النهار
الإثنين 11 أغسطس 2025 05:32 مـ 16 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
النائب عبدالسلام الجبلي: نمو الصادرات الزراعية يعكس نجاح جهود الدولة في دعم القطاع محمد رمضان يروج ل”مفيش طبطبة ” من شوارع نيويورك أعرف حصاد منافسات الجولة الأولى من الدوري الممتاز لكرة القدم 2025-2026 النائب إبراهيم الديب: بعض المنصات تهدد الأمن القومي عبر استغلال بيانات المستخدمين قرار جمهوري بتخصيص أرض في البحيرة لإقامة مشروعات تنموية المؤلف وائل حمدي يكشف تفاصيل مسلسل ”ورد على فل وياسمين” لـ صبا مبارك المؤتمر: توجيهات السيسي تؤكد التزام الدولة بحرية الرأي ودعم تطور المشهد الإعلامي شركة تذكرتي تطرح شروط الدخول لـ حفل مروان بابلو وليجي سي وشهاب بمهرجان العلمين محافظ الدقهلية يقرر إيقاف عمل عمال النظافة خلال أوقات الذروة بالموجة الحارة حفاظًا على سلامتهم أغلى 10 صفقات في ميركاتو صيف 2025.. ليفربول ومانشستر يونايتد يتصدران والمفاجأة من القادسية وغلطة سراي رئيس جامعة بنها يشهد حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية علوم الرياضة أخبار الأهلي| مصدر: زيزو شارك أمام مودرن رغم الحمى المرتفعة

تقارير ومتابعات

بعد إقراره رسميا.. هل تقضي «البكالوريا » على كابوس «الثانوية العامة »؟

خبراء يشيدون بالنظام التعليمي الجديد: يهدف لتطوير التعليم ليواكب متطلبات العصر
أولياء أمور: مستقبل أولادنا مش حقل تجارب لوزير التعليم
يعيش الشارع المصري حالة من التخبط والارتباك بين الطلاب وأولياء الأمور، منذ الإعلان عن نظام «البكالوريا»، ليكون بديلا عن الثانوية العامة، وخاصة بعد أن أقرا مجلس النواب مشروع قانون التعليم الجديد المعروف بنظام «البكالوريا»، والموافقة على تطبيقه رسميا مع إنطلاق العام الدراسي الجديد 2025-2026.
واعتبرت الحكومة نظام «البكالوريا الجديد»الذى يُقدم كبديل مجانى ومتكافئ للثانوية العامة، بهدف منح الطلاب مسارات أكثر تنوعاً ومرونة تتناسب مع متطلبات العصر، وتخفف من الضغوط النفسية والمادية التى تعانى منها الأسر المصرية.
مخاوف الطلاب وأولياء الأمور من «البكالوريا»
في الوقت نفسه أثيرت حالة من التخبط والتخوف في الرأي العام، ما بين مؤيد ومعارض لنظام البكالوريا الجديد، وتداولت تساؤلات محيرة شغلت بال العديد من الأسر والبيوت المصرية وخاصة وأن الأمر يتعلق بمستقبل أبنائهم، حول تطبيق هذا النظام التعليمي الجديد ، متسائلين ما هو نظام البكالوريا ؟، وهل سيكون «البكالوريا» بديلا مناسبا لصالح أبنائهم الطلاب ويقضى على «كابوس الثانوية العامة »؟، وما هو مصير الطالب الذى يختار هذا نظام والكليات المتاحة للالتحاق بها بعد إتمام شهادة هذا النظام الحديث ؟، وهل سيتساوى القبول فى الجامعات بين الطالب الذي يدرس بنظامي الثانوية العامة والبكالوريا ؟ ومدى تقبل الطلاب لهذا النظام الجديد وخاصة وأن أولياء الأمور والطلاب عانوا كثيرا من التعديلات والتغيرات وهيكلة الثانوية لأكثر من مرة؟.
وأمام حالة الغموض والتخوف التي أنتابت الطلاب وأولياء أمورهم من نظام البكالوريا الجديد ، تواصل «النهار» مع أولياء أمور وخبراء تربويين متخصصين، لتوضيح كل ما يخص هذا النظام وآليات الدراسة به وموعد تطبيقه رسميا .
في البداية عبر الكثير من أولياء الأمور عن قلقهم من تطبيق نظام البكالوريا، وسط تخوفات أن يتحول النظام الجديد إلى عبء إضافي على أولياء الأمور، بسبب ارتفاع التكاليف، وغموض آليات التقييم، ومحدودية المسارات الجامعية المتاحة لكل طالب، وخاصة مع دفع رسوم حتى يتمكن الطالب من إعادة الامتحان لتحسين المجموع في المواد، ولكن بمقابل مادي للمادة الواحدة .
وأضاف أولياء الأمور: «احنا تعبنا من وزير التربية والتعليم الحالي كل شوية تغيرات في نظام التعليم ..مستقبل أولادنا مش حقل تجارب لقراراته».
ومن جانبه قال الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، في تصريحات لــ«النهار» إن«البكالوريا» هو نظام تعليمي جديد، لن يكون بديلا للثانوية العامة وإنما موازيا مجانيا لها خلال السنوات المقبلة ويكون الاختيار بين النظامين حرية للطالب، ويعتمد البكالوريا على تقليص عدد المواد الدراسية إلى سبع مواد فقط على مدار العامين الدراسيين(الثاني والثالث) الثانوي، وهو ما يقلل من الضغط على الطلاب ويخفف العبء المالي المرتبط بالدروس الخصوصية والكتب الخارجية.
وأشار الخبير التربوي إلى نظام البكالوريا، يُشكل خطوة مهمة نحو تعليم حديث يمكن الطلاب من اختيار المسارات التى تناسب قدراتهم وطموحاتهم، سواء أكاديمياً أو مهنياً، ما يعكس رغبة الدولة فى رفع مستوى التعليم وربطه بسوق العمل المحلى والعالمى، ويتيح للطلاب الاختيار من تخصصات متنوعة تتواكب مع العصر.
وأوضح الخبير التربوي أن نظام «البكالوريا» سيتم تطبيقه رسميا مع انطلاق العام الدراسي القادم، وخاصة بعدما أقره مجلس النواب، وتتضمن شهادة البكالوريا المصرية مرحلتين هما المرحلة التمهيدية لطلاب الصف الأول الثانوي والمرحلة الرئيسية التي تتضمن الصفين الثاني والثالث.
وقال الدكتور تامر شوقي إن نظام البكالوريا الجديد يتمتع بمميزات عدة تفوق نظام الثانوية العامة، فهو يهدف إلى تنمية المهارات الفكرية بديلًا عن الحفظ والتلقين المعتاد في مرحلة الثانوية العامة، ويتيح النظام الجديد للطلاب حرية الاختيار بين 4 مسارات وهم : الطب وعلوم الحياة، الهندسة وعلوم الحاسب، الأعمال، ومسار الآداب والفنون، إذا تتيح هذه الخيارات للطلاب اختيار المسار الذي يتناسب مع ميولهم وقدراتهم.
وأوضح «شوقي» أن شهادة البكالوريا تعتمد على التقييم المستمر من خلال تقسيم المواد على عامين على الأقل، هذا بالإضافة إلى الاعتراف الدولي والفرص المتعددة من خلال جلستي امتحان سنويًا، وضمن مميزات النظام التعليمي الجديد إدراج مواد حديثة مثل البرمجة وعلوم الحاسب في مسار الرياضيات، مما يعزز قدرة الطلاب على مواكبة التقدم التكنولوجي، كما يركز النظام على علوم الطبيعة، وهو ما يعد أساساً للتقدم في مجالات الطب والهندسة.
وعن أبرز التحديات والإشكاليات التي قد تواجه نظام البكالوريا الجديد والتي يجب وضعها في الحسبان والعمل على معالجتها، أوضح الخبير التربوي أن المناهج المستحدثة والبرمجة والمحاسبة تجعل أولياء الطلاب وأولياء الأمور في حالة قلق وخوف على ابنائهم، وعن التحدي الآخر شدد على ضرورة تأهيل وتدريب المعلمين لتدريس المواد الجديدة في نظام البكالوريا الجديد .
وأوضح الخبير التربوي أن النظام الجديد يتيح للطلاب فرصة دخول الامتحانات في الصفين الثاني والثالث الثانوي، مما يمنحهم إمكانية تحسين درجاتهم خلال عامين بدلاً من سنة واحدة كما كان في النظام السابق.
وفي سياق متصل قال الدكتور جمال فرويز استاذ الطب النفسي،خلال حديثه لـ«النهار»،إن مخاوف القلق والتوتر لدى الطلاب وأولياء أمورهم من تطبيق نظام البكالوريا أمر طبيعي ، قائلا : الإنسان بطبيعته يميل إلى الشىء الذي إعتاد عليه، حتى وإن كان النظام الجديد قد يكون أفضل أو ربما أسوأ، لكنه يظل مجهولًا بالنسبة للكثيرين.
وتابع: طمنوا أولادكم لا داعي للقلق المنتشر وسط أولياء الأمور وطلاب المرحلة الثانوية، نخوض تجربة البكالوريا ولا نحكم عليها إلا بعد التنفيذ ، وهي نظام اختياري مع الثانوية العامة شوف اللي يناسبك واختاره ..
ورحب الدكتور فرويز بنظام البكالوريا الجديد ، مشددا على أهمية تطبيقه كبديل حديث وفعّال لنظام الثانوية العامة المعمول به حاليًا، مشيرًا إلى أن النظام التقليدي أصبح يشكل عبئًا نفسيًا واجتماعيًا وماديًا على الطلاب والأسر المصرية.
واختتم حديثه موجها نصائحه للطلاب وأولياء الأمور ، بضرةرة التمهل في دراسة مميزات وعيوب نظام البكالوريا، وعدم الانسياق وراء ما يثار من سلبيات وشائعات حول هذا النظام، والتفكير بعيدا عن التأثر بأي شائعات، وأوصى الطلاب وأولياء أمورهم أن يستمعوا فقط لآراء الخبراء المتخصصين الذين يتحدثون عن النظام بشكل موضوعي دون تحيز ، وأن يترك أولياء الأمور للطالب حرية الاختيار في المجال والمسار الذي يجد نفسه مؤهل لدراسته وتحقيق ذاته.

موضوعات متعلقة