النهار
الأربعاء 20 أغسطس 2025 08:05 صـ 25 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

وداعاً2013 عام الدم والثورة

عام 2013  ها هو يرحل تاركاً خلفه بصمات عصية على النسيان.. دماء وأشلاء ..انتصارات وانكسارات ...أحداث عامِ سيذكره التاريخ فى مصر بأوصاف متعددة وسيقف أمامه طويلاً ..بحثاً عن أجابات لأسئلة مصيرية مثل كيف تخلصت مصر من حكم الإخوان الذى قدر له الأمريكان أن يدوم خمسة قرون بينما تصور التنظيم العالمى أنه بداية تحقق مشروع الخلافة الخاص بهم ؟ وبأى تكلفة تم هذا الخلاص ؟  ثم كيف مضت مصر مابين الدم والأرهاب  ومؤامرات الخارج وعنف الداخل تبحث عن مستقبلها وفق خارطة جديدة للمفارقة حملت اسم خارطة المستقبل  ؟ فعلى مدار العام توالت الكثير من الأحداث التى أثرت فى مصر والعالم من حولها.. بعضها بالسلب وبعضها بالإيجاب.. سواء كانت هذه الأحداث سياسية أو اقتصادية، فنية أو علمية أو حتى اجتماعية أو رياضية، ما بين طريفة و حزينة.. صعدت شخصيات وسقطت أخرى..

رحلت أنظمة وجاءت أخرى.. تناثرت ابدان وارواح اشلاء وولدت أخرى من رحم المعاناة.. عام حافل بالقصص والحكايات.. بالمشاهد والشواهد التى يصعب رصدها جميعا ..لذا حاولنا أن نرصد لكم بعضها .. ابرزها ..ما قد يبدو مفيداً منها...  هو ليس كل حصاد عام 2013  ولكنه بعضه.. أبرز ما جرى من أحداث أسعدتنا وأخرى أحزنتنا ...التفاصل فى سطور هذا الملف  .

ملخص بالتواريخ والأحداث لـعام من العنف بامتياز

ما أكثرها الحواداث التى شهدها العام 2013 وللمفارقة معظمها - إن لم يكن كلها -  كان يتسم بالعنف ما يجعل العام 2013 من أكثر الأعوام فى سجل العنف والعنف المضاد فى مصر من بدايته وحتى نهايته وربما سيرث منه العام 2014 هذا الميراث البغيض بحسب كل المؤشرات التى رصدناها ..وقد حرصنا على ترك بعض الأحداث دون تعليق انحيازاً منا للحقيقة قدر المستطاع فى مناخ يصعب فيه الوصول إلى الحقائق كاملة فإلى التفاصيل :-

24- يناير 2013:

 بدء موجة جديدة من العنف بين المتظاهرين والشرطة عشية الذكرى الثانية لثورة 25 يناير التى أطاحت بمبارك. وقد سقط  فى هذه المواجهات حوالى ستين قتيلا خلال أسبوع أكثر من 40 منهم فى بور سعيد بعد صدور حكم بالإعدام بحق 21 مناصرا للنادى المصرى لكرة القدم بتهمة ضلوعهم فى أعمال عنف بعد مباراة رياضية ضد فريق الأهلى  راح ضحيتها (74 قتيلا  فى فبراير 2012).

- 19 إبريل:

 سقوط أكثر من مئة جريح خلال مواجهات فى القاهرة بين مؤيدين ومعارضين لحكم محمد مرسي.

- 2 يونيو:

 القضاء يصدر قرارا يلغى بموجبه مجلس الشورى الذى يتولى السلطة التشريعية بغياب مجلس الشعب وكذلك إلغاء اللجنة التى صاغت الدستور. وأكدت الرئاسة أن مجلس الشورى الذى قام بدور تشريعى بعد قرار القضاء بحل مجلس الشعب، سيستمر فى ممارسة عمله حتى إجراء انتخابات تشريعية جديدة وأن القانون الأساسى لا يمس.

- 30 يونيو:

تظاهرات حاشدة ضد الرئيس محمد مرسى وقد اشتعلت هذه المظاهرات فى القاهرة وفى عدة مدن أخرى تحت هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام» وهو الشعار الذى أطلق ضد حكم مبارك من قبل .

- 3 يوليو:

 الجيش يطيح بمرسى استجابة للمتظاهرين ويستبدله برئيس المحكمة الدستورية حتى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ويقرر تعليق العمل بالدستور، كما أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي.... ما جرى اعتبره البعض أنه خلاص من الحكم الإخواني، واعتبرها البعض الآخر  « إنقلاباً « و بداية لدوامة عنف جديدة

- 4 يوليو:

 أدى المستشار عدلى منصور اليمين الدستورية كرئيس انتقالى لمصر إلى حين تنظيم انتخابات رئاسية، فى مبنى المحكمة الدستورية العليا فى ضاحية المعادي، جنوب القاهرة.

أعقب ذلك صدامات فى الشوارع بين مؤيدى مرسى ومعارضيه، وتم إصدار مذكرات توقيف بحق العديد من قيادات الإخوان والتيارات الإسلامية، وأعلنت الإخوان عن استمرار اعتصامى رابعة والنهضة.

5 يوليو:

 ظهر الدكتور محمد بديع المرشد العام لجامعة الإخوان المسلمين بميدان رابعة، وطالب بتعبئة الملايين دفاعا عما أسماه بشرعية الرئيس المعزول.

7 يوليو:

خرجت حركة تمرد لتدعو من جديد للنزول إلى الشارع، للتأكيد على مكتسبات 30 يونيو وخرج مئات الآلاف إلى شوارع القاهرة والمحافظات من جديد.

8 يوليو:

فى هذا اليوم وقعت حادثة الحرس الجمهورى التى راح ضحيتها العشرات من أنصار مرسى وبعض أفراد الجيش والشرطة .

9 يوليو:

 إصدار إعلان دستورى يحدد إطار الانتقال السياسى والاستحقاقات الانتخابية، وتم تعيين دكتور حازم الببلاوى رئيسا للوزراء.

16 يوليو:

 تشكيل حكومة الببلاوى والتى استمر فيها الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع ونائباً أول لرئيس الوزراء .

26 يوليو:

 امتلأت الشوارع بمن خرجوا تلبية لنداء الفريق السيسى وذلك لتفويض القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب، كما خرجت مظاهرات مؤيدى مرسى فى العديد من المحافظات.

نهاية يوليو:

الحكومة تعطى الضوء الأخضر لفض اعتصامى رابعة والنهضة.

وطوال شهر أغسطس استمرت الاعتصامات وزادت حدة الاشتباكات بين المؤيدين وقوات الأمن.

14 أغسطس:

بدأت قوات الأمن فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، وقالت إنها عثرت على أسلحة وسط المعتصمين، وسقط المئات من الضحايا بين قتلى ومصابين بإصابات خطره ، بينما قتل عدد من الضباط والجنود فى حالة الفض. قد أوقعت هذه الأحداث 578حولى قتيلا ونحو 4200 مصاباً بحسب البيانات الرسمية بينما تحدث الإخوان وأنصارهم عن آلاف القتلى فى أرقام تترواح بين الألفين والستة آلاف

«9 أكتوبر 2013»:

مظاهرات بمناسبة الذكرى الثانية لأحداث ماسبيرو حيث قامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين المشاركين فى إحياء الذكرى، وقامت بفض المسيرة بالقوة.

- 13 أكتوبر 2013:

قامت قوات الأمن باستخدمم القنابل المسيلة للدموع لتفريق مجموعات الأولتراس، الذين حضروا لاستقبال بعثة النادى الأهلى لكرة اليد القادمة من المغرب فى مطار القاهرة.

- 10 نوفمبر 2013:

 قوات الأمن تتعامل بعنف مع الجماهير قبل مباراة الأهلى وأورلاندو الجنوب إفريقى فى نهائى دورى الأبطال، وقامت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريقهم، كما اعتدى على عدد منهم بالعصي، الأمر الذى نتج عنه إصابات عديدة بين المشجعين.

- 16 نوفمبر 2013:

فضت قوات أمن الغربية، اعتصام عمال شركة سمنود للوبريات والملابس بالقوة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وهو ما أصاب العشرات باختناقات.

- « 19 نوفمبر 2013:

اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بالتحريرفى الذكرى الثانية لأحداث «محمد محمود ، وقوات الأمن تطلق الخرطوش والغاز المسيل للدموع بكثافة، وسقوط قتيل وعشرات المصابين.

- العنف قى الجامعات

منذ انطلاق الدراسة بالجامعات فى اكتوبر وحتى كتابة هذه السطور توالت المظاهرات فى الجامعات وقد سقط فى العديد منها قتلى ومصابين سواء فى جامعة القاهرة أو الأزهر أو المنصورة أو اسيوط أو غيرهم من الجامعات ولا يزال العنف رغم بدأ الامتحانات يخيم الوضع هناك. 

المصريون  فى جوجل عام 2013 بحثوا السياسة والرقص والمسلسلات

بحسب «جوجل» محرك البحث الشهر على الإنترنت فإن نحو 36 مليون مصرى  فى عام 2013 بحثوا عبر الإنترنت عن ترفيه درامى أو غنائي، وأحياناً عن حوادث سياسية دموية نالت من مشاعر الجميع. الغريب أن مسلسلات رمضان تبوأت المكانة الأولى، وبعدها الأغنية الأكثر إثارة لغضب محبى جماعة الإخوان «تسلم الأيادي»، والتى تسببت فى حوادث قتل، واعتداء ، وتكسير سيارات ارتكبها محبو الجماعة انتقاماً من مستمعيها. فيما أتى البحث عن نتيجة الشهادة الابتدائية فى المركز الثالث، وتلتها وزارة التموين حيث البحث  عن سبل الحصول على المواد التموينية المدعمة، واسطوانات الغاز المهربة.

ومن التمرد على غول الغلاء، إلى التمرد على غول «الإخوان» حيث تبوأت حركة «تمرد» الشبابية المكانة الخامسة فى العبارات الأكثر بحثاً فى مصر، وبعدها جاءت جماعة «بلاك بلوك» التى ظهرت فجأة واختفت من دون أن يعلم أحد شيئاً عن عضويتها أو ماهيتها سوى ما أعلنه أعضاء ينتمون إليها إنهم جاؤوا ليدافعوا عن المصريين من سطوة الإخوان.

لم تمتد سطوة الإخوان نتيجة قرعة الحج التى تبوأت المركز السابع، وبعدها حادث قطار البدرشين الذى أدمى قلوب المصريين. ومن مسلسل الإهمال والفساد إلى أسطورة «الشرعية» ووهم «الشريعة» حيث جاء البحث عن «رابعة العدوية» فى المركز التاسع، سواء من قبل من يرفعون أصابع أردوغان الأربعة حباً وتأييداً أم ممن يمقتونها كرهاً وتنديداً. وأتى البحث عن «نتيجة الإعدادية» فى المركز الأخير لتعكس عبارات المصريين الأكثر تداولاً على «غوغل» توازناً طبيعياً بين طرفى نقيض الترفيه والتسييس. أبرز من جمع بين الترفيه والتسييس تبوأ مكانة الصدارة فى قائمة الشخصيات الأكثر تداولاً وبحثاً على «جوجل» فى مصر وهو الإعلامى الساخر باسم يوسف. ويستمر المصريون فى قدرتهم على الإدهاش حيث تبوأت الراقصة المثيرة للجدل «صافينار» المكانة الثانية، وتلاها كل من نجمَى «آراب أيدول» أحمد جمال ومحمد عساف، وحل وزير الدفاع والإنتاج الحربى المصرى الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى المركز الرابع.

حكاية صورتان للعام فى مصر

بحسب مجلة « تايم « فإن من بين أبرز صور 2013 فى مصر  صورتان من الاحتجاجات الكثيرة التى مرت بها مصر خلال هذا العام، فالصورة الأولى لميدان التحرير مضيء بالألعاب النارية احتفالاً بعزل الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى فى يوم 3 يوليو الماضِي.

و الصورة الثانية لامرأة مصرية توقف أمام جرافة عسكرية خلال الاشتباكات التى اندلعت بين قوات الأمن ومؤيدى محمد مرسى خلال فض اعتصام رابعة العدوية فى يوم 14 أغسطس.

انطلاق قناة رابعة بكلمة قرضاوية تفيض بالتحريض

قبل أن يسدل الستار على عام 2013 افتتحت رسميا فى تركيا قناة «رابعة» التابعة للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين بكلمة ليوسف القرضاوى رئيس اتحاد العلماء المسلمين، حرض فيها المصريين على الوقوف ضد ما سماه «الانقلاب العسكري» فى مصر ومناصرة الجماعة فى العودة إلى السلطة.

وأعلنت الجماعة فى أوائل ديسمبر عن إطلاق القناة لتكون لسان حال الجماعة فى الوقوف ضد السلطات الجديدة فى مصر التى تولت الحكم بعد عزل الجيش للرئيس الإخوانى محمد مرسى فى الثالث من يوليو اثر مظاهرات حاشدة طالبت برحيله.

ودعا القرضاوى فى كلمة بمناسبة افتتاح القناة إلى «الصمود» بمواجهة ما يسميه  «الانقلاب العسكري» فى مصر. وقال القرضاوى فى كلمته عبر رابعة خلال افتتاح بثها الرسمى من تركيا «أدعو جموع المصريين والعرب والمسلمين وأحرار العالم، إلى العمل على دحر الظلم والعدوان» فى مصر . وأشار القرضاوى إلى أن ما حدث فى رابعة والنهضة «مجزرة لم يرتكبها نظام ضد شعبه».

وكان القرضاوى أعلن قبل نحو أسبوعين استقالته من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وشن هجوما عنيفا على شيخ الأزهر.

وتحمل القناة شعار «رابعة» بلونيه الأصفر والأسود، حيث شهد ميدان رابعة العدوية اعتصامًا لمؤيدى جماعة الإخوان المسلمين انتهى بفضه من قبل قوات الأمن المصرية، ما أوقع مئات القتلى.

وكان رئيس الوزراء التركى الإسلامى رجب طيب أردوغان أول من أطلق شعار «رابعة» بعد تدخل قوات الأمن والجيش لإخلاء الميدان.

وظل رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان طوال الأشهر الماضية يطلق التصريحات المناهضة للقيادة الجديدة فى مصر، حتى انه دعا الى تدخل أممى فى مصر لصالح جماعة الإخوان المسلمين.

ويقول مراقبون إن قيام جماعة الإخوان بإطلاق قناة تلفزيونية من تركيا، يفضح العلاقات المريبة التى تقيمها هذه الجماعة السياسية مع الخارج وطبيعة دورها كأداة فى أيدى قوى خارجية تبحث لها عن موطئ قدم فى مصر.

 

خاتمة سجن لمؤسس 6 أبريل ودومة ومحمد عادل

أخر ما كان يتوقعه على الأقل أحمد دومه ثالث الثلاثة الذين سجنوا فى ختام 2013 مع مؤسس 6 أبريل أحمد ماهر وزميله محمد عادل هو صدور حكم بسجنهم بتهمة التظاهر والتعدى على الشرطة حيث  قضت محكمة جنح عابدين الأحد الماضى بالسجن ثلاثة أعوام على الثلاثة نشطاء بتهم المساس بالأمن وتنظيم تظاهرة غير مرخصة

الحكم الذى صدر ضد كل من النشطاء السياسيين أحمد دومة وأحمد ماهر ومحمد عادل،  كان سببه اتهامهم فى أحداث الشغب والتعدى على قوات أمام محكمة عابدين وتنظيم مظاهرة دون إخطار السلطات المختصة بذلك»، وهو ما يتعارض مع قانون التظاهر الجديد الذى جرى إقراره الشهر الماضي

ويعد الحكم على النشطاء الثلاثة الأول بحق نشطاء غير إسلاميين منذ عزل  محمد مرسى مطلع يوليو االماضى. وقد لعبت حركة 6 إبريل التى أسسها أحمد ماهر دورا بارزا فى المظاهرات التى أسقطت حكم مبارك عام 2011 .

وشارك أحمد دومة أيضا فى التظاهرات الحاشدة آنذاك كما عارض حكم الرئيس السابق مرسى وصدر بحقه حكم بالسجن ستة أشهر بتهمة إهانة رئيس الجمهورية .

وتعود القضية إلى مظاهرة غير مرخصة نظمها ماهر وانضم لها عادل ودومة أمام محكمة عابدين فيما سلم ماهر نفسه للنيابة العامة التى أصدرت مذكرة توقيف بحقه لدعوته لتظاهرة غير مرخصة أخرى. وفى نهاية نوفمبر الماضي، أصدر الرئيس المصرى المؤقت المستشار عدلى منصور قانونا بشان التظاهرات والتجمعات العامة نددت به منظمات حقوقية معتبرة أنه يقيد الحق فى التظاهر وفى الإضراب.

ويلزم القانون الذى دخل حيز التنفيذ منظمى التظاهرات إبلاغ السلطات قبل ثلاثة أيام عمل على الأقل من موعدها.