النهار
الإثنين 28 يوليو 2025 12:06 صـ 1 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مدرب بيراميدز يهاجم موعد مباراة وادي دجلة: اللعب في حرارة 45 “خطر داهم” على صحة اللاعبين ”خانوا العشرة لإشباع رغباتهم”.. ضبط عاطلين لتعديهم علي صديقهم بالإكراه بشبين القناطر ”الشباب والرياضة” بالغربية تنظم ندوة دينية للنشء حول أهمية الوقت ضمن فعاليات مبادرة ”إجازتك معانا” ”شباب الغربية” تواصل تنفيذ ورش عمل ”إدارة الفرق التطوعية” بمراكز الشباب ضمن خطة دعم أندية التطوع ”تعليم الغربية” تعلن فتح باب التقديم الإلكتروني للمرحلة الثانية من تنسيق الصف الأول الثانوي العام والخدمات بـ 300 جهاز حاسب...جامعة عين شمس تستعد لاستقبال طلاب تنسيق المرحلة الأولى عاجل .. ننشر المرحلة الاولي لتنسيق الثانوية العامة 2025 وائل جسار يتحدث عن شائعة زواج ابنته بدون علمه وهروبها من المنزل ”التعليم” و”المياه” تنفذان فعاليات توعية مائية وبيئية وصحية لمعلمي السنطة ضمن مشروع ”صحتهم مستقبلهم” المشدد وغرامة لبائع بتهمة الإتجار في المخدرات وحيازة سلاح نارى بالقليوبية محافظ الغربية يترأس لجنة القيادات لاختيار المناصب التنفيذية وفق معايير الكفاءة والشفافية تجارة الكيف.. تكتب نهاية عامل بمخبز بالسجن المؤبد وغرامة 200 ألف جنيه في شبرا الخيمة

مقالات

رجاء.. لا تبتسم

تتوقف عند مئات الأشياء في رسائل سفيتلانا ستالين إلى الكاتب نيكولاس طومسون. تسمح لي المساحة بانتقاء أمرين: الأول، وصفها لانطباعها الأول عن أميركا «الأرض وسيعة والناس تبتسم». والثاني وصفها النظام الشيوعي «لا يمكن العيش في ظل نظام يمد يدا لكي يطول بها القمر، ويحفر بالأخرى لزرع البطاطا، كما كان يفعل قبل مائة عام».

مما لا يمكن أن أنساه في رحلتي إلى موسكو عام 1972، أنني كنت في فندق «متروبول»، لكن لم يكن فيه مكتب لحجوزات السفر، وكان عليك أن تذهب إلى فندق «أوكرانيا» البالغ الفخامة، ومثل الـ«متروبول»، إحدى علامات العاصمة التاريخية. وجدت خلف طاولة الحجز فتاة جميلة حنطية الشعر، وممتلئة مثل جميع الرفيقات. ألقيت عليها التحية ضاحكا، من أجل السفر لا من أجل الشعر الحنطي، وفوجئت، بل ذُعرت، عندما تطلعت بي الرفيقة سائلة: «ما الذي يُضحكك»؟ كانت تلك أول وآخر مرة أسمع فيها سؤالا من هذا النوع.

الجولات التي قمت بها في أوروبا الشرقية تلك المرحلة، كان يصعب عليّ أن أعرف في أي عصر أنا، كما لاحظ المؤرخ بيل برايسون. فقد كانت العاصمة البلغارية صوفيا، مثلا، خالية من السيارات، مثل قرية. وكان الفندق الرئيسي خاليا إلا من زملائنا في الوفد. وسرني مشهد الطبّاخين والعاملين يملأون البهو، لكي يتابعوا على جهاز التلفزيون الوحيد في الفندق، مباراة في كرة القدم.

الجهاز يُشير إلى أنك في عصر التلفزيون. لكن البرامج تبلبل الانطباع. برامج وأفلام عن الفلاحة وصور متكررة للرفيق الأول تيودور جيفكوف. وعدا ذلك فليس في صوفيا من حركة سوى حرس نصب الجندي المجهول، بثيابهم الزرقاء الباهتة، يروحون ويجيئون ويؤدّون التحية بالبنادق ذات السيوف. ولا شك في أنهم يهتفون في صمت تحية للزعيم جيفكوف، بالروح بالدم. كان الجميع اشتراكيين في بلغاريا إلا الزعيم جيفكوف، فقد تبين أنه شريك للبريطاني السيئ الصيت روبرت ماكسويل. وكان في صوفيا «مول» ضخم يدعى «تسوم» مؤلف من خمسة أدوار، فارغ حتى من الفضوليين أو المتنزهين، وأحدث البضاعات المعروضة فيه مصنّعة قبل أربعين عاما. أي كان يمكنك أن تشتريها على أنها «أنتيكا» غالية السعر في أي بلد آخر. وعلى سيرة الـ«أنتيكا» فإن أولغا، ابنة سفيتلانا الأميركية، تعيش - تحت اسم آخر، هربا من كل الماضي - من مخزن صغير تبيع فيه الأشياء العتيقة والرخيصة الثمن.

ماذا تفضل، صوفيا الفارغة والهادئة، أم صوفيا اليوم، المليئة بالمافيا والفقر؟ موسكو الهادئة الآمنة أم موسكو المليئة بالمشردين والسكارى؟ أنا أفضل الدنمارك.