ترامب يشعل الأمم المتحدة: كلمات فارغة لا تبني السلام والعصر الذهبي لأميركا مستمر

شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على الأمم المتحدة خلال كلمته أمام الجمعية العامة اليوم الثلاثاء، واصفًا دور المنظمة الدولية بأنها "لا تسهم في بناء السلام"، ومتهكمًا على مبنى الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال ترامب في كلمة مطولة شملت ملفات عدة: "تتمتع الأمم المتحدة بقدرات هائلة، لكنها لا ترقى حتى ولو بقليل إلى المستوى المطلوب"، مضيفًا أن المنظمة "مجرد كلمات فارغة لا تحل الحروب".
وتناول الرئيس الأميركي إنجازات بلاده، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "استعادت مكانتها في العالم"، وأنها تمتلك "أقوى جيش وأقوى اقتصاد وأقوى علاقات"، واصفًا عهده بـ"العصر الذهبي لأميركا". وأضاف: "الأموال تتدفق على أميركا، ونحن نبني أفضل وأعظم اقتصاد".
وفي ملف الهجرة، أعلن ترامب أن "عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون أميركا وصل للصفر"، مؤكدًا على سياسة صارمة تجاه الهجرة غير الشرعية.
أما بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، فقد اعتبر ترامب أن قرارات بعض حلفاء واشنطن تمثل "مكافأة على فظائع حركة حماس، بما في ذلك هجوم السابع من أكتوبر"، مجددًا دعوته للحركة إلى "إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة دفعة واحدة". كما تطرق إلى جهوده "لإنهاء الحرب في غزة" ولإنهاء "سبع حروب" حول العالم، مؤكدًا أنه يستحق "جائزة نوبل للسلام".
وعن الحرب الروسية في أوكرانيا، أكد ترامب أن استمرارها "يشوه صورة روسيا"، محذرًا من أن "آلاف الجنود الشباب يموتون أسبوعيًا". ودعا الدول الأوروبية إلى "الكف فورًا عن شراء النفط من روسيا"، متهمًا الصين والهند بأنهما "أكبر ممولين للحرب في أوكرانيا". وأضاف: "عليهم أن يوقفوا فورًا كل مشتريات الطاقة من روسيا، وإلا فإننا جميعًا نضيع الكثير من الوقت".
تأتي تصريحات ترامب في سياق سعيه لإعادة تأكيد نفوذ الولايات المتحدة على الساحة الدولية، خاصة بعد الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة من قبل التيار المحافظ في واشنطن. مهاجمته للمنظمة قد تعكس استراتيجية لتقويض دورها في النزاعات العالمية وإبراز القوة الأميركية كطرف فاعل منفرد.
كما يعكس ترامب من خلال حديثه عن الاقتصاد والهجرة وملف فلسطين محاولة لتعزيز صورته أمام قواعده الانتخابية، مؤكّدًا على الإنجازات الداخلية والخارجية لعهده، وإظهار الولايات المتحدة كقوة لا يُعلى عليها.
أما بالنسبة لتصريحاته حول أوكرانيا وإدانته للدول الأوروبية والصين والهند تكشف عن رغبة في إعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية والسياسية، بما يخدم مصالح واشنطن، ويضغط على خصومها لتقليل دعمهم لروسيا.
ومن المتوقع أن تزيد هذه التصريحات التوتر في العلاقات الدولية، خاصة مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط، وقد تثير ردود فعل حادة من روسيا والصين، ما يجعل كلمة ترامب محور متابعة دقيقة في الدوائر السياسية العالمية.