النهار
الأحد 28 سبتمبر 2025 12:50 مـ 5 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ القليوبية: قوافل طبية مجانية بطوخ لتخفيف أعباء العلاج عن المواطنين ”مركز ضمان الجودة والتأهيل للاعتماد” بجامعة أسيوط يعلن خطته التدريبية السنوية للعام الجامعي 2025/2026 محافظ أسيوط: حملات تموينية مكبرة على محلات الذهب وتحرير 9 محاضر مخالفات بمشاركة 55 متحدثًا.. انطلاق فعاليات النسخة الثامنة من مؤتمرDevOpsDays Cairo 2025 محافظ أسيوط يبحث مع ”تكنيب الإيطالية” مشروعات كبرى للتنمية والمشاركة المجتمعية الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية يشيد باستراتيجيات التحول الرقمي والمعرفة التي رسّخها الرئيس السيسي في مصر الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للمحاسبين: مهنتنا العالمية تعتمد على الثقة والاستدامة الرقابة المالية تقر رفع ملكية راية القابضة في ذراع الاتصالات إلى 90% البورصة تصعد فوق مستوى 35700 نقطة في بداية التعاملات إصابة 12 فتاة في حادث انقلاب ميكروباص بطريق الخطاطبة بالمنوفية ”ICT Misr” راعٍ ذهبي لمنتدى Dell Technologies 2025 للعام الثالث على التوالي حملة تفتيشية مكثفة على منشأتين سياحيتين لرصد المخالفات وضمان الالتزام بالمعايير

مقالات

ماهر مقلد يكتب: نواف سلام بطولة أم مغامرة؟

ماهر مقلد
ماهر مقلد

يدخل لبنان مسارًا طويلًا لا أحد يتوقع دروبه، تغيرت ثوابت فى لبنان، الحكومة اللبنانية تتخذ القرار الخطير وهو نزع سلاح حزب الله.

القراءة الطبيعية للقرار ترشد أى متابع بأن ما تفعله الحكومة هو الطبيعى والمنطقى، من نقطة جوهرية وهى أن الجيش وقوات الأمن هما اللذان لهما حق وسلطة حمل السلاح والاحتفاظ به فى أى بلد فى العالم.

لبنان كان مختلفا على مدار الحرب الأهلية التى عاشها بمرارة كانت كل الأحزاب تحمل السلاح. انتهت الحرب وجاء اتفاق الطائف ومنح لبنان الفرصة فى الحياة دون اقتتال داخلى وتخلت معظم الأحزاب والفصائل عن السلاح باستثناء حزب الله بموجب أن إسرائيل ما تزال تحتل أراضى لبنانية والحزب يشكل المقاومة.

هذا الواقع لم يكن الأفضل لدى جزء كبير من أبناء لبنان ويعتبرون أن الحزب هو الذى يملك قرار الحرب والسلم فى لبنان ويطلبون مرارا وتكرارا أن يكون السلاح بيد الجيش اللبنانى ولا أحد غيره.

تعاقبت حكومات على لبنان دون أن تتجرأ على اتخاذ هذا القرار، كان وما زال الحزب يمثل مركز قوة فى الداخل اللبنانى، وكلما اقتربت الحكومة منه توعد بالنزول إلى الشارع ولديه كل المقومات التى تجعل من مهمة نزوله إلى الشارع عملية سريعة لكن نتائجها على الأرض خطيرة.

جربت الحكومة فى عهد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أن تمارس مهمتها الطبيعية فى الموافقة على تشكيل المحكمة الدولية لكشف الجناة فى واقعة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى، وأيامها كان لبنان ليس فى أفضل الأحوال حيث دعا الحزب وحركة أمل وعدد من الحلفاء الموالين لهم إلى النزول إلى وسط بيروت وتنظيم اعتصام طويل وكبير استمر 18 شهرا يطالب فيه باستقالة الحكومة حتى لا تتخذ قرار الموافقة على المحكمة الدولية، وأثناء ذلك جرى اغتيال عدد من النواب والوزراء والتفسير الذى كان هو أنها محاولة لإسقاط الحكومة والمجلس النيابى حتى لا يكون النصاب دستوريا.

أيام صعبة مر بها لبنان ولجأت الدولة والحكومة إلى إخراج الوزراء والنواب خارج لبنان لحمايتهم ومن بقى فيه تم تسكينه فى فندق يخضع لإجراء بالغة التعقيد والتأمين.

فى السابع من مايو عام 2008 مر لبنان بأيام صعبة حيث اتخذت الحكومة قرارات طبيعية وهى إزالة شبكة اتصالات حزب الله ورفع كاميرات تم اكتشافها مثبتة على مهبط الطائرات فى مطار رفيق الحريرى وليلتها عقدت الحكومة جلسة استغرقت 9 ساعات وانسحب منها وزراء حزب الله وحركة أمل لكن الحكومة أصدرت القرارات ومنها إقالة العميد وفيق شقير مدير المطار واللواء وفيق جزينى مدير الأمن العام، هذه القرارات اعتبرها الحزب مرفوضة وأمر قواته بالنزول إلى الشارع وجرت عملية عسكرية راح ضحيتها 71 لبنانيًا ودمر الحزب ومعه حركة أمل والحزب القومى السورى جميع المقرات التى كانت تتبع تيار المستقبل ودخلوا منازل عدد من نواب تيار المستقبل والعبث بها وتدميرها وكذلك إذاعة دار الفتوى وتلفزيون المستقبل.

كانت أيامًا صعبة على لبنان وأظهرت أن السلاح يستخدم ضد أبناء لبنان.

هذه الأزمة تم ترميمها بمؤتمر الدوحة وجاء السنيورة مجددا رئيسا للحكومة وقائد الجيش رئيسا للجمهورية.

هذا يحدث دون الاقتراب من سلاح الحزب. اليوم رئيس الوزراء القاضى نواف سلام يتخذ القرار الصعب. صحيح أن الحزب ليس هو الحزب. سوريا لم تعد داعمة له كما كانت. إيران ليست إيران، لكن الذى لم يتغير هو تمسك قيادات الحزب بالسلاح وتمسك الدولة بنزعه.

السؤال: ما جدوى السلاح وإسرائيل تضرب كما تشاء؟ تصل إلى الضاحية. ترسل تعليمات بإخلاء مناطق لضربها قبل ضربها.

السلاح لم يعد هو المقاومة فى ظل وجود الطيران.

نواف سلام القاضى هل هو البطل الآن؟ أم أنه يغامر؟!