”التضامن” و”القومي للإعاقة” يشهدان تدشين مبادرة شاملة للأطفال

شهد ممثلون من وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للإعاقة فعاليات المؤتمر الأول لعلاج وتأهيل أطفال الشلل الدماغي، والذي نظمته جمعية واحة نور الحياة المتخصصة في علاج وتأهيل ورعاية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي. وجاء المؤتمر لإطلاق مبادرة الكشف المبكر عن المرض وسرعة علاجه عبر تطوير 16 مركزًا على مستوى الجمهورية لتقديم العلاج والتأهيل للأطفال بالمجان.

وأكد خليل محمد، رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة التضامن الاجتماعي، أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا بالغًا بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى إصدار القانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة، وموجهًا نصيحته للأسر التي لديها أطفال من ذوي الإعاقة بضرورة الكشف المبكر، قائلًا: «لو تأخر اكتشاف الحالة، تتحمل الدولة نفقات أعلى بكثير».

وأوضح خليل أن الوزارة لديها برامج وأنشطة متعددة، يستفيد منها نحو مليون و200 ألف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة عبر برنامج الدعم النقدي "تكافل وكرامة" باعتمادات مالية تصل إلى 11 مليار جنيه سنويًا، إضافة إلى 561 هيئة تأهيلية تشمل حضانات ومؤسسات رعاية اجتماعية ومراكز تدريب لغوي وعلاج طبيعي، تقدم خدماتها لنحو ربع مليون شخص سنويًا.

من جانبه، أكد الدكتور محمد عبدالرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن التراث الإسلامي أولى اهتمامًا خاصًا بالأطفال ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن رعاية هؤلاء الأطفال ليست مجرد عمل خيري، بل التزام حضاري يعكس جوهر الإسلام في احترام الإنسان وتقدير قدراته. ونقل تحيات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف للحضور، مشيدًا بتفاعل ودعم مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز حقوق الإنسان وصناعة الحضارة البشرية.

وقال مصطفى الليثي، رئيس مجلس إدارة جمعية "واحة نور الحياة"، إن الجمعية تأسست قبل 15 عامًا بدافع إنساني وإيمان راسخ بأن كل طفل يستحق حياة كريمة، مؤكدًا أن كل طفل من ذوي الإعاقة هو طفلنا جميعًا. وأضاف: "نشكر كل شركائنا والداعمين، ووزارات التضامن الاجتماعي والصحة والشباب والرياضة والمجلس القومي لشئون الإعاقة على دعمهم المستمر".

وأشار الليثي إلى أن الجمعية انتشرت في 15 محافظة، وتركز بشكل خاص على محافظات الصعيد نظرًا لارتفاع نسبة الإصابة هناك، موضحًا أن الشلل الدماغي هو تلف وضمور في خلايا المخ يحدث نتيجة نقص الأوكسجين قبل أو أثناء أو بعد الولادة، ويسبب إعاقات حركية أو سمعية أو كلامية. وتشمل خدمات العلاج جلسات علاج طبيعي، تخاطب، تنمية مهارات وحواس، دعم أكاديمي ونفسي للأمهات، والعلاج المائي للأطفال لأول مرة.

وعن جهود الجمعية على مدار 15 عامًا، أكد الليثي أن الجمعية قدمت أكثر من 2 مليون خدمة للأطفال المصابين بالشلل الدماغي، شملت 473 ألف جلسة علاج طبيعي، 37 ألف روشتة علاجية، 11 ألف جبيرة، وعلاج 1838 طفلًا بشكل نهائي. وأوضح أن أحد أبرز التحديات هو ارتفاع تكلفة الجلسات، إذ يحتاج كل طفل نحو 67 ألف جنيه سنويًا، مشيرًا إلى حلم الجمعية بإنشاء مستشفى متخصص لعلاج أطفال الشلل الدماغي في كل محافظة، بدءًا من القاهرة ثم الصعيد.

من جهته، أكد دكتور صلاح فضل، مسئول التعليم بالمجلس القومي للإعاقة، أن الشلل الدماغي من أعلى الإعاقات في نسب الشفاء، مشيرًا إلى وجود أمل في الشفاء بعد صدمة الأهل، ووجه تحية لكل أم تسعى جاهدة لرعاية طفلها. وأوضح أن الإعاقة عبء يتطلب دعمًا نفسيًا وماديًا واجتماعيًا، مشيدًا بأن تجربة جمعية واحة نور الحياة تمثل نقلة نوعية في دعم الأطفال ذوي الإعاقة وخاصة مرضى الشلل الدماغي.