لم يعلم) ولو اتبعنا الآيات الخمس فى القراءة والعلم لصنعنا حضارة العلم والتقدم ولكن تركناها لغيرنا وتأخرنا عن الركب وانتظرنا ما تجود به علينا الأمم المتقدمة.
إن الله عز وجل الذى انزل هذا القرآن هو الذى رتب سوره مخاطبا جبريل أن يبلغ محمدا أن توضع سورة الفاتحة أول الكتاب وتلتها بعد ذلك باقى السور على النحو الذى وجدناه عليه فلا مكان للمشككين فى كيفية ترتيب سور القرآن وآياته ولا مجال للسؤال عن البداية والنهاية فسبحان من انزله وعلمه لرسول الأمة فكان خير معلم.
ابدأوا يوم رمضان بصدقة واختموه بصدقة وزيدوا من العبادات وتلاوة القرآن وتدبروا معانيه بالقلب كما كان يفعل رسولنا الكريم فكان أجود ما يكون فى رمضان.. كان أجود من الريح المرسلة التى تهب فينزل المطر ليعطى الزرع ليأكل الإنسان.. رسولنا الكريم كان أجود منها وكان كثير الدعاء والتوسل الى الله حتى إنه رد على سؤال: كيف تطلب المغفرة وقد غفر لك الله ما تقدم وما تأخر من ذنبك؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا. اشكر الله على نعمه فأنت ايها العبد الضعيف لا تملك ان تعيد النفس الذى تنفسته أو تتنفسه من جديد.