النهار
الأربعاء 6 أغسطس 2025 06:23 مـ 11 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

ماهر مقلد يكتب: مصر .. الوطن

ماهر مقلد
ماهر مقلد

مصر الحضارة تاريخ يعود إلى أكثر من سبعة آلاف عام، شعب قدير يصنع فى أصعب الظروف ما يشبه المعجزات، يؤمن فى كل وقت بقيمة الأرض والانتماء، يتعامل مع التحديات بالثبات ويمنح القيادة السياسية الثقة فى مواجهتها بالخبرة والمصلحة العليا.

فى الأيام المنصرمة تعددت محاولات بعض الغرباء عن المنطق فى التظاهر أمام السفارات المصرية فى الخارج بدعوى الدفاع عن فلسطين وغزة، وكانت الملهاة فى التظاهر أمام السفارة المصرية فى تل أبيب.

ومن المفارقة قيام "الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر" (المعروفة بعلاقتها بجماعة الإخوان) بمظاهرة أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، بسبب معبر رفح وحصلت الحركة على تصريح من السلطات الإسرائيلية لعقد التظاهرة، ما أثار انتقادات واسعة لأنهم اعتبروا أن هذا القرار أضر بالقضية الفلسطينية. وهو يخدم الاحتلال بإلهاء المتظاهرين عن السفارات الإسرائيلية التى تمثل الاحتلال عمليًا.

أى عقل هذا؟ وأى خداع للنفس؟ مظاهرة أمام السفارة المصرية فى تل أبيب هذا يعنى أن العقول غائبة والفطنة مفقودة ومحاولة التشويش على صورة مصر مؤامرة.

إسرائيل هى التى ترتكب كل الجرائم، وهؤلاء، شهود عيان على ما يجرى، يعرفون الحقائق ولديهم كل المعلومات والصور فلماذا يبتعدون عن جوهر الأزمة؟!.

فى مثل هذه الحالات ينقلب بطبيعة الحال السحر على الساحر وتتكشفت أمام الإنسانية أن ما يحدث ليس هدفًا لخدمة القضية الفلسطينية وإنما محاولة ضد صورة مصر ودورها .

الوضع فى غزة لا يحتاج إلى مزايدات وإنما هو مأساة بكل ما تعنى الكلمة ويحتاج إلى الطرق على الحديد وهو ساخن بوقف العدوان الإسرائيلى وتهيئة الحياة المعيشية للشعب الفلسطينى.

هناك مأساة فى غياب الضمير العالمى وهناك مأساة فى أن البعض ينحرف عن جادة الحقيقة.

فتح المعبر لا تنفرد مصر به فهناك سلطة احتلال فى الجانب الآخر كما أن سلطة الاحتلال تخطط لتهجير الفلسطينيين ومصر والأردن يقفان حائط صد أمام هذه الخطة، إذن الموقف شديد التعقيد ولا يجب النظر اليه بهذه البساطة.

هل نحتاج إلى تأكيد على تضحيات مصر فى سبيل القضية الفلسطينية عبر التاريخ؟ مصر قدمت ومازالت تقدم كل جهد ممكن من أجل القضية والشعب الفلسطينى وهذا ثابت فى التاريخ ويشهد به الحاضر.

هذه المظاهرات المتحركة التى كانت تستهدف السفارات المصرية عنوان خاطئ وضمير غائب لأنها تخطئ عن عمد. الجانى معروف وهو إسرائيل سواء من خلال ارتكابها جرائم الإبادة الجماعية أو من خلال عدم تمكين المعابر من دخول المساعدات.

هل غاب عن العقل أن الولايات المتحدة الأمريكية تمنع مجرد استصدار قرار بوقف الحرب أو حتى مناقشته داخل مجلس الأمن؟ كيف يحاول هؤلاء الضغط على مصر وهم يعرفون قبل غيرهم المهام والأدوار الكبرى التى قدمتها مصر للشعب الفلسطينى والقضية؟!

صورة مصر ستبقى ناصعة، زاهية والعلم المصرى يرفرف عاليًا عنوانًا للسيادة، والشعب المصرى يحتضن الأشقاء بصدر رحب واهتمام إنسانى بالغ على الرغم من الظروف العصية التى يعرفها القاصى والدانى .