النهار
الإثنين 28 يوليو 2025 03:47 مـ 2 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

أسماء عصمت تكتب : انتيكااا ..مش كوول !!

يعتبر الحرص على  شراء الأنتيكات والتحف القديمة وقطع الأثاث الأثرية والاحتفاظ بها, هواية لدى كثيرين  من الأشخاص, فنجد أصحاب هذه الهواية لهم ذوق خاص ومزاج فريد من نوعه.

فهم يعشقون كل ما يعود للماضى, ويحمل فى طياته طبيعة خاصة جدا, وهؤلاء نجدهم يحتفظون فى منازلهم  بالعديد من الأشياء التى تعود أصولها إلى مئات السنين, فقد يكون لديه "فازة" من الطراز القديم, أو تحفة على شكل شمعدان أثرى أو فوتيه يعود تاريخه لأحد أفراد أسرة محمد على.

وهذه الأشياء القديمة "الأنتيكات " تستمد قيمتها الفعلية من العهد الذى صنعت فيه, أو نسبتها لعصور تاريخية محددة, فهى جزء من الحضارة وسطر من سطور التاريخ.

 وعندما تقع عيناك عليها تثير فى الأذهان الماضى الذى انقرض بحلاوته وأصالته وعبقه الذى لا تغيب رائحته عن الأنوف.

ومثل الأنتيكات الصماء الجامدة, يوجد أشخاص ينتمون لفصيلة الأنتيكات أيضا ولكن للأسف هؤلاء الأشخاص يطلق عليهم هذا المسمى وينعتون بهذه الصفة "من باب" التهكم والسخرية وليس لقيمتهم الإنسانية التى يحتفظون بها.

 وهؤلاء الأنتيكيون أو المنقرضون  كما يحلو للبعض تسميتهم -  يطلق عليهم هذا المسمى  من منطلق إصرارهم على الاحتفاظ ببعض القيم والعادات والأخلاق التى تعود للزمن الماضى, الزمن الجميل, وكأن هذه الأخلاق عفا عليها الزمن وأصبحت موضة قديمة لا يجب التمسك بها, بل لابد من خلعها واستبدالها بأخلاق الزمن الكوول.

والشخص الأنتيكا فى هذا الزمن وهو الذى لا يزال يسامح من أساء إليه ولا يكذب ولا ينافق ولا يسعى لتملق شخص أو كسب وده بطرق غير مشروعة أخلاقيا, هو الشخص الذى لا يتفوه بألفاظ إباحية على مرأى ومسمع من الناس, ولا تهتز له شعرة من رأسه, هو الذى يمنح بدون مقابل هو الذى لايزال يحمل بداخله بعضا من الرحمة والاحترام والحب للآخرين.

 باختصار هو الإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان سامية وأخلاق عالية, خاصة بعد أن سادت أخلاق الزمن الردىء من تملق وكذب ونفاق وكراهية وانتقام وأصبحت هي موضة العصر.

وياله من فخر أن تكون أنتيكا فى الزمن الكوول, لذا أقر واعترف لكم أننى "أنتيكا" ومش كوول !!