خبراء التعليم: «الجامعات التكنولوجية» تحظى بدعم الدولة وتخرج كوادر مؤهلة ومدربة يحتاجها سوق العمل

يبحث طلاب الثانوية العامة والشهادة الفنية بمختلف مدارسها عن ملاذ وطريق آمن إلى سوق العمل من خلال كليات وتخصصات حديثة يجد خريجوها فرص عمل حقيقة، وتُعد الجامعات التكنولوجية الطريق المباشر لوظائف المستقبل، حيث تفتح 12 جامعة تكنولوجية، في مختلف المحافظات، أبوابها أمام الطلاب بـ 24 تخصصًا جديدًا تواكب احتياجات ومتطلبات سوق العمل، المحلي والإقليمي والدولي، يحصل الطلاب على المهارات والمعارف والتدريب العملي داخل معامل الجامعات والمصانع والشركات، وتخرج كوادر مصرية ماهرة ومتخصصة في المجالات التكنولوجية.
أستاذ علم النفس التربوي:«الجامعات التكنولوجية» تحظى بدعم الدولة المصرية
الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس
وفي هذا السياق، أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن الجامعات التكنولوجية تُعد أحد روافد التعليم العالي الحديثة، وتحظى باهتمام متزايد من الدولة المصرية، حيث بلغ عددها حتى الآن حوالي 12 جامعة.
وأضاف «شوقي» في تصريح خاص لـ «النهار» أن الجامعات التكنولوجية تمنح شهادات مهنية مثل البكالوريوس المهني في التكنولوجيا، والماجستير المهني، والدكتوراه المهنية في مجالات تخصصية مختلفة، وهو ما يُميز خريجيها بأنهم مؤهلون مباشرة لسوق العمل في تخصصات متنوعة.
أوضح الخبير التربوي أن الجامعات التكنولوجية تقدم تخصصات مطلوبة في سوق العمل مثل الذكاء الاصطناعي، الصناعات المعدنية والخشبية، الصناعة الهندسية والإلكترونية، الكهربية، الغزل والنسيج، الصناعات الغذائية، الطباعة والنشر، الكيماويات، مواد البناء، وتكنولوجيا الغاز والبترول، كما أن كل جامعة تكنولوجية تركز على خدمة الإقليم الجغرافي الذي تقع فيه، مما يساعد على توفير فرص عمل محلية في نفس المحافظة، ويوفر خريجين متخصصين بحسب طبيعة السوق المحلي.
وأكد أستاذ علم النفس التربوي أن الجامعات التكنولوجية معتمدة وتتميز بدعم من وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات والحكومة، وهو ما يمنح شهاداتها فرص متكافئة مع الجامعات الحكومية سواء في التوظيف أو الانضمام للنقابات المهنية، كما أنها أقل في المصروفات مقارنة بغيرها، وتتمتع ببنية تحتية حديثة ومعامل متطورة، بالإضافة إلى تناسب أعداد الطلاب مع أعضاء هيئة التدريس، مما يقلل من التكدس الموجود في الكليات الحكومية، وكذلك تقبل هذه الجامعات مجموعات أقل من الجامعات التقليدية، ما يجعلها خيارًا متاحًا لشرائح أوسع من الطلاب.
وأشار«شوقي» إلى أن الجامعات التكنولوجية تتيح لطلابها الحصول على شهادات من جامعات أجنبية من خلال الشراكات الأكاديمية، إلى جانب توفير تدريب فعلي داخل مصانع وشركات قطاع الأعمال، مما يُعزز فرص توظيفهم بعد التخرج، كما تضم نخبة من أعضاء هيئة التدريس من الجامعات المصرية، وتتوفر بها ورش تدريب مجهزة على أعلى مستوى، ومع كل هذه المميزات، ما زال الوعي بهذه الجامعات منخفضًا لدى كثير من أولياء الأمور والطلاب، وهو ما يستدعي مزيدًا من التوعية والترويج لهذه التجربة التعليمية المهمة.
خبير تربوي: «الجامعات التكنولوجية» تخرج كوادر مؤهلة ومدربة يحتاجها سوق العمل
الدكتور محمد فتح الله الخبير التربوي وأستاذ القياس والتقويم التربوي
ومن جانبه، قال الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، وأستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إن المنظمة التعليمية بصفة عامة تحظى بدعم كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والجامعات التكنولوجية بصفة خاصة حيث وجه بالتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية في الجمهورية الجديدة وربط مخرجات التعليم والبحث العلمي بالصناعة، مضيفًا أن الجامعات التكنولوجية كلفت الدولة المصرية ملايين الجنيهات حتى تحقق أهدافها.
وأكد أستاذ القياس والتقويم التربوي، في تصريحات خاصة لـ «النهار» أن ما يميز خريجي الجامعات التكنولوجية الجديدة عن خريجي الجامعات الأخري هو توفير التدريب العملي للطلاب، حيث يعمل الطلاب على مشاريع عملية ويحصلون على فرصة لتطبيق ما يتعلمونه في بيئة العمل الحقيقية، وهذا يؤهلهم للاندماج بسهولة في سوق العمل بعد التخرج دون الحاجة إلى إعادة التأهيل.
وبيّن «فتح الله»، أن خريجيّ الجامعات التكنولوجية يتمتعون بمهارات وخبرات عالية في المجالات التكنولوجية والإبداعية، مما يزيد من فرصهم في الحصول على وظائف متميزة برواتب مجزية في سوق العمل.
وأشار أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن الجامعات التكنولوجية غيرت الصورة الذهنية للتعليم الفني، موضحًا أنها تساعد على رفع مستوى خريجي التعليم الفني، وذلك من خلال التدريب العلمي للطلاب في التخصصات المختلفة أثناء الدراسة، مما يؤهلهم للانطلاق في سوق العمل للحصول على فرص عمل مميزة، مؤكدًا أن الجامعات التكنولوجيةتُعد بصيص أمل للشباب وطلاب التعليم الفني حيث تخرج كوادر تكنولوجية مؤهلة ومدربة يحتاجها سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي.
واختتم الدكتور محمد فتح الله الخبير التربوي وأستاذ القياس والتقويم التربوي حديثه قائلًا: «ضرورة تحديث المناهج الدراسية والبرامج وتطويرها بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل، التي تتطلب مهارات وخبرات جديدة في المجالات التكنولوجية بجانب تدريب الطلاب المستمر لمواكبة التطورات في عالم التكنولوجيا الذي يشهد قفزات سريعة ومتغيرة»