النهار
الجمعة 19 سبتمبر 2025 12:32 صـ 25 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
السفير عبدالله الرحبي يعلن تفاصيل الدورة الثالثة للمعرض الدولي للتمور والعسل 45 دولة وأكثر من 1300 عارض وعلامة تجارية يجتمعون في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي جامعة طنطا تكرم أوائل الثانوية العامة من أبناء الغربية وتؤكد دعمها للمتفوقين الصحة تثقل مهارات الصحفيون الطبيون.. وورش مكثفة لتعزيز الوعي بالصحة الإنجابية ورؤية مصر 2030 سياسيون وأحزاب: البرلمان لن يشهد تغيرًا كبيرًا الفترة القادمة القائم بأعمال رئيس جامعة مدينة السادات يوجّه الشكر لوزير التعليم العالي ويؤكد مواصلة مسيرة التطوير شركة البناء العربي تُعلن عن خصومات حصرية 100 ألف جنيه لأعضاء النقابات المهنية بمعرض إسكان نقابة التجاريين برلماني: الوحدة الوطنية خط الدفاع الأول في مواجهة حملات التحريض والتشويه منصة إلكترونية جديدة لتسهيل إجراءات الحصول على الوحدات البديلة العالم على حافة الحرب: الصين تعلن خطوطها الحمراء وتضع أمريكا أمام معركة القرن ”كنز” تحتفل بثلاث سنوات من النمو والتأثير المجتمعي عبر حملتها الجديدة ”كنز تالت ومكمل” سفارة المكسيك بالقاهرة تحتفل باليوم الوطني والسفيرة تشكر مصر وتؤكد على تعزيز التعاون البيني

مقالات

بلطجيات فى مولد ”سيدى المرشح”

كنت أفرح بالانتخابات( خصوصاً انتخابات مجلس الشعب) وأنا شاب فى قريتى زمان( مش زمان أوى) .. كانت فرصة لاستعراض عضلات العيال الأفندية أمثالى.. ولا زلت أذكر كيف كان المرشح مجبراً على المرور على مركز الشباب باعتباره بوابة القرية.. وفى المركز يجلس مؤدباً مهذباً مضطراً للابتسام فى وجوه الشباب وهم يلقون على مسامعه الأسئلة الحرجة من قبيل : لماذا لا نراك إلا كل انتخابات وماذا لديك للبلد.. وكنا نحرص أيامها على أن يكون البيبسى من ميزانية مركز الشباب ( لم نكن فى ذلك الوقت نمتلك ترف أن يكون على حسابنا).. وأذكر أن معظمنا كان يأخذ موقفاً هجومياً من مرشح الحكومة كموقف سياسى أولابتزازه لكى يتبرع لمركز الشباب أو مكتب البريد ( أظن أنه لم يرى النور حتى الآن) أو لفرش المساجد وكانت كلها طلبات متواضعة، أما مرشح المعارضة فقد كان يلقى منا كل ترحيب ولا زلت أذكر كيف كنا نستقبل السيدة شاهندة مقلد استقبال الأبطال.. ورغم كل هذا الوعى كان يقمعنا صوت أحد العقلاء الذى يطالبنا بتأييد مرشح الحكومة أو على الأقل عدم الإعلان عن معارضته حتى تحصل البلد على شيء من الخدمات التى تحتاجها وما أكثرها.. ولم تكن اللعبة تنطلى على مرشح الحكومة الذى يضمر فى داخله دون أن يجرؤ على التصريح حرمان قريتنا المحرومة أصلاً من أى خدمة فى متناول يده بل إنه كان يحرص على توجيه أى خدمة مرصودة لقريتنا إلى أى قرية مجاورة انتقاماً من مجلس التأديب فى مركز الشباب.** هذا الموقف النهضوى الواعى الذى لا زلنا نجتره كلما التقينا فى البلد لم يكن يمنع وجود مستفيدين وهتيفة ( الهتيفة هم الذين يهتفون باسم المرشح ولا مانع من قصيدة عصماء أو وصلة رقص أمام موكبه .. مرشح الحكومة طبعاً) لكن استفادة هؤلاء الهتيفة لم تكن تتجاوز ابتسامة رضا من المرشح أو عشوة دسمة على بابه أو ( بكتيره) قرشين لم يكونوا يتجاوزون عشرة جنيهات أو وظيفة عامل فى مستشفى أو جمعية زراعية وكانت الوظائف متوفرة أصلاً.. وهذه الرشوة الانتخابات المتواضعة كانت تتم فى الخفاء وإذا شاع أمرها ينفيها بشدة من يحصل عليها أو يبررها وهو يتوارى عن الأنظار بالمثل المعروف ( الشعرة من جلد الخنزير نعمة)** أما الآن فالانتخابات موسم للكثير من الأشخاص والمهن .. وكم سعدت حين جلست مع شاب يعمل فى مكتب محامى مشهور واستمعت إليه بإنصات وهو يقول أن الحملات الانتخابية أصبحت علماً لا يجيده إلا المتخصصون وأن فى المكتب الذى يعمل به قسم لإدارة الحملات الانتخابية لحساب المرشحين .. وحكى لى الكثير عن التفاصيل التى تكشف عن تمرسه فى هذا المجال.. وكيف تنقسم الحملة الانتخابية إلى مراحل وكل مرحلة لها ميزانيتها والقائمون على تنفيذها ولم يغرق كثراً فى تفاصيل توظيف إمكانات البلطجية ومروجى الشائعات وغيرهم من ممتهنى الأعمال القذرة واعتبرها شىء لزوم الشئوتوقف الفرح فى حلقى حين سألته عن العائد الذى يحصل عليه وأخبرنى أن الكعكة يلتهمها المحامى المشهور صاحب المكتب ولا يبقى له هو وزملاؤه إلا الفتات..** مر حوالى شهرين على هذا اللقاء .. ورغم كلامه المقنن عن توظيف البلطجية وأصحاب السوابق وغيرهم من الخارجين على القانون فى الحملات الانتخابية إلا أننى اعتبرته مبالغاً فيما ذهب إليه وظللت على قناعتى بأن مثل هذه السلوكيات حالات معزولة وفردية إلى أن قرأت شيئاً من دراسة ممتعة أعدها اللواء رفعت عبد الحميد خبير العلوم الجنائية حول البلطجة والفوز بالانتخابات.** لم يكن مفاجئاً لى ما ذكره هذا الخبير صاحب الأسلوب الساخر عن أن قائمة المستفيدين من موسم الانتخابات أصبحت تضم الكثير من الفئات مثل أصحاب محلات الفراشة وتجار المواد الغذائية والجزارين وأصحاب المقاهى والخطاطين وأصحاب المطابع وحتى مفاتيح الدائرة وهم الأشخاص الذين يسيطرون على عدد كبير من الأصوات لاعتبارات قبلية أو لوجاهة اجتماعية أو لأسباب حزبية.** المفاجئ والممتع فى دراسة اللواء رفعت عبد الحميد الذى يحمل عنوان البلطجيات البلطجة مؤنث بلطجى مثلما الليدى جارد ، مؤنث بودى جارد) وقد قسمت الدراسة البلطجيات إلى خالتى شر الطريق نفتالين بليه سكسكه- عضلات- خلافات- سم الفأر- وهذه ليست أسماء بل وظائف لكل وظيفة مؤهلاتها واختصاصاتها .. وعمد اللواء رفعت عبد الحميد إلى تقسم آخر حسب المستوى فهناك البلطجيات العاديات ومهامن هى: تحرش جنسى .. أما بلطجيات الطلب الممتاز فإن مهامهن هى الردح وقلة الأدب والكومبارس والتحرش الجنسى وهتك العرض.. أى والله هتك العرض.** ولأن اللواء رفعت خبير فعلاً فقد كشف عن أسعار خدمات البلطجية والبلطجيات شاملة العلاج والحبس الاحتياطى والسجن.. والقائمة كالتالى:1- ردح سادة ( نشيد تتشالى تتهبدى) : 800 جنيه2- ردح + قلة أدب : 1600 جنيه3- فضيحة بجلاجل داخل نطاق العمل: 3000 جنيه4- فضيحة بدون جلاجل: 250 جنية5- هتك عرض : 5000 جنيه6- تحرش جنسى :700 جنيه7- اهانة بالموسيقى والأغانى ( بودعك آخر وداع) : 500 جنيه فى الساعة8- ضرب يفضى إلى الموت: 15000 جنيه9- استعمال آله حادة: 4000 جنيه10- ضرب بعاهة: 6300 جنيه وبدون عاهه : 500 جنيه11- تشويه بمواد كيماوية : 12000جنيه12- إسقاط مرشح منافس وجر شكل وإصابات مفتعله : 47000 جنيه13- زفة النجاح والحلاوة قبل الجلوس على الكرسى: 40000 جنيهوقائمة الأسعار تطول.. والمضحك حد البكاء التسهيلات المقدمة للمتعاقدين مع البلطجية والبلطجيات وتشمل مشاركة الفائزين والفائزات بعد حلف اليمين والجلوس على كرسى البرلمان فى الأنشطة الآتية : الفساد التربح- سرقة الأراضى- قرارات العلاج- قروض البنوك.** الأشد سخرية أن الدراسة كشفت عن ارتباط الأسعار بالموقف السياسى كالتالى:1- الدفع بالدولار لكوتة المرأة وسيدات المجتمع خصوصاً وأن الأمر قد يتطلب دس مخدرات فى جيب أو سيارة أو مكتب أو منزل المرشحة المنافسة للوزراء الحاليين والسابقين والحزب الوطنى2- أسعار نار لرجال الأعمال المرشحين لأول مرة وبالدولار لمن سبق له الجلوس على الكرسى3- أسعار بالاتفاق فى الدوائر الملتهبة والأكثر اشتعالاً وفى هذه الحالة تحديداً الدفع كاش4- أسعار مرشحى أحزاب المعارضة والمستقلين ثلاثة أضعاف مرشحى الحزب الوطنى5- أسعار خمس أضعاف لمرشحى الجماعات المحظورة ونواب قرارات العلاج والمهتمين فى قضايا المخدرات والقمار ونهب المال العام** وعمار يا مصر.. وبركاتك يا انتخابات.. ومن يدخل مولد سيدى المرشح مفقود ومن يخرج منه مولود ودستور يا أسيادنا.