النهار
الأحد 2 نوفمبر 2025 09:14 مـ 11 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
القسام : تسلم جثث 3 إسرائيليين ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار لغز اختفاء المدعية العسكرية العامة الإسرائيلية يفضح قادة الاحتلال.. كواليس مرعبة القصة الكاملة لأزمة المدعية العسكرية العامة المستقيلة اللواء يفعات تومر يروشالمي بعد الافتتاح الأسطوري.. موعد إتاحة زيارة المتحف المصري الكبير للجمهور بعد تهديدها بعمل عسكري.. نيجيريا تطالب بلقاء ترامب في الأيام المقبلة النائب أحمد محسن: الافتتاح رسالة حضارية للعالم بأن مصر لا تزال صانعة التاريخ الهيئة الوطنية للانتخابات تُحدد موعد إعلان نتائج المرحلة الأولى للنواب 2025 تأجيل محاكمة متهم بالانضمام لـ«داعش عين شمس» لجلسة 5 يناير المقبل الهيئة الوطنية تعلن مواعيد التصويت في انتخابات البرلمان 2025 مفتي الجمهورية يؤكد : الأديان في جوهرها لم تكن يومًا سببًا للفرقة بل عاملًا للوحدة هل تتحرك القوات الأميركية إذا هاجمت الصين تايوان عسكريا ؟ سميحة المناسترلي عن افتتاح المتحف المصري الكبير : رسالة تاريخ وقوة وسلام للعالم

عربي ودولي

تحركات أميركية في الكاريبي تُثير القلق في فنزويلا

القاعدة الأمريكية في الكاريبي
القاعدة الأمريكية في الكاريبي

تسابق الولايات المتحدة الزمن لإعادة إحياء قاعدة بحرية ضخمة في البحر الكاريبي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، في خطوة تعكس استعدادات عسكرية متسارعة يُعتقد أنها تمهّد لتحركات ميدانية محتملة تجاه فنزويلا.

عودة القاعدة إلى الحياة

بدأت أعمال الإنشاء والتأهيل في قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو منتصف سبتمبر الماضي، بعد أكثر من عشرين عامًا على إغلاقها. وشملت العمليات إعادة تعبيد الممرات والمدارج، وتجهيز البنية التحتية للمدرجات والمخازن والمرافئ، في إشارة واضحة إلى نية واشنطن إعادة القاعدة إلى الخدمة الفعلية.

القاعدة، التي كانت يومًا من أكبر المراكز العسكرية الأميركية في العالم، تتميز بموقعها الاستراتيجي ومساحتها الواسعة، ما يجعلها نقطة مثالية لتجميع المعدات والقوات وإدارة العمليات في البحر الكاريبي.

تحديثات تشمل المطارات المجاورة

شملت أعمال التطوير أيضًا تحسين قدرات الإقلاع والهبوط، إلى جانب توسعة منشآت في مطارين مدنيين ببورتوريكو وجزيرة سانت كرو التابعة لجزر العذراء الأميركية، الواقعتين على مسافة لا تتجاوز 800 كيلومتر من فنزويلا.
ويرى مراقبون أن هذا التحديث الواسع للبنية الجوية يُظهر استعدادًا لعمليات واسعة قد تشمل مراقبة جوية وتحركات تكتيكية قريبة من السواحل الفنزويلية.

تحركات عسكرية غير مسبوقة

تزامن ذلك مع حشد عسكري يُعدّ الأكبر في المنطقة منذ منتصف التسعينيات، إذ نشرت الولايات المتحدة 13 سفينة حربية و5 سفن دعم وغواصة نووية، إلى جانب حاملة الطائرات "جيرالد فورد" التي تضم أكثر من 10 آلاف جندي و75 طائرة حربية.

كما تمركزت في المنطقة مقاتلات F-35 وطائرات B-1 Lancer وB-52 الاستراتيجية، إضافة إلى طلعات جوية نفذتها طائرات استطلاع وتجسس من طراز Poseidon P-8A على مقربة من السواحل الفنزويلية.

وفي الوقت ذاته، شوهدت السفينة MV Ocean Trader، التابعة للقوات الخاصة الأميركية، وهي ترسو في بورتوريكو وسانت كرو قبل أن تتجه نحو الساحل الفنزويلي، ما أثار تساؤلات حول طبيعة المهام التي تُنفذ في المنطقة.

ضغوط على نظام مادورو

تشير المؤشرات الميدانية إلى أن واشنطن تسعى لتكثيف الضغط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، سواء عبر الوجود العسكري أو من خلال عمليات مكافحة تهريب السلاح والمخدرات في البحر الكاريبي.
ويرى محللون أن واشنطن تراهن على هذه التحركات لإضعاف النظام الفنزويلي وخلق حالة من الانقسام داخل المؤسسة العسكرية هناك، دون الدخول في مواجهة مباشرة في الوقت الراهن.

الصور الميدانية تُظهر نصب عشرات الخيام الجديدة ومعدات مراقبة متحركة قرب مدرج القاعدة في بورتوريكو، إضافة إلى برج تحكم جوي متنقل ومستودعات ذخيرة حديثة لم يُكشف بعد عن محتواها.
وفي جزيرة سانت كرو، تواصل فرق الإنشاءات توسعة ساحات وقوف الطائرات وتحسين مرافق الدعم الجوي، ما يمنح القوات الأميركية قدرة على إدارة عمليات متزامنة من أكثر من موقع في الكاريبي.

توازن الردع والرسائل السياسية

هذه التحركات، وفق مراقبين، تعكس تحولًا في العقيدة العسكرية الأميركية تجاه أميركا اللاتينية، إذ لم يعد الوجود الأميركي مقتصرًا على مكافحة التهريب أو الإرهاب، بل بات أداة ضغط سياسي تهدف إلى ردع خصوم واشنطن ومراقبة النفوذ الروسي والصيني المتزايد في المنطقة.

ويرى محللون أن إعادة تنشيط القاعدة البحرية ليست مجرد مشروع بنية تحتية، بل رسالة مزدوجة إلى كاراكاس وبكين وموسكو على حد سواء، مفادها أن الولايات المتحدة ما زالت القوة المهيمنة في نصف الكرة الغربي، ولن تسمح بفراغ استراتيجي في الكاريبي.