الجمعة 29 مارس 2024 10:04 صـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
إصابة زوجين وأبنائهما الثلاثة إثر تصادم سيارة مع كارو في قنا.. بالأسماء برومو فيلم «شقو» لعمرو يوسف يحقق 6 مليون مشاهد بعد طرحه ب 24 ساعة اللواء اركان حرب مجدي شحاته احد ابطال حرب اكتوبر متحدثا للنهار عن اخر تطورات الاوضاع في الشرق الاوسط والعالم : شباب حزب الجيل الديمقراطي يشاركون بفاعلية في ملتقي شباب العالم بيومي فؤاد: إحنا بتوع فلوس وبروح السعودية أشتغل علشان أخد فلوس ”المعلم” يتصدر قائمة مسلسلات المتحدة الأكثر متابعة في رمضان غادة عبدالرازق تتعرض لحادث سير في «صيد العقارب» وتفاعل واسع على مواقع التواصل بعد مشهد القتل بدم بارد في الحلقة 18 من الحشاشين.. سوزان نجم الدين تتصدر ترند ”أكس” 800 متسابق ومتسابقة في حفظ القران الكريم بمركز شباب ديرب الخضر بينهم أب ونجليه.. إصابة 5 أشخاص من أسرة واحدة إثر انقلاب ملاكي في قنا.. أسماء مكتبة الإسكندرية تحتفل بيوم اليتيم اقامة بطولة تنس ضمن فعاليات الدورات الرمضانية لمهندسي الإسكندرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: فقدان الذاكرة

أسامة شرشر
أسامة شرشر

في أسبوع حزين ضمن مسلسل الأيام السوداء التي تمر بها مصر الآن لا أحد يصدق في الداخل أو في الخارج أن هذا يجري في مصر المحروسة، من فوضي وصدامات ودم وقتلي وكأننا نصارع ونحارب استعمارا جاء من كوكب آخر، لايمت إلي الأرض والوطن والدين بصلة علي الإطلاق، وكأنه فقدانا للذاكرة التي تمر بها البلاد في لحظة خطيرة تمر بها مصر!!


وأصبح الرصاص هو لغة الحوار، والخراب هو لغة أشباه الثوار، والدم هو ضريبة الطرف الثالث أو اللهو الخفي أو المجهول الذي لايعرفه أحد، وكأن قدر مصر أن تنتقل من مشهد إلي مشهد ومن صدام إلي صدام، ومن حريق إلي حريق ومن دم إلي دم ومن قطع طرق إلي ترويع الناس.


وكأن الشخصية المصرية العبقرية التي حدثنا عنها جمال حمدان في «عبقرية في مصر» أصبحت لا وجود لها الآن، وأصبحت شخصية تميل إلي العنف والبلطجية والقتل والهدم ومحو حضارة وتاريخ وطن، الوطن الذي لم يمر من قبل بهذه المرحلة الحرجة، والدخيلة علي أخلاقنا وعاداتنا وثقافتنا.


للأسف الشديد هذه الثورة أفرزت أسوأ ما فينا وعرت وفضحت كثيراً من المدعين الذين سقطت عوراتهم أمام مطامعهم وشهواتهم السلطوية، للتفريط في حدود الوطن، وضرب كل المؤسسات التي تعبر عن قوة مصر الناعمة سواء كانت إعلامية أو قضائية أو تفريغ الأزهر من وسطيته واعتداله، أو من الهجوم البربري علي الكاتدرائية التي تمثل رمزا للأقباط في مصر وفي العالم وكأن المقدسات الدينية «إسلامية أومسيحية» أصبحت هدفا للمأجورين الذين فقدوا عقلهم بالاعتداء علي الأزهر الشريف والكنيسة، التي عاشت علي مدار عقود من الزمان رمزا حقيقيا للتوحد والوطنية المصرية.


وما يجري الآن في مصر يجر البلاد والعباد إلي مستنقع اللادولة والقفز علي القانون والأعراف والعادات والتقاليد المصرية والسؤال الذي يتردد علي كل لسان في مصر والشارع العربي ماذا يحدث في مصر؟! ومن المسئول عن كل ذلك؟!


وما جري في «الخصوص» شيء لايصدقه عقل أن تتحول قرية في دقائق إلي حرب أهلية بين المسيحيين والمسلمين بسبب، كما يقال، رسومات لا تقدم ولا تؤخر، وكأن الأصابع الداخلية التي أعلن عنها مرسي تفعل ما يطلبه رئيس الدولة، المسئول الأول أمام الشعب عما يجري من صدامات ودماء في هذه الأماكن، الآمن أهلها ونريد تفسيرا من مؤسسة الرئاسة حول: لماذا ذهب مرسي إلي طلبة المدينة الجامعية بالأزهر ولم يذهب إلي أي مكان آخر حدث فيه قتل وسفك دماء علي أرض هذا الوطن؟!.. ولماذا لم يذهب رئيس الجمهورية إلي الكاتدرائية ويعطي تعليماته إلي الشرطة أن تتعامل بحسم مع الخارجين عن القانون أو من يحاولون بذر بذور الفتنة الطائفية لسفك الدماء؟
ولماذا اتهم الاقباط الشرطة بالتصيعد أمام الكاتدرائية، والسماح للمتواجدين بالهجوم علي هذا المكان حتي قال البابا تواضروس الثاني علي أحداث الكنيسة أننا ننتظر عدالة السماء؟!.. ولا تعليق!!


ولماذا الهجوم الشديد المفخخ علي الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الذي لقن أحمدي نجاد درسا في احترام الشيعة لأهل السنة، فلا يمكن أن يسب آل البيت وكان موقفه الوطني معبرا بصدق عن الشعب المصري كله، وأهل السنة من المحيط للخليج!


فالرجل الذي حصل علي جائزة الشيخ زايد الدولية وستكرمه دولة الإمارات، والشيخ خليفة بن زايد، يوم 28 أبريل الجاري في العاصمة أبوظبي علي هامش معرض الكتاب كرمز للاعتدال والوسطية والتسامح الحقيقي للدين الإسلامي العظيم، وقد سبقه إلي هذه الجائزة قامات تفخر بها مصر والعالم الإسلامي من أمثال الدكتور محمد الغزالي، وفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي فالعالم يكرمهم لعلومهم وأدبهم وتواضعهم ، ونحن للأسف الشديد نهدم هذه القمم العلمية والعالمية من خلال تشويهها ومحاولات الإخوان فرض عزلها، وتدبير المكائد لها لتشويهها، فبالله عليكم هل حدث هذا في أي مكان بالعالم؟!


كل هذه المعطيات كانت دافعا للبعض أن يعلن عن رفضه لهذه المخططات والسيناريوهات السوداء التي تحاك لاستبعاد الكفاءات والشرفاء في هذا الوطن حتي أصبحوا غرباء داخل أوطانهم؟!


وهنا أجد نفسي أمام تفسير واحد وليس تفسيرا تآمريا ولكنه يعطي إشارات ودلالات واقعية لما يجري حاليا وهو أن مؤسسات الدولة بدءا من الرئاسة ومكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة، والحكومة قد فقدت الذاكرة الوطنية في التعاطي مع الأحداث التي تشهدها البلاد؟!


ولست مبالغا إن قلت أنهم قد يكونوا قد غيبوا هذه الذاكرة عن عمد، حتي أصبحت كأنها مفقودة، ليواصلوا مخططاتهم في الإطاحة بكل القمم العلمية والشخصيات الوطنية وتشويه كل الرموز وإعطاء صورة ذهنية للعالم الخارجي أن مصر وشعبها غير مؤهل لممارسة الديمقراطية فلذلك هم يقومون بالتنازل عن الأراضي والحدود وتشييع البلد، للسيطرة علي منابع ومخارج ومداخل وشوارع المحروسة ويستخدمون العصا الأمنية لفرض سياسة الأمر الواقع.
فمصر الآن أصبحت شبه معزولة عن عالما العربي والإقليمي وأصبحت خارج الخدمة في زمن الإخوان!!