إسرائيل تسحب المركبات الصينية من ضباطها ..مخاوف من تسريب استخباري عبر أنظمة ذكية
في خطوة غير مسبوقة تعكس تصاعد التوتر التكنولوجي بين تل أبيب وبكين، كشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ فعليًا بجمع المركبات الصينية الصنع من ضباطه وجنوده، تنفيذًا لتوجيهات مباشرة من رئيس الأركان إيال زامير.
وذكرت الصحيفة أن القرار جاء بعد تقارير أمنية أشارت إلى أن بعض تلك المركبات مزودة بأنظمة رقمية متقدمة تتضمن كاميرات وميكروفونات وأجهزة استشعار وتقنيات اتصال قادرة على نقل البيانات إلى خوادم خارجية أحيانًا دون علم المستخدم أو سيطرة المستورد المحلي.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير سابق قوله إن "المشكلة لا تقتصر على الكاميرات أو الميكروفونات، فكل مركبة ذكية اليوم هي حاسوب متحرك يعمل بنظام تشغيل مغلق واتصالات لاسلكية، ما يجعلها مصدرًا محتملاً لجمع المعلومات الاستخبارية من البنى التحتية الحساسة".
ويأتي القرار وسط مخاوف متزايدة داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تغلغل التكنولوجيا الصينية في قطاعات الاتصالات والنقل والطاقة، ما يُثير تساؤلات حول أمن البيانات والسيادة التقنية في دولة تعتمد بشكل متزايد على الأنظمة الذكية.
قرار سحب المركبات الصينية لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد الدولي الأوسع، حيث تتصاعد حرب التكنولوجيا بين الصين والولايات المتحدة لتتحول إلى ساحة تنافس استخباري واقتصادي معقّد. ويبدو أن إسرائيل الحليف الأقرب لواشنطن تنسّق خطواتها ضمن هذه المعادلة، خصوصًا في ظل الضغوط الأمريكية المتكررة للحد من استخدام التقنيات الصينية في البنى التحتية الحيوية حول العالم.
فما بدأ كتحفّظ أمني على "العيون الإلكترونية" داخل السيارات الذكية، تحوّل إلى جزء من صراع على السيطرة على البيانات ومصادر المعرفة الرقمية، لتجد إسرائيل نفسها أمام معضلة مزدوجة: الحفاظ على أمنها الداخلي دون الإضرار بعلاقاتها الاقتصادية الواسعة مع بكين، التي تُعد أحد أهم شركائها التجاريين في مجالات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية.


.jpg)















.jpg)


.jpg)

.jpg)
