درية شفيق تعود إلى الواجهة.. مكتبة القاهرة الكبرى تحتفي برائدة النسوية في ذكرى رحيلها الخمسين
في إطار اهتمام وزارة الثقافة بإحياء رموز التنوير والفكر المصري، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، نظمت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع المسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، ندوة ثقافية موسعة بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل الدكتورة درية شفيق، إحدى أبرز رائدات الحركة النسوية في مصر، وذلك مساء الأحد بمقر المكتبة في الزمالك.
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من الرموز الفكرية والأكاديمية، حيث تحدث كل من الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، والدكتورة هدى الصدة أستاذة الأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة القاهرة، والدكتورة هالة كمال أستاذة الأدب الإنجليزي ودراسات الجندر بكلية الآداب جامعة القاهرة، بينما أدار اللقاء وقدّمه الدكتور خالد الخميسي رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى.
وحضر الفعالية عدد من الشخصيات العامة والقيادات الثقافية والسياسية، من بينهم الدكتور منير فخري عبد النور وزير السياحة الأسبق، والسفير خالد عزمي، والدكتور محمد أبو الغار، والسياسي القانوني محمد طلعت السادات، والمهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق، إلى جانب عدد من أفراد أسرة الدكتورة درية شفيق، وفي مقدمتهم ابنتاها الدكتورة جيهان رجائي والدكتورة عزيزة رجائي، فضلاً عن جمع كبير من المثقفين والكتاب والإعلاميين وأصحاب الرأي، وذلك بإشراف الأستاذ يحيى رياض مدير عام المكتبة.
وجاءت الندوة متزامنة مع إطلاق ومناقشة كتاب «درية شفيق.. امرأة مختلفة» للكاتبة الأمريكية سينثيا نلسون، الصادر عن دار الشروق، والذي يتناول سيرة درية شفيق بوصفها نموذجًا استثنائيًا لامرأة اختارت أن تصنع حياتها بإرادة حرة وتخوض معاركها الفكرية والاجتماعية في مواجهة قوى الرجعية والتهميش. وتخلل اللقاء عرض بصري لعدد من الصور النادرة والمواد التوثيقية التي رصدت محطات بارزة في مسيرتها الإنسانية والنضالية.
وفي مقدمة الكتاب، تصف سينثيا نلسون درية شفيق بأنها «امرأة أرادت لحياتها أن تكون تحفة فنية»، معتبرة أن قصتها تمثل صراعًا فرديًا شجاعًا في مواجهة تحديات ثقافية ودينية وسياسية، ولقاءً عميقًا بين وعي إنساني نسوي تشكل في إطار القيم الإسلامية والإنسانية، وبين صحوة الهوية القومية المصرية في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وتعد درية شفيق واحدة من أبرز رموز تحرير المرأة في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، إذ ارتبط اسمها بنضال المرأة المصرية من أجل الحقوق السياسية، ويُنسب إليها دور محوري في حصول المرأة على حق الانتخاب والترشح وفق دستور عام 1956. كما أسست عددًا من الدوريات الثقافية والأدبية، وكان لها نشاط وطني لافت ضد الوجود البريطاني، حيث شاركت في تنظيم جهود نسائية للمقاومة بمنطقة قناة السويس.
وُلدت درية شفيق في مدينة طنطا عام 1908، وسافرت ضمن بعثة تعليمية لوزارة المعارف إلى فرنسا، حيث حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1940 عن أطروحتها «المرأة في الإسلام»، قبل أن ترحل عن عالمنا عام 1975، تاركة إرثًا فكريًا ونضاليًا لا يزال حاضرًا في الوعي الثقافي والنسوي المصري حتى اليوم.


.jpg)

.png)















.jpg)



