”بيئة وفن ومسؤولية: سمير شاهين يكشف كواليس الدورة الثانية لمهرجان الفيوم السينمائي”
يأتي مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة كأحد أهم الفعاليات الثقافية الصاعدة في مصر والمنطقة العربية، حيث استطاع خلال فترة قصيرة أن يرسّخ لنفسه حضورًا فنيًا وإنسانيًا مميزًا، قائمًا على رؤية تعتبر السينما أداة للتغيير والتوعية البيئية والاجتماعية. وفي دورته الثانية لعام 2025، يواصل المهرجان — برئاسة فريق يسعى لربط الفن بالمسؤولية المجتمعية — بناء منصته التي تجمع بين صناع السينما، والباحثين، والمبدعين الشباب، وجمهور يهتم بقضايا المناخ والهوية والإنسان.
التقينا في النهار بالأستاذ الدكتور "سمير شاهين" نائب رئيس المهرجان ورئيس مجلس الأمناء، لنقترب أكثر من رؤية المهرجان، ملامح دورته الحالية، وطموحاته المستقبلية.
وإلي نص الحوار:
في البداية حدثنا عن رؤية المهرجان والهدف الأساسي منه؟
تقوم رؤية مهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة على تقديم منصة عالمية تُبرز دور السينما في تغيير الوعي وتوجيه الأنظار إلى قضايا البيئة والإنسان المعاصر. ويعمل المهرجان على خلق مساحة تفتح المجال أمام التقاء صناع الأفلام والشباب المهتمين بالفنون والباحثين، في حوار يربط بين الإبداع والمسؤولية.
ويتمثل الهدف الأساسي للمهرجان في استخدام السينما كوسيلة لتسليط الضوء على التحديات البيئية الراهنة، وتشجيع إنتاج أعمال تحمل رسالة إنسانية وتطرح حلولًا مبتكرة، إلى جانب دعم المواهب الشابة عبر ورش وتدريبات وبرامج احترافية تمنحهم فرصة لصناعة أفلام قصيرة قادرة على المنافسة دوليًا.
وتسعى إدارة المهرجان إلى تحويل الفيوم إلى مركز عربي وإقليمي لصناعة السينما البيئية والفنون المعاصرة.
ما الذي يميز مهرجان الفيوم عن غيره من المهرجانات المتخصصة بالسينما البيئية؟
يتميّز المهرجان بأنه لا يقدّم السينما البيئية باعتبارها نوعًا سينمائيًا فحسب، بل كمنظور متكامل يجمع بين الفن المعاصر والبحث العلمي والتعليم والمجتمع المحلي. وتمنح محافظة الفيوم نفسها المهرجان هوية خاصة، بفضل ما تمتلكه من طبيعة وتراث يجعل التجربة السينمائية أكثر عمقًا وارتباطًا بالمكان.
كما يركز المهرجان على مشاركة الشباب من خلال ورش ومختبرات ودعم إنتاج الأفلام القصيرة، إلى جانب دمج الفنون المعاصرة مع السينما عبر عروض بصرية ولقاءات تجمع الفنانين مع المفكرين والخبراء البيئيين. وبذلك يتحول المهرجان إلى منصة ثقافية وإنسانية تطرح أسئلة جديدة وتفتح آفاقًا مختلفة.
ما أبرز ملامح الدورة الحالية؟ وما الجديد هذا العام؟
تأتي الدورة الثانية من المهرجان في الفترة من 25 إلى 30 نوفمبر 2025، وتشهد تطورًا ملحوظًا مقارنة بالدورة الأولى، سواء من حيث حجم المشاركة أو تنوع الفعاليات.
أبرز ملامح الدورة:
تلقّي نحو 400 فيلم من حوالي 30 دولة، مقابل 150 فيلمًا في الدورة الأولى.
تنوّع أماكن العرض داخل الفيوم بما يعكس جمال المحافظة ويمنح الجمهور تجربة مختلفة.
مسابقات للأفلام الطويلة والقصيرة وأفلام الطلبة.
أنشطة موازية تشمل ندوات وورش عمل وفعاليات بيئية تناقش قضايا مهمة مثل العدالة البيئية والنوع الاجتماعي.
تكريم شخصيات بارزة في السينما والفنون.
الجديد هذا العام:
توسّع كبير في المشاركة الدولية.
إقامة العروض في عدة مواقع داخل المحافظة.
إبراز قضية «العدالة البيئية والنوع الاجتماعي» كعنوان رئيسي للدورة.
فعاليات ميدانية تربط المجتمع المحلي بالمهرجان.
هوية بصرية جديدة تعكس الطابع البيئي للمهرجان.
ما المعايير التي يتم على أساسها اختيار الأفلام المشاركة؟
تعتمد لجان المشاهدة والبرمجة على مجموعة معايير واضحة أهمها:
1. الارتباط بالبيئة أو بقضية إنسانية معاصرة.
2. الجودة الفنية من حيث الإخراج والسيناريو والأسلوب البصري.
3. الأصالة والابتكار في السرد والمعالجة.
4. قوة الرسالة وتأثيرها وقدرتها على إثارة النقاش.
5. جودة الإنتاج بما يتناسب مع معايير العرض الاحترافي.
6. التنوع الثقافي والجغرافي في الأعمال المختارة.
7. دعم المخرجين الشباب وأفلام الطلبة.
8. استيفاء الشروط التقنية والقانونية الخاصة بالعرض.
ما نوعية الشراكات التي يقدمها المهرجان محليًا ودوليًا؟
محليًا:
التعاون مع وزارتي الثقافة والبيئة وجهات رسمية أخرى.
شراكات مع جامعة الفيوم وعدد من مراكز البحث العلمي.
تعاون مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات البيئية.
دعم من القطاع الخاص ورعاة الثقافة.
دوليًا:
تعاون وتبادل برامجي مع مهرجانات سينمائية عالمية.
شراكات مع منظمات بيئية وفنية دولية.
تعاون أكاديمي مع مدارس السينما والمعاهد الدولية.
دعم من مؤسسات ثقافية وسفارات أجنبية.
أما في مجال التدريب:
ورش يقدمها خبراء دوليون.
مشاركة مبادرات تهتم بإنتاج الأفلام القصيرة.
إتاحة الفرصة للمواهب الشابة للتدريب والتطوير طوال فترة المهرجان.
ما أبرز التحديات التي تواجه المهرجان؟ وكيف يتم التعامل معها؟
1. الزيادة الكبيرة في حجم المشاركة الدولية:
تتم مواجهتها بتوسيع فريق البرمجة واستخدام منصات رقمية لمشاهدة الأفلام.
2. التنظيم داخل محافظة واسعة وثرية بالمواقع:
الحل هو التخطيط المبكر والتنسيق مع الجهات المحلية لتوزيع الفعاليات بشكل يخدم الجمهور ويبرز جمال المكان.
3. استدامة التمويل:
عبر تنويع مصادر الدعم وبناء علاقات طويلة الأمد مع جهات ثقافية ورعاة.
4. تقديم القضايا البيئية بشكل جذاب:
من خلال دمج الفنون المعاصرة مع السينما وتقديم رسائل بيئية مبتكرة.
5. زيادة الطلب على برامج الشباب:
بالتعاون مع مؤسسات سينمائية دولية وتوفير ورش متقدمة.
6. التوازن بين الهوية المحلية والطابع الدولي:
عبر إبراز تراث الفيوم واستضافة ضيوف دوليين في الوقت نفسه.
ما طموحاتكم للمهرجان خلال السنوات الخمس القادمة؟
أن يصبح المهرجان أهم منصة عربية للسينما البيئية.
إنشاء مختبر الفيوم لصناعة الأفلام البيئية على مدار العام.
توسيع شبكة الشراكات الدولية مع مؤسسات ومهرجانات كبرى.
إنتاج أفلام قصيرة سنويًا تحمل اسم المهرجان.
تحويل الفيوم إلى مدينة سينمائية بيئية تستقبل عروضًا وزيارات طوال العام.
إطلاق جائزة دولية مرموقة في مجال السينما البيئية.
تعزيز الحضور الجماهيري ليصبح المهرجان حدثًا ينتظره الجمهور سنويًا.


.jpg)

.png)














.jpg)


.jpg)
.jpg)
