رسائل النار بين واشنطن وموسكو ...شبح الحرب الباردة يعود مجددا
تصاعدت "حرب الأعصاب" بين روسيا والولايات المتحدة بعد رصد الاستخبارات الأميركية تحرك غواصات نووية روسية نحو السواحل الشمالية الأميركية عبر القطب الشمالي، في خطوة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة، اعتبرتها واشنطن "رسالة ردع نارية" من موسكو تُعلن من خلالها انتهاء زمن التحذيرات.
موسكو ترسل إشارتها النووية ورسائلها النارية
أفادت تقارير بأن نحو 11 غواصة نووية روسية من طراز "بوري-إيه" المزودة بصواريخ عابرة للقارات تم نشرها في المحيط الأطلسي، واقترب بعضها من ألاسكا، في خطوة فسّرها البنتاغون كرسالة حمراء إلى واشنطن تهدف لإظهار قدرة موسكو على ضرب العمق الأميركي ونقل الصراع من حدود أوروبا إلى عقر الديار الأميركية نفسها.
وأكد الخبير الروسي أندريه فرولوف أن تحريك الغواصات الروسية ليس استعراضًا للقوة بل جزء من سياسة ردع جديدة تهدف إلى الضغط على الولايات المتحدة نفسها.
واشنطن تردّ
في المقابل،أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحريك غواصتين نوويتين أميركيتين قرب السواحل الروسية رداً على ما وصفه بـ "التحرك الاستفزازي الروسي"، وقال ترامب في تصريحات: "لقد تم توجيه تهديد، ونحن سنحمي شعبنا. لدينا غواصات نووية بالقرب من سواحلهم وهي الأفضل في العالم"
وسارع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بالدعوة إلى ضبط النفس، محذرًا من "مخاطر اللعب بالنار النووية" والتصعيد الخطير في الخطاب العسكري.
من جانبه حذر الخبير الأميركي مايكل كوفمان من أن القطب الشمالي أصبح ساحة مواجهة خطيرة بين واشنطن وموسكو، مشبّهًا الوضع بـ"لعبة شطرنج نووية تحت الجليد" قد يؤدي أي خطأ فيها إلى تفجير صراع لا يمكن احتواؤه.
وقال الخبير العسكري المصري العميد سمير راغب في هذا السياق:"الولايات المتحدة دفعت بعدة حاملات طائرات في مناطق حساسة لمنع روسيا وإيران من توسيع دائرة المواجهة" مؤكدا أن التحركات الروسية في القطب الشمالي هي ردّ استراتيجي على التمدد الأميركي في مناطق النفوذ التقليدية لروسيا .
وبينما تُحرك موسكو أسطولها الصامت في أعماق البحر، وتردّ واشنطن باستعراض مماثل، يبدو أن "رسائل النار" هذه لم تعد مجرد رموز سياسية، بل إنذار مبكر لعصرٍ جديد من الردع المتبادل


.jpg)















.jpg)


.jpg)

.jpg)
