حيلة جديدة تتبعها أمريكا لمواجهة الصين اقتصادياً.. ما هي؟

محاولات شتى تبذلها الإدارة الأمريكية في ظل حُكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتحرك نحو تخفيف قبضة الصين على المعادن الأرضية النادرة، والتي ترى واشنطن أنها تجرها نحو تبعية بكين، بحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية، إذ أعلنت شركة أمريكية عن صفقة بقيمة 400 مليون دولار مع وزارة الدفاع الأمريكية وسط الطلب المتزايد على العناصر الأرضية النادرة المُستخرَجة محليًا، والتي تعد حيوية لكل من التقنيات المدنية والعسكرية.
قبضة خانقة على إنتاج المغناطيسات
وفق المجلة، حظيت صفقة شركة «إم بي ماتيريالز» بإشادة باعتبارها خطوة رئيسية نحو بناء سلسلة توريد المناجم إلى المغناطيس في الولايات المتحدة، وتقليص اعتماد البلاد على منافستها الجيوسياسية الصين، إذ تورد الصين 70% من المعادن النادرة التي تستوردها الولايات المتحدة، وتسيطر على نحو 85% من طاقة التكرير في العالم، وهو ما يشكل قبضة خانقة على إنتاج المغناطيسات عالية الأداء المستخدمة في كل شيء، من المركبات الكهربائية إلى الصواريخ.
نوهت المجلة، إلى أنه يُنظر إلى هذا التبعية في واشنطن على أنها نقطة ضعف، ودفع هذا القلق إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى السعي لإبرام صفقات جديدة، مثل تلك التي وُقِّعت مع أوكرانيا في مايو الماضي، وأعلنت شركة MP Materials Corp، أنها دخلت في شراكة بين القطاعين العام والخاص مع وزارة الدفاع الأمريكية والتي من شأنها تسريع بناء سلسلة توريد شاملة للمغناطيس الأرضي النادر في الولايات المتحدة وتقليل الاعتماد على الخارج، على حد تعبيرها.
معالجة تركيزات المعادن الأرضية النادرة
وبموجب الاتفاق، ستستثمر وزارة الدفاع الأمريكية 400 مليون دولار للحصول على حصة ملكية تبلغ 15% في الشركة التي يقع مقرها الرئيسي في لاس فيجاس، والتي يظل منجم «ماونتن باس» التابع لها في كاليفورنيا منشأة التعدين الوحيدة للمعادن الأرضية النادرة في البلاد، كما تقوم الشركة أيضًا بمعالجة تركيزات المعادن الأرضية النادرة، على الرغم من أن معظم عمليات التكرير النهائي وإنتاج المغناطيس لا تزال تتم في الصين.
وقال جيمس ليتينسكي، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة إم بي ماتيريالز: «تمثل هذه المبادرة إجراءً حاسمًا من جانب إدارة ترامب لتسريع استقلال سلسلة التوريد الأمريكية».
وأظهرت الصين بالفعل استعدادها للاستفادة من هيمنتها، كما حدث في أبريل الماضي، عندما فرضت قيودًا على العديد من صادرات المعادن النادرة، ردًا على زيادات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية.
وأعلنت بكين في يونيو الماضي، أنها ستخفف تلك القيود بعد هدنة تجارية مدتها 90 يومًا تم التوصل إليها مع إدارة ترامب، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين اشتكوا من أن شحنات الموارد الحيوية لم تعد إلى مستوياتها السابقة.