ماهر مقلد يكتب: يوليو.. 73 عامًا من عمر الزمن

تمر الذكرى الثالثة والسبعون على قيام ثورة يوليو 1952 وما زالت حتى اللحظة التباينات كبيرة حولها ما بين مؤيد ومتحفظ ومعارض، التاريخ المنصف هو الفيصل فى الحكم على الثورات وضروراتها ومدى ما أسفرت عنه.
لم تكن يوليو حدثًا عاديًا لكنها كانت اهتزازا تاريخيا وجغرافيا يضرب المنطقة ويثير الاهتمام فى العالم. للثورة، أى ثورة فى العالم، قادة. فى أحيان كثيرة يتم توصيفهم بالأبطال وفى أحيان أخرى بأنهم جاروا على التاريخ وتسببوا فى تغيير نمط الحياة.
فى مصر بعد مرور كل هذه السنوات على الثورة هى حدث كبير يحظى بالاهتمام فى الداخل والخارج والشهادات حولها متنوعة وكبيرة.
بدون شك عندما نتذكر ثورة يوليو 1952 تقفز إلى الذهن أسماء الضباط الذين شكلوا نواة تنظيم الضباط الأحرار الذين قاموا بالثورة وبالترتيب المنصف يتقدم الصفوف الرئيس محمد نجيب الذى عاش حياة مأساوية بكل ما تعنى الكلمة وقصته غاية فى القسوة والعبرة، ثم يأتى اسم الرئيس جمال عبد الناصر القائد الذى شغل العالم بجراءته وشخصيته، ومن بعده الرئيس محمد أنو السادات صاحب الملكات المتعددة، وهناك بطل حقيقى ساهم فى أن تخرج ثورة يوليو دون عنف أو اقتتال هو الملك فاروق الذى يشهد له الخصوم قبل الأصدقاء بأنه فضل مصلحة الوطن على حساب كرسى الملك.
ما يعنى أن الثورة هى فى الحقيقة قصة لها جواتب متعددة وكل جانب له دور مهم يساعد على أن تخرج إلى النور فى الصورة التى جاءت عليها.
تصريحات من هنا وهناك تنال من ثورة يوليو وهو أمر يثير حالة من الجدل ولا جدوى من ورائه لأن التاريخ لا يمكن الرجوع عن أحداثه. صحيح هو فرصة للتعلم واكتساب التجربة بشرط أن تكون بموضوعية وشفافية.
كما أن البعض يحاول أن يختزل الثورة أو اسم زعيمها كما لو كان هو الحارس على هذا الإرث والتاريخ فى حين أن الثورة هى ملك الشعب سواء كانت إيجابية أو غير ذلك وحالة الجدل ليست بالظاهرة الصحية التى يعتقد فيها البعض.
وسط هذا كله أصدر النائب اللبنانى حسن مراد عن حزب الاتحاد بيانًا يصف فيه ثورة يوليو بأنها ليست مجرّد ذكرى سنوية، بل هى مسار حى ونهج والتزام، مؤكدًا أنها "غيّرت وجه العالم العربى".
واعتبر ان جمال عبد الناصر دعا لوحدة العرب وتحرير فلسطين والعدالة الاجتماعية، لافتًا إلى أن "الثورة كانت تجربة أصيلة عبّرت عن وجع الناس، ورسّخت قناعات صالحة للأمس وضرورية للحاضر وواعدة للمستقبل".
هذه هى شهادة من نائب لبنان عن ثورة مصرية فى ظل الظروف التى يمر بها لبنان لكن هناك من يرفع الولاء لها والإيمان بها وفى شوارع بيروت لا غرابة أن تجد صورًا للرىيس جمال عبد الناصر وتحتها عبارات خالدة عنه وهذه الشهادة تعكس مدى التأثير الذى أوجدته فى العالم العربى والقارة الأفريقية، فلكل ثورة سلبيات وإيجابيات، والمنطق هو أن يتم مراجعة التغيير الذى أوجدته هل كان كاشفًا عن بصيرة أم أنه انتقص من واقع مأمول كانت تنعم به مصر؟!.