في رحاب الحبيب المصطفى.. احتفالية فنية بالمولد النبوي الشريف في دار الأوبرا المصرية

في ذكرى ميلاد من أشرقت به الأرض والسماء، من علم البشرية معنى الرحمة، وقال فيه رب العزة: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، تتجدد القلوب حبًّا وتوقيرًا لسيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم،. ميلاده لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل كان ميلادًا للنور، وانطلاقة لرسالة خالدة تهدي الأرواح وتوحد القلوب على درب الحق والخير.
وفي هذا الإطار، شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية أجواء روحانية مميزة في احتفالية المولد النبوي الشريف، التي جاءت بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام، حيث انطلقت الفعالية بموسيقى "المولد" من تأليف أحمد فؤاد حسن، لتفتتح بها الليلة المليئة بالأنغام الدينية والابتهالات التي ألهبت مشاعر الحضور.
قدم الفنان أحمد حسن أغنية "ألفين صلاة على النبي" من كلمات إمام الصفطاوي وألحان عبد العظيم عبد الحق، وسط تفاعل واسع من الجمهور، كما تألقت الفنانة أنغام مصطفى بأداء أغنية "محمد رسول الله" من كلمات عبد الفتاح مصطفى وألحان جمال سلامة. وتواصلت الأجواء الإيمانية مع صوت الفنانة أميرة أحمد التي أبدعت في أغنية "أم النبي" من كلمات عبد السلام أمين وألحان جمال سلامة، فيما اختتم الفنان مصطفى النجدي الفقرة الغنائية بأغنية "أتعلمي يا دنيا" من كلمات علية الجعار وألحان محمد قابيل.
تندرج هذه الاحتفالية ضمن الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية لإحياء المناسبات الدينية، في إطار دورها لتعزيز الهوية الثقافية وإبراز قيم الوحدة والتضامن، وإظهار الوجه الحضاري للفنون التي تنشر رسائل المحبة والسلام.
وهكذا يظل المولد النبوي الشريف مناسبة يتجدد فيها العهد مع قيم النبي صلى الله عليه وسلم الذي جسد الرحمة في أبهى صورها، فكان ميلاده بداية طريق يضيء قلوب البشر جميعًا، ورسالةً باقية تدعو إلى المحبة والسلام على مرّ الزمان.
وهكذا يبقى مولد الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام نبعًا لا ينضب من النور، تزهر به الأرواح وتبقى سيرته عطـرًا يملأ الدنيا بالسلام والمحبة.