النهار
الخميس 24 يوليو 2025 05:47 صـ 28 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

«حامي حمى مصر».. كيف كان السد العالي من أهم إنجازات ثورة 23 يوليو 1952؟

بناء السد
بناء السد

قبل بناء السد العالي، كانت الفيضانات أكثر الكوارث الطبيعية تدميرا فى مصر ومسجل على جدران معبد الكرنك فيضان 1887 المدمر بإيراد 123 مليار متر مكعب مرة ونصف الايراد الطبيعى، إذ حمى السد العالى مصر من أكبر فيضان فى العصر الحديث عام 1988، ومن قبله السبع سنوات العجاف (1981-1987)، وهى أشد السنوات جفافا منذ 1913، وكأن الله أراد لنا أن نسحب كل المخزون حتى وصلنا الى منسوب 150 متر فوق سطح البحر اى قبل أن منسوب توقف السد العالى عند 147 متر، حتى يستطيع السد استيعاب جميع مياه الفيضان دون أى مشاكل، كما حمى السد العالى مصر من فيضانات 1998-2000، والحماية من الفيضانات أو الجفاف لاتقدر بمال.

وفق تحليل للدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، قال إن السد العالى أنار جميع محافظات مصر لأول مرة بكهرباء 2100 ميجاوات كانت تشكل أكثر من 6٠% من كهرباء مصر بقيمة 100 مليون جنيه فى السنة الأولى، وحاليا حوالى 7% كهرباء نظيفة خالية من الملوثات، لا تحتاج إلى وقود غاز أو مازوت، ثابتة، مستقرة، كاملة دون تكاليف أو عبء على الميزانية، كما زاد من الرقعة الزراعية 1,5 مليون فدان فى العام التالى مباشرة بعائد انتاج زراعى حوالى 300 مليون جنيه.

بحسب تحليل «شراقي»، غطى السد العالى غطى معظم تكاليفه 500 مليون جنيه مصرى «1.5 مليار دولار فى ذلك الوقت» فى عام واحد. اذا أضيف عائد الكهرباء 100 مليون جنيه: «السد العالى جعلنا نزرع طوال العام بعد ان كانت معظم الزراعة موسمية صيفية، وتوسعنا فى الزراعة حتى وصلنا حاليا إلى أكثر من 10 مليون فدان، رغم أن بعضها يعتمد على مياه جوفية».

وتضمن تحليل أستاذ الموارد المائية الآتي:

- السد العالى كان أساس الصناعة فى مصر بتوفير الكهرباء لمصانع حلوان للحديد والصلب ونجع حمادى للألمونيوم ومصانع الغزل والنسيج وغيرها.

- السد العالى حمى الآثار المصرية مثل معبد الاقصر والكرنك من الفيضانات المدمرة التى كانت السبب الرئيسى فى تدمير الأسقف والأعمدة، وردم الكثير من الآثار مثل معابد الاقصر ودندرة وإبيدوس وطريق الكباش وغيرها.

- السد العالى جعلنا نستغل كورنيش النيل شرقًا وغربًا وأكثر من 300 جزيرة نيلية التى أصبحت أغلى الأراضى وأجملها بعد أن كانت أخطرها وأرخصها.

- السد العالى أنشأ نشاط السياحة النيلية بأكثر من 300 فندق عائم وآلاف الأندية والعمارات والأبراج على ضفاف النيل.

- السد العالى حمى مصر من التخزينات الإثيوبية الخمس (2020 – 2024) فى سد النهضة، ولولا السد العالى لكان سد النهضة كـارثة محققة فى توقف أكثر من 50% من الأراضى الزراعية فى الوادى والدلتا.

- السد العالى كون أكبر البحيرات الصناعية فى العالم أكثر من 5000 كم٢ يمكن استغلالها لتكوين ثروة سمكية تكفى مصر، وتكوين حوالى 9000 كم شواطئ على بحيرة ناصر وخيرانها يمكن ان تستغل لانشاء قرى على شواطئها و مدن خلفها، تخيلوا التعمير على ضفاف البحيرة بهذا الطول الكبير، يعنى ممكن إنشاء محافظات جديدة على شواطئ البحيرة.

- السد العالى تم اختياره بلجان علمية عالمية ليس بها مصرى واحد كأحد أعظم 10 مشروعات فى العالم خلال القرن الماضى أفادت البشرية وتتميز باستخدام أعلى تكنولوجيا.