لماذا تراجعت الدول في انضمامها إلى القوة الدولية المقترحة للعمل داخل قطاع غزة ؟
مماطلة الاحتلال الإسرائيلي في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مرتبطة مباشرةً بتعقيدات ملف القوة الدولية المقترحة للعمل في قطاع غزة، مؤكداً أن المشروع أصبح أقرب إلى "سيناريو افتراضي" لا توجد دولة مستعدة لتحمّل تبعاته.
كما أن غياب التفويض السياسي، وانعدام الضمانات لحماية القوات المشاركة، يجعلان أي قوة تدخل قطاع غزة أمام مخاطر عملياتية مرتفعة، في ظل بيئة عسكرية شديدة التعقيد ووجود مقاومة فلسطينية ذات خبرة قتالية واسعة وامتداد اجتماعي واسع. وأي قوة تُدخَل في غزة ضمن مهام قتالية قد تُعتبر من قبل المقاومة "قوة معادية"، ما يرفع تكلفة التدخل العسكري والبشري والسياسي، وهي تكلفة لا تستطيع معظم الدول تبريرها أمام شعوبها أو برلماناتها.
حيثُ أن هناك إشكالية سياسية للدول العربية والإسلامية التي لا ترغب في الظهور كأنها أداة لتنفيذ مشروع نزع سلاح المقاومة لصالح الاحتلال، وهو ما يدفعها إلى الابتعاد عن أي صيغة يمكن تفسيرها بهذا الاتجاه. وهناك دولاً حليفة لواشنطن، مثل أذربيجان، أعادت حساباتها ورفضت تعريض جنودها للخطر، ما يعكس اتجاهاً دولياً عاماً يفضّل الحديث عن "قوة استقرار" تشرف على إعادة الإعمار وحفظ الهدوء، بدل الدخول في مهام قتالية إلى جانب الاحتلال أو التورط في ملف نزع السلاح.
وفي الجانب الآخر يعكس التردد الدولي قناعة متزايدة بأن أي قوة خارجية ستواجه رفضاً شعبياً واسعاً داخل غزة، وقد تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع المقاومة، وهو ما يجعل فكرة القوة الدولية بصيغتها التي طرحتها الولايات المتحدة مشروعاً غير قابل للتنفيذ في الوقت الراهن.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير عبرية، تراجع أذربيجان عن قرارها إرسال قوات ضمن القوة الدولية المقترحة للعمل داخل قطاع غزة، يكشف حجم الصعوبات التي تواجهها كلٌّ من الولايات المتحدة و"إسرائيل" في تشكيل هذه القوة. وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، إنه لا توجد أي دولة حتى الآن أبدت استعدادًا واضحًا للمشاركة في القوة متعددة الجنسيات أو إرسال جنودها إلى غزة، ما يرجح التقديرات في "إسرائيل" أن هذه القوة "قد لا تُشكَّل إطلاقًا" في نهاية المطاف.
بينما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن تقديرات جيش الاحتلال أن الولايات المتحدة ستحتاج أسابيع وربما أشهر قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن تشكيل القوة الدولية، على أن تنتشر داخل قطاع غزة وليس داخل "إسرائيل". والجمعة الماضية، قال مصدر في وزارة الخارجية الأذربيجانية، إن بلاده لا تعتزم إرسال قوات حفظ سلام إلى قطاع غزة ما لم يتحقق وقف كامل لإطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة "حماس".


.jpg)

.png)














.jpg)


.jpg)
.jpg)
