بيترو بين الاغتيال والضغوط الأمريكية.. كواليس الصراع الخفي بين رئيس كولومبيا وترامب
في تصاعد درامي للعلاقات بين كولومبيا والولايات المتحدة، أبدى الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو مخاوف علنية من إمكانية تعرضه لمحاولة اغتيال، في خضم اشتباك سياسي ودبلوماسي حاد مع الإدارة الأمريكية الحالية.
هذا التصريح يأتي في سياق توترات متصاعدة بين البلدين، إذ فرضت واشنطن عقوبات على بيترو وآخرين من محيطه، متهمة إياه بتسهيل نشاط عصابات المخدرات، بينما ردّ هو باتهامات موجهة للولايات المتحدة بالتدخل وانتهاك السيادة.
تفاصيل المخاوف والتصريحات
في مؤتمر صحفي، قال بيترو إنه يخشى أن يفكّر البعض في اغتياله، معتبراً أن العقوبات الأمريكية المفروضة عليه وعلى أفراد من أسرته ليست ذنبهم، بل عقاب لمواقفه السياسية المستقلة. وصرّح بأن العقوبات جاءت بسبب موقفه الرافض للقصف الأمريكي الذي استهدف قوارب صيد في المياه الكاريبية، واصفًا تلك الضربات بأنها تنتهك القانون الدولي.
وأضاف أنه لا يمتلك أصولًا في الولايات المتحدة ولا حسابات ولا ممتلكات، وأنه لا يخشى قرارات ضدّه، لكن “ما أخاف منه هو أن يُفكّروا في اغتيالي”.
بيترو استغل هذه التصريحات للتأكيد على أن واشنطن لا ترغب بأن يخرج قادة أمريكا اللاتينية عن نفوذها، وأن خصومه لا يكرهون شخصه بقدر ما يكرهون صوته الذي لا يخضع لها.
كما استشهد بقيامه بمصادرات كبيرة للمخدرات وزعم أنه أول رئيس يساري قدر على الوصول للسلطة في كولومبيا بعد موجات اغتيالات استهدفت مرشحين يساريين في الماضي.
السياق الأوسع: التوتر بين بيترو وترامب
في 24 أكتوبر 2025، أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) عن فرض عقوبات على بيترو، وزوجته وابنه، ووزير الداخلية عمّار بنيديتي، بموجب الأمر التنفيذي رقم 14059 الذي يستهدف الأشخاص المتورطين في تجارة المخدرات العالمية.
العقوبات تشمل تجميد أصولهم في الولايات المتحدة ومنع التعامل معهم بالنسبة للأفراد والشركات الأمريكية.
واستخدمت واشنطن أيضاً ادعاءات بأن إنتاج الكوكايين توسّع خلال فترة حكم بيترو، واصفة إدارته بأنها سمحت للميليشيات بعقد أوراق قوية في ملف المخدرات.
من جهته، رفض بيترو الاتهامات وصرّح بأن حكومته حقّقت مصادرات قياسية للمخدرات، وأن زراعة الكوكا تراجعت نسبيًا، ووصف الإجراءات الأمريكية بأنها سياسية في جوهرها.
اتهامات صريحة من ترامب
من جانب ترامب، اتهم بيترو بأنه “زعيم مخدرات غير شرعي” وهدد بقطع المساعدات الأمريكية عن كولومبيا وفرض رسوم جمركية كبيرة على صادراتها.
كما دعا إلى أن تأخذ واشنطن إجراءات مباشرة ضد إنتاج المخدرات إذا لم تفِ كولومبيا بالتزاماتها. في تصعيد إضافي، وصف ترامب البيترو بأنه “قائد غير شرعي لتجارة المخدرات” واستخدم هذا الخطاب لتبرير العقوبات.
نقاط التصادم السابقة
في يناير 2025، رفض بيترو السماح لطائرتين عسكريتين أمريكيتين تحملان مهاجرين كولومبيين بالهبوط، احتجاجًا على الطريقة التي عوملوا بها. ترامب رد بتهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25٪، بل وصل أن يلوّح برفعها إلى 50٪ إذا لم تُلغَ القرار.
فيما بعد، توصل الطرفان إلى اتفاق لتسوية القضية، حيث وافق بيترو على استقبال المهاجرين عبر طائرات كولومبية وضمان معاملة إنسانية لهم، لكن الخلاف ترك ندوبًا في العلاقة الدبلوماسية.
أيضًا في سبتمبر 2025، تم إبطال تأشيرة بيترو في الولايات المتحدة بعد أن شارك في احتجاج داعم للفلسطينيين في نيويورك ودعا الجنود الأمريكيين إلى “عصيان الأوامر” إذا وجهت ضد المدنيين.
تداعيات الأزمة
الأثر الدبلوماسي: تم استدعاء سفراء البلدين في أوج التوتر، وعُقِدت اتصالات دبلوماسية لتخفيف التوترات المحتملة.
الأثر الاقتصادي: العقوبات قد تُلقي بظلال على تعاملات كولومبيا مع المؤسسات الأمريكية، ومع النظام المالي الدولي.
الإضرار بصلاحيات الرئيس: تجميد الأصول وفرض الحظر على التعامل مع كيانات أمريكية قد يحدّ من قدرة الحكومة على التفاعل في المكاسب الاقتصادية الدولية.
الرد الكولومبي: أعلن بيترو فرض رسوم جمركية مضادة، ومحاولة تنويع الشركاء التجاريين بعيدًا عن النفوذ الأمريكي، ودعا المواطنين إلى دعم المنتجات المحلية.


.jpg)



.jpg)


.jpg)

.jpg)
